آليات مشروع النظافة في الحسكة تجمع القمامة أثناء الازدحام وتعرقل السير
الحسكة – خليل اقطيني:
قدّم مشروع النظافة، الذي مازال مجلس مدينة الحسكة ينفذه بدعم من منظمة العمل ضد الجوع AAH، خدمات جليلة للمدينة وسكانها، أبرزها جمع القمامة وتنظيف الشوارع والساحات، ما جعل السكان يستيقظون في الصباح ليمتعوا أبصارهم بمنظر جميل وشوارع نظيفة بلا أوساخ، وهو ما أدخل الطمأنينة إلى نفوسهم بأنهم يعيشون وسط بيئة ليست نظيفة فحسب، وإنما جميلة أيضاً، خالية من الروائح الكريهة المخرشة، والمناظر المؤذية للعين، والحشرات الناقلة للأوبئة والأمراض. إضافة إلى تأمين فرص عمل لعدد من السكان.
لكن إلى جانب هذه الميزات الإيجابية، أفرز المشروع بعض السلبيات التي تسبب إزعاجاً للسكان وتؤذيهم. من هذه السلبيات قيام آليات المشروع بجمع القمامة من الشوارع والساحات في وقت ذروة الازدحام، الأمر الذي يعرقل السير، وأحياناً يغلق بعض الشوارع إغلاقاً تاماً ريثما تنتهي تلك الآليات من جمع القمامة، ولاسيما أن تلك الآليات كبيرة وترافقها آليات أخرى (بوبكات) لمساعدتها بجمع القمامة والأوساخ، إضافة إلى عدد من العمال.
هذه الحالة دفعت بعض سكان مدينة الحسكة إلى التواصل مع مكتب “تشرين”، وتقديم شكوى يطالبون فيها مجلس المدينة بالتعاون مع إدارة المشروع، بتغيير مواعيد جمع القمامة من الشوارع بحيث تكون ليلاً أو في الصباح الباكر، أو في أي وقت تكون فيه الشوارع غير مزدحمة، ولا يؤدي عمل آليات المشروع إلى عرقلة السير وإغلاق الشوارع في بعض الأحيان.
رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو، أكد أن المجلس على علم بهذه الحالة، وطلب من إدارة المشروع العمل على معالجتها، من خلال تكليف وردية مسائية بجمع القمامة من الشوارع والساحات.
مبيناً أن السبب في قيام آليات مشروع النظافة بجمع القمامة من الشوارع في وقت ذروة الازدحام، يعود إلى اضطرار العمال والسائقين إلى العودة لمنازلهم قبيل توقف السرافيس عن العمل وانقطاع المواصلات، ما يضطرهم للعودة سيراً على الأقدام، وبعض هؤلاء العمال كبار في السن ويقطنون في الأحياء البعيدة عن وسط المدينة. ولهذا فإن الحل الوحيد هو تشغيل وردية عمل مسائية، مهمتها جمع القمامة من الشوارع والساحات وترحيلها.
وأشار خاجو إلى قرب انتهاء المشروع، ما دفع مجلس مدينة الحسكة إلى التواصل مع مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة، عن طريق اللجنة الفرعية للإغاثة لتنفيذ مشروع جديد لتنظيف شوارع المدينة والأحياء التابعة لها ونقل القمامة والأوساخ منها.
لافتاً إلى ضرورة هذا المشروع وأهميته، بسبب عدم توافر آليات لدى المجلس، نتيجة قيام مجموعات مرتبطة بالاحتلال والإرهاب بالاستيلاء عليها، ولا يتجاوز عدد عمال النظافة في المجلس حالياً الـ65 عاملاً، معظمهم على أبواب التقاعد، ويعانون من أمراض مزمنة وغير قادرين على العمل.
وشدد خاجو على أن هذا العدد لا يتناسب مع عدد السكان، الذي شهد ازدياداً كبيراً في السنوات الأخيرة، بسبب الأسر الوافدة والمهجّرة التي لجأت إلى مدينة الحسكة، هرباً من الاحتلال والإرهاب.