صالات “السورية للتجارة” اليوم بين ماضٍ مجيد وحاضر غريب.. وجمود كبير في حركة البيع وإشكال في التسعير
حماة – محمد فرحة:
من يراقب حركة البيع اليوم في صالات “السورية للتجارة” بعد أن تم إلغاء بيع المواد المدعومة “الرز والسكر”، يدرك جيداً حجم تراجع المبيعات، وهي التي كان المواطن يقف على عتبات أبوابها بالطابور.
قد يتصور القارئ أنها خالية من المواد، لكن على العكس، فهي تزخر بها، إلا أن مثيلاتها في السوق أقل سعراً في بعضها ولكن قد لا تكون بنفس السوية والماركة أحياناً.
زد على ذلك لاحظنا أثناء تواجدنا في إحدى هذه الصالات إشكالاً ملفتاً في التسعير، ثم يتساءل مواطن دخل الصالة ونحن موجودون: أين التدخل الإيجابي؟ أين الثوم والبطاطا؟
وكي لا نغرق القارئ بمزيد من المعلومات، سنقدم عدة أمثلة على ما ذهبنا بالقول إليه، فمن الملاحظ أن الكثير من موجودات هذه الصالات اليوم هي مواد كالمنظفات والمحارم وعبوات مياه الشرب “بقين ” ورب البندورة والزهورات المجففة، في حين لا وجود للسكر ولا للرز، عكس وجود مادتي البرغل والعدس المجروش.
ومن حسن الكمال، أن سعر كيلو البرغل في الصالات هو ثمانية آلاف ليرة، وكيلو العدس مجروشاً بـ 18 ألف ليرة، وهي أسعار أقل حقيقة من أسعار السوق.
وبالعودة للمفارقة التي أشرنا إليها، فهي وجود تسعيرة سمنة الريف وزن / ٢ / كغ بسبعين ألف ليرة من دون البطاقة الذكية، في حين أن سعر سمنة الواحة وزن / ٢ / كغ على البطاقة الذكية ٧٢ ألف ليرة، فهل من تفسير لذلك؟
وبالانتقال إلى الزيوت، فإن سعر الليتر الواحد من ماركة الأمراء هو ٢٤ ألف ليرة، في حين سعره في السوق ٢٢ ألف ليرة. لكن لكي نكون منصفين للمنتج السوري، قد يكون هو الأجود والأنقى، غير أن المستهلك بات اليوم يسأل ويبحث عن الأقل سعراً على مبدأ “كله عند العرب صابون”.
ومن الملاحظ أيضاً أننا جلسنا في الصالة لأكثر من ٤٥ دقيقة، لم يدخل مستهلك واحد سوى سيدة، دخلت تسأل ما إن كان موجوداً سكر أو رز على البطاقة أو بلا بطاقة، فكان جواب مدير الصالة بالنفي.
في اتصال هاتفي مع مدير فرع “السورية للتجارة” بحماة السموءل مخلوف، أوضح في معرض إجابته على سؤال: لماذا لم يتسوّقوا الثوم والبطاطا اليوم، فأجاب بأن الثوم موجود في صالة واحدة من مجمل صالاتهم في مجال محافظة حماة ، وهي الصالة الموجودة في مدخل سوق الهال. أما ما يتعلق باستجرار البطاطا، فمن المبكر استجرارها الآن بانتظار أن تنضج أكثر وتمتنع عن التقشير في حال وجودها بالصالات أو في مستودعات التخزين.
وعن الرز والسكر خارج البطاقة الذكية، أشار مخلوف إلى أنهم أعلنوا مرات عدة عن استيرادهما، لكن فشلت الإعلانات، واعداً بأنهم سيحاولون مجدداً إعادة الإعلان.
ولم ينفِ أن مبيعات الصالات قد تراجعت فعلاً بعد إيقاف طرح وبيع المواد المدعومة كالرز والسكر، موضحاً أن لديهم عدة صالات مؤجرة للغير كصالة الثامن من آذار. وختم حديثه بأنهم جادون في استجرار البطاطا وطرحها في الصالات عندما تكون الأمور مناسبة تماماً.
مدير إحدى الصالات، ذكر أنه يباع ليتر واحد من الزيت شهرياً على البطاقة.
بالمختصر المفيد: إن كساد المواد في صالات “السورية للتجارة” اليوم محزن إذا ما قيس مع ماضيها المجيد، ثم لماذا يتواجد السكر والرز في الأسواق وعند الباعة والتجار ولا يوجد في صالات “السورية”، وهي المواد الأكثر طلباً وإقبالاً من المواطنين؟ ولابد هنا من الإشارة إلى أن مدير الصالة الذي التقيناه، ذكر لنا أن مبيعاته في الشهر لم تتعدّ السبعة ملايين ليرة وهي التي كانت تصل إلى الخمسة عشر مليوناً.
وقبل أن نقفل الحديث، نتساءل: لماذا سعر “السمنة” على البطاقة أكثر من سعرها بلا بطاقة؟