علامات خفية لنقص الحديد في الجسم

تشرين:
يعد الحديد عنصراً غذائياً ضرورياً لنقل الأوكسجين في كل أنحاء الجسم، حيث يحافظ على صحة الجهاز المناعي، فضلاً عن تقليل مخاطر الإصابة بأمراض الرئة والقلب، ويسبب نقص الحديد سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها، ما يضطر القلب لضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأوكسجين المحمول بالدم لدى المصاب بفقر الدم ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تضخم القلب أو فشله.
وأكد اختصاصي تغذية سريرية أنه لا يمكن للخلايا والأنسجة والأعضاء أن تعمل على النحو الأمثل من دون كمية كافية من الحديد، لأن الجسم لا يستطيع إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة، ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم، وهي حالة قد تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها، ويعتمد المدخول اليومي الموصى به من الحديد على العمر والجنس ومجموعة من العوامل الأخرى، مثل الحمل.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أنه ينبغي على الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 – 50 عاماً، استهلاك 8.7 ملغ من الحديد يومياً، مقابل 14.8 ملغ للنساء في الفئة العمرية نفسها.
وأشار خبير تغذية ومستشار «Healthspan» إلى أن الحاجة الأكبر للحديد لدى النساء تكون للتعويض عن فقدان الحديد خلال الدورة الشهرية بعد سن الخمسين، حيث ينخفض المعدل اليومي الموصى به للنساء إلى 8.7 ملغ يومياً، بما يتماشى مع التوصية للرجال، إذ يُفترض أن انقطاع الطمث يحدث عادة في هذا العمر، وينبغي على الأولاد، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً، أن يستهلكوا 11.3 ملغ من الحديد، مقابل 14.8 ملغ للفتيات في الفئة العمرية نفسها.
وهناك علامات تظهر بسبب نقص الحديد في الجسم تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى من الأشخاص ذوي المستويات الطبيعية، فالحديد يلعب دوراً مهماً في تطور كفاءة الجهاز المناعي.
ويقول خبير تغذية: إن وجود كمية كافية من الحديد في نظامنا الغذائي يساعد على ضمان تكاثر ونضج الخلايا المناعية، مثل الخلايا الليمفاوية اللازمة للمساعدة في مكافحة العدوى، ووجدت دراسة شملت أكثر من 1400 شخص أن نقص الحديد كان مؤشراً مستقلاً لالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، مضيفاً: إنه عندما لا يحتوي الجسم على الحديد، فإنه لا يستطيع إنتاج الهيموغلوبين، وهو أمر بالغ الأهمية لنقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم وهذا النقص في الحديد يمكن أن يؤدي إلى التعب والضعف، كما يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الهيموغلوبين إلى وصول كمية أقل من الأوكسجين إلى الجلد والأغشية المخاطية وهذا يسبب مظهراً شاحباً.
وأضاف الخبير: إن نقص الحديد يجعل من الصعب على الجسم تكوين خلايا الدم التي تحمل الأوكسجين وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بضيق في التنفس وخاصة عند ممارسة الأنشطة، كما يمكن أن يؤدي نقصه الشديد في بعض الأحيان إلى مضاعفات، مثل الذبحة الصدرية أو ألم في الصدر، حيث قد يحتاج القلب إلى بذل جهد لتدوير الدم المؤكسج، ونقصه يؤثر في حالة الأظافر ما يجعلها هشة والتي تعرف باسم «كويلونيكيا».
ويشير نقص الحديد إلى الرغبة الشديدة في تناول أشياء مثل االثلج والتي تعرف تلك الحالة باسم «بيكا»، ومتلازمة تململ الساقين «RLS» فهي حالة تكون فيها الرغبة في تحريك الساقين مصحوبة بأحاسيس غير مريحة، وعندما تعاني من نقص الحديد، يمكن أن تنخفض مستويات مادة «الدوبامين» الكيميائية في الدماغ، ما قد يسبب أعراضاً متلازمة تململ الساقين، فهي حمض أميني موجود في الكثير من اللحوم وكذلك في بياض البيض، ويمكن أن تعمل الخيارات الغذائية مثل لحم البقر والعجل على دعم مستويات الحديد والدوبامين، وأن عدم كفاية مستويات الحديد يمكن أن يقلل من قدرة الدم على حمل الأوكسجين، ما يؤدي إلى حاجة القلب إلى العمل بجهد أكبر لتوزيع الأوكسجين في كل أنحاء الجسم.
إن الحديد ضروري لوظيفة الدماغ الصحية، ويرتبط انخفاضه بضبابية الدماغ وضعف الإدراك، ويشاركه أيضاً في إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي حول الخلايا العصبية، والبالغ الأهمية للجهاز العصبي ليعمل بشكل صحيح ويؤثر في سرعة وكفاءة التواصل بين الخلايا العصبية، وأيضاً ضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية، التي تشمل هرمون الغدة الدرقية «T4» وثلاثي يودوثيرونين «T3»، الضرورية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي والنمو وتحويل الطعام إلى طاقة، ونقصه يؤدي إلى انخفاض إنتاج هذه الهرمونات، ما يؤدي إلى ظهور أعراض تعكس نقص نشاط الغدة الدرقية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار