المياه تتدفق بغزارة في الخابور.. و«موارد الحسكة» تحذّر
الحسكة – خليل اقطيني:
طلب فرع الموارد المائية في الحسكة من السكان القاطنين على ضفتي نهر الخابور أخذ الحيطة وتوخّي الحذر، نتيجة تدفق المياه بغزارة في مجرى سرير النهر وارتفاع منسوبها إلى مستوى قياسي.
وذكر مدير الموارد المائية في المحافظة المهندس عبد العزيز أمين أن هطل الأمطار بغزارة شديدة على منطقة جبل عبد العزيز شمال غرب الحسكة، وجريان الوديان في المنطقة، وخاصة وادي الحمام، أدى إلى تدفق كميات كبيرة من المياه في مجرى نهر الخابور. فقد وصل تدفق النهر عند بلدة تل تمر إلى 70 م3/ثا وصباح اليوم وصل منسوب النهر في مدينة الحسكة إلى 30 م3/ثا.
مبيناً أن هذه الكمية الكبيرة من المياه سوف تصل إلى مدينة الحسكة خلال الساعات القليلة القادمة، ودرءاً لتضرر السكان القاطنين بالقرب من ضفتي النهر، في القرى الموجودة على مجراه وفي الأحياء التي يخترقها في مدينة الحسكة، كدولاب العويصي والميريديان وغويران، سواء بيوتهم أو ممتلكاتهم أو مواشيهم أو حتى ذويهم، أطلقنا هذا التحذير.
وأشار أمين أن فرع الموارد المائية في الحسكة كان أطلق التحذير نفسه في منتصف آذار من العام الماضي لسكان المنازل القريبة من سرير نهر الخابور فور ملاحظة وجود زيادة كبيرة في وارد المياه القادمة من بلدة تل تمر باتجاه مدينة الحسكة. حيث ارتفع منسوب تدفق مياه نهر الخابور حينها بشكل كبير ليصل إلى 110 م3/ثا، وذلك نتيجة الهطلات المطرية التي حدثت ليلة الخميس/الجمعة 2023/3/17 بغزارة غير مسبوقة، ما أدى إلى عودة جريان المياه في سرير نهر الخابور وروافده، حيث بلغ تدفق الخابور 50 م3/ثا والجرجب 15 م3/ثا وزركان 5 م3/ثا.
لافتاً إلى أن المياه الناتجة عن فيضان نهر الخابور في تلك الليلة غمرت المناطق المحاذية لسرير النهر في مدينة الحسكة، وخاصة في أحياء دولاب العويصي والميريديان وغويران، الأمر الذي أدى إلى دخول المياه إلى منازل السكان وتضرر ممتلكاتهم. ما دفع محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح إلى توجيه مجلس المدينة والدفاع المدني وكل المؤسسات التي تملك معدات وآليات خدمية بالاستنفار الكامل ونقل الأهالي الذين دخلت المياه إلى منازلهم إلى الجامع في حي المرديان واعتباره مركز إيواء مؤقتاً للأسر المتضررة وتأمين كل المستلزمات الضرورية لها من (لباس وفرشات وبطانيات وطعام)، وذلك حتى زوال أسباب الخطر وعودة الأوضاع إلى طبيعتها. وتنفيذاً لذلك قام مجلس مدينة الحسكة منذ ساعات الصباح الأولى بإخلاء المنازل المتضررة من فيضان مياه الخابور، ونقل الأسر إلى مركز الإيواء المؤقت الذي تم إحداثه في جامع حي المريديان، وتأمين كل المستلزمات الضرورية لهم من (لباس وفرش وبطانيات وطعام وغيرها). وبقيت الورشات الفنية والكوادر الخدمية والآليات التابعة لمجلس المدينة والدفاع المدني متواجدين في المنطقة على مدار الساعة لحين زوال كل أسباب الخطر على الأهالي وممتلكاتهم.
وأوضح أمين أن محافظة الحسكة سبق أن شهدت عدة فيضانات لنهر الخابور، ومازالت صورة فيضانه في الشهر العاشر من عام 2006 ماثلة في الأذهان. حيث دمّر الكثير من الحقول والبيوت وقتل آلاف الأغنام والأبقار. كما ذهب ضحيته يومها 12 شخصاً، 4 منهم من قرية تل الحمام التابعة لناحية تل تمر، و5 في موقع جسر الأربعين و 1 من حي الزهور في مدينة الحسكة و 1 من قرية حارسة الرد في ريف القامشلي. كما تعرضت المحافظة يومي 28 و 29 تشرين الأول 2006 إلى منخفض جوي وهطل أمطار غزيرة، إذ بلغت كمية الأمطار الهاطلة في موقع المناجير وحده 120مم خلال 24 ساعة، وتفاوتت كميات الهطل بين منطقة وأخرى، ما أدى إلى تشكل السيول في كل الأودية التي أدت إلى تهدم العديد من المنازل الطينية وتصدع عدد منها في مدينة رأس العين وقراها، وفي قرى ناحية تل تمر ومنطقة القامشلي وجرف الفيضان بعض المحاصيل الزراعية وبعض الآليات والكثير من رؤوس الأغنام لبعض المربين، وأدت السيول إلى العديد من الانهيارات وجرف الجسور والطرق، علماً أن أعظم هطل مطري سجل لتاريخه في محافظة الحسكة هو 88 مم في مدينة الحسكة موسم 1982/1983.
وأكد أمين أن سكان محافظة الحسكة يطلقون على فيضانات الخابور وروافده اسم الطوف. حيث كانت فيضانات الخابور لا تعد ولا تحصى في السنوات البعيدة وخاصة “أيام عزّه”، عندما كانت غزارته لا تقل عن 45 م3/ثا على الدوام، أشهرها الفيضان (الطوف) الذي حدث في عام 1952 حيث غمرت المياه جميع شوارع مدينة الحسكة، وارتفع منسوبه حتى وصل إلى ما يسمى شارع البريد، أي الشارع الذي كانت تتوضع فيه مديرية الاتصالات قرب سوق الهال الحالي، وقتها لم تتهدم البيوت لأن ارتفاع المياه والفيضان كان تدريجياً.
لكن المشكلة الأكبر كانت في فيضان نهر الجغجغ الذي (طاف) في السنة نفسها، وأدى إلى تهدم بيوت عديدة، كونه يمر وسط عدة أحياء شعبية بيوت سكانها من الطين غير القادر على الصمود، فقامت الدولة بتوزيع الخيام والبطانيات على المتضررين من الطوف، وصار الناس يتنقلون بين البيوت والشوارع بالقوارب الصغيرة أو بدواليب السيارات المنفوخة.
يذكر أن محافظة الحسكة شهدت في موسم 1988/1987 فيضاناً كبيراً لنهر الخابور أدى إلى الكثير من الدمار والضحايا؛( منهم شقيق المحرر كاتب هذا التقرير).