بكل وقاحة، كذب رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي حو بايدن، مدعياً أن «الاقتراح الإسرائيلي» لإنهاء الحرب، الذي أعلنه بايدن يوم الجمعة الماضي، غير مكتمل وناقص، وزعم نتنياهو أن اقتراح حكومته لم يتضمن أي عبارة عن «إنهاء الحرب» أو عن «الانسحاب الكامل من القطاع»، وهذا ما يعني أن نتنياهو يتهم بايدن بالكذب، وليرسخ وقاحته، رد مكتبه مباشرة على إعلان بايدن بأن «إسرائيل لن توقف الحرب حتى تحقق جميع أهدافها» ويبدو واضحاً أن نتنياهو يلعب في الانتخابات الأمريكية، ويسعى لعدم تمرير أي اتفاق في غزة كي لا يسجل لبايدن كي لا يساعده في الانتخابات التي وصلت إلى حلقه، وربما تشكل الحرب على غزة اختناقاً انتخابياً لبايدن أمام ترامب.
رغم إن ما أعلنه بايدن لإنهاء الحرب واستعادة الرهائن يشكل الاتفاق الوحيد المطروح الآن، إلا أنه جاء ناقصاً ومنقوصاً من وجهة نظر فلسطينية، فهو لم يشِر صراحة إلى «انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي خارج قطاع غزة»، كما إنه تجاهل التأكيد على أن «حل الدولتين وإقامة الدولة فلسطينية هي الهدف النهائي لأي اتفاق يجري التوافق عليه»، وهذا النقصان في الإعلان يغيب جزءاً أساسياً من مطالب وحقوق الفلسطينيين، التي لا يمكن تحقيق هدوء في غزة وأمن في إسرائيل دونهما. وخاصة أن الشعب الفلسطيني ومقاومته متمسكون بحقوقهم الوطنية بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ضمن حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء إعلان بايدن بعد إدانة ترامب قضائياً، ما أكد أنه إعلان انتخابي تستخدمه حملة بايدن في وجه ترامب، كذلك يرى خبراء أن بايدن يحاول الضغط على نتنياهو ليحقق خطوة في وقف الحرب، يستخدمها كورقة انتخابية في السباق الرئاسي مع ترامب، ولكن هذا الإعلان في عمقه أيضا، هو محاولة لإنقاذ «إسرائيل»، التي بدأت تضيع في حرب عبثية لا يمكن تحقيق أهدافها، ألم يقل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي قبل يومين من إعلان بايدن أن «إسرائيل ستستمر في الحرب بعد استعادة الرهائن»، وعندما عقب أحد أهالي الرهائن بقوله «هذا يعني أننا نضيع؟» رد مستشار الأمن الإسرائيلي «للأسف نعم.. إننا نضيع»، فهل إعلان بايدن استعجال لإنجاز الاتفاق كي لا تضيع “إسرائيل”؟!.
إعلان بايدن عن المقترح الإسرائيلي، والذي سارع نتنياهو لرفضه أولاً، ولتكذيبه ثانياً، وللتلاعب به ثالثاً، يكشف مدى وقاحة «إسرائيل» حتى تجاه الرئيس الأمريكي الصهيوني بروحه وسياساته، كما وصف نفسه، وما يفعله نتنياهو ليس إجراماً وإبادة في غزة فقط، بل هو أيضاً تلاعب وتدخل في الانتخابات الأمريكية، فأي دولة عظمى تسمح لنتنياهو بالوقاحة تجاهها والتلاعب بانتخاباتها بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في غزة والضفة وكل فلسطين؟!.