بعد رسوم ترامب على الصين.. مثلها على كندا والمكسيك أيضاً
تشرين:
مع تأكيد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب – الثلاثاء الماضي- أنه سيستأنف حرب الرسوم الجمركية مع الصين، يكون أجاب بصورة رسمية وواضحة عن ذلك السؤال، الذي تردد طويلاً، فيما إذا كان جاداً في العودة إلى هذه الحرب التي وسعها بإضافة دول جديدة مثل المكسيك وكندا.
حول هذه المسألة نشرت «بي بي سي» البريطانية تقريراً اليوم الأربعاء قالت فيه : كان الرأي السائد حتى الأمس القريب أن ترامب لم يكن جاداً حقاً، وكان الدليل على ذلك هو ترشيحه للمدير السابق لأحد أكبر صناديق التحوط سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، وهو شخص يراه كثيرون معتدلاً فيما يتعلق بالرسوم الجمركية مقارنة بآخرين طُرحت أسماؤهم لهذا المنصب.
لكن هناك إجابة قاسية للغاية عن هذا السؤال ظهرت بين عشية وضحاها.. «نعم، إنه جاد» وعلى نحو غير متوقع على الإطلاق. فمن خلال اختياره استهداف المكسيك وكندا، فضلاً عن الصين، بهذه القيود التجارية، فإنه يؤكد التهديدات التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية والتي بدت الأكثر غرابة بين تصريحاته.
وتضيف «بي بي سي»: يُرجح أن الأساس المنطقي الذي تقوم عليه القيود/الرسوم التي يستهدف ترامب فرضها على الواردات الأمريكية لا يتعلق في المقام الأول بالتجارة أو السياسات الاقتصادية، بل يتعلق بالضغط على المكسيك وكندا والصين لتغيير سياساتها في التعامل مع الهجرة وأنشطة المخدرات غير الشرعية.
ويستخدم ترامب الرسوم الجمركية سلاحاً دبلوماسياً، وحتى وسيلةً لإجبار دول أخرى على أشياء يريدها، في أمور لا علاقة لها على الإطلاق بالتجارة العالمية.
وترى «بي بي سي» أنّ الدول المستهدفة يمكن أن تختار الانتظار حتى يظهر التأثير الحتمي الذي قد يترتب على فرض ترامب زيادة في التعريفات الجمركية بحوالي 25 في المئة على ما يقدر بحوالي 40 في المئة من الواردات الأمريكية، وبما سينعكس حتماً وبصورة سلبية على المستهلك الأمريكي ومعدلات التضخم.. ومن الواضح أيضاً أن اختيار بيسنت وزيراً للخزانة لن يخفف من الضغوط التي ستستهدف فرض التعريفات الجمركية.
وكان ترامب – في خضم المعركة على ترشيحه – بذل قصارى جهده للتأكيد على قوة التعريفة الجمركية كأداة كان ألكسندر هاملتون نفسه – أول وزير خزانة أمريكي على الإطلاق – رائداً فيها.
وفي وقت سابق من هذا العام، أشار ترامب أيضاً إلى أنه في حين يمكن استخدام الرسوم الجمركية تكتيكياً، فإن الأداة الرئيسة لتجديد التصنيع في الولايات المتحدة ستكون في انخفاض سعر الدولار.
ويريد ترامب تغيير الخريطة الاقتصادية العالمية جذرياً، وتقليص الفائض التجاري للصين وأوروبا مع الولايات المتحدة، والذي يرى أن اتساعه يُعد «تمزيقاً للولايات المتحدة».
وتعلق «بي بي سي» بالقول: لكن العالم أصبح أكثر تعقيداً الآن من هذه العلاقات الاقتصادية الثنائية.. وترى أن الولايات المتحدة تتمتع بالقوة الكافية للبدء في إعادة التوازن إلى التجارة العالمية؟!
لكن إذا تمادى الطرفان في هذا الشأن – تضيف «بي بي سي» – إلى أبعد مما ينبغي، وخاصة مع حلفائهما في مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها معزولة إلى حدٍّ كبير.