أثر التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية والأسرية أخصائية: ينبغي أن نستخدمها بحكمة
دمشق- رجاء عبيد:
حظيت الأسرة بأکثر الدراسات تکثيفاً ضمن بحوث العلوم الإنسانية التي طالما أکدت على تزايد تأثير المستجدات التکنولوجية في الأسرة کنظام اجتماعي في المجتمع المعاصر، فالأسرة هي النواة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع وتعتبر العلاقات الزوجية من الاكثر تأثراً بالتكنولوجيا الحديثة نظراً لما تحدثه من تأثير في سلوك الأزواج وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية.
وكون مفهوم الزواج ينطوي على اتخاذ قرار مشترك مع الطرف الآخر، وتكريس الحياة لهذا الشخص بشكل مطلق وتجنب أية علاقات أخرى قد تسيء للعلاقة الزوجية، وبالتالي فإن الإخلال بالوفاء والإخلاص قد يهدم أقوى علاقة زوجية لأنه قد يولد الغيرة الزوجية والتي قد تكون مقبولة في حدود معقولة ضمن إطار الارتباط الكامل ولكنها ستتحول إلى ظاهرة سلبية إذا انحرفت عن هذا الهدف والاحترام يشكّل جوهر العلاقة الزوجية الناجحة المبنية على الحوار بين الطرفين، وقد يكون انعدامه سبباً لمشاكل لا حدود لها.
لكن أحياناً تكون الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأزواج سبباً في تفاقم المشاكل الزوجية الموجودة، عندما يمر أحد الزوجين بيوم مرهق فيكون أكثر عرضة للانفعال لدى عودته إلى المنزل، وقد يكون لديه طاقة عاطفية أقل لمراعاة شريكه ما يزيد من صعوبة الحياة الزوجية.
فالحياة الزوجية مبنية على الرحمة والمودة والصراحة، أما الحب فهو مع الديمومة، فالزوج لجني المال والزوجة لبناء البيت بالتفاهم، وكل منهما يعرف واجباته تجاه الآخر، حسب المدربة الأسرية وفاء عبيد، منوهةً بأن العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون مفعمة بالمحبة.
وتضيف عبيد: قد تؤثر التكنولوجيا سلباً في التواصل الاجتماعي بين الأسرة مؤدية لتفككها حين يكون كل فرد منهم منشغلاً بهاتفه المحمول تاركاً البقية، وهنا يبرز دور الأب والأم بتوجيه العائلة بأن لكل وقت قيمة، فيجب أن نغذي أبناءنا بمبادئ التربية الوجدانية والقيم والأخلاق.
بدورها أوضحت الاستشارية نائلة الخضراء أن الحياة مليئة بالسلبيات والإيجابيات، ونحن نحولها بإرادتنا عن طريق استثمارها، مضيفةً إنه عن طريق التواصل الدائم في الأسرة بلا اهتمام والسؤال عن طريق الأخبار الجيدة أو السيئة، أو بابتكار المفاجآت لبعضنا بتقديم الهدايا عن طريق الأغنية ..الخ».
وهناك أيضاً اهتمامات أخرى قد تشغلنا عن أسرنا وأولادنا بالأخص كتدخل شخص آخر بين الزوجين، في هذه الحالة ستتأثر العلاقة بين الطرفين وتولد الأسى.
لكننا, كما توضح الخضراء, بالتواصل الاجتماعي نستطيع توسيع العلاقات الاجتماعية من خلال المعارف و نوسيع خبراتنا وقدراتنا.
وأشارت الخضراء، إلى أنه ينبغي أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحكمة حتى لا تشغلنا عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية في حياتنا، ولا يجب أن نأخذها على محمل الجد أو الزعل «كوضع لايكات»، وأحياناً نحاول الابتعاد عن تتبع الأخبار والحسد، ولا ندخل بعلاقات غير حقيقية وغير شرعية، فيمكن أن تكون وهمية بحيث تؤدي إلى خراب البيوت العامرة.
ونصحت الخضراء بأخذ الحذر من الأشخاص الذين يختبئون وراء معلومات مزيفة وكاذبة، فما بالك بالكذب والخداع على السوشيال ميديا، وأيضاً أخذ الحذر من إعطاء الثقة الكاملة لأي شخص كان.
وهنا نقول إنه من المفيد للزوجين أن يكون تواصلهما مع بعضهما واضحاً وصريحاً في كل المجالات، بغرض التقليل من سوء التفاهم وتقوية الثقة والاحترام والصدق وتعزيز الرضا بينهما وذلك للحد من أي خلافات ناشئة وللتقليل من المشاعر السلبية.