لماذا عليك أن تقرأ هذا الكتاب؟
تشرين – مها سلطان:
في شباط الماضي من هذا العام 2024، صدر عن اتحاد الكتاب العرب، كتاب «الحرب العالمية على سورية.. هل انتهت اللعبة؟» بنسخته العربية مترجماً عن الفرنسية، وبفارق خمسة أشهر تقريباً عن النسخة الفرنسية التي صدرت عن دار نشر «ديلغا» الصيف الماضي.
هذا الكتاب، ليس الأول ولا الوحيد، ولن يكون الأخير، حول ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية أمريكية غربية متعددة الأوجه والمستويات. عشرات الكتب صدرت خلال الأعوام الـ13 الماضية منذ بداية الحرب مطلع عام 2011، ولكل منها مكانته وقيمته العالية في كشف خيوط المؤامرة منذ بدايتها، وفضح أطرافها وأهدافها النهائية، وتحديد موقع هذه الحرب ضمن خريطة الصراعات الدولية (الجديدة) على مناطق الثروة والطاقة، والزعامة العالمية.
انطلاقاً من ذلك، ما الذي يميز هذا الكتاب ليأخذ موقعه وقيمته، وليكون وثيقة تاريخية، ومرجعاً؟.. والأهم دائماً ما الذي يتفرد به ليكون كتاباً متداولاً، بمعنى مقروءاً، وتالياً مقنعاً ومؤثراً؟.. وما الذي يجعله كتاباً يحظى بالثقة والمصداقية سواء لناحية ما يتضمنه أو لناحية المؤلفين وجهة النشر، أو لناحية الهدف الذي يريد الوصول إليه، أو لنقل الرسالة التي يريد توصيلها، أو لناحية إلى من يتوجه الكتاب؟.. خصوصاً إذا ما أخذنا الأجيال القادمة بعين الاعتبار ودورها، إذ إن الحرب التي انتهت كـ«لعبة» ما زالت مستمرة بأوجه مختلفة أشد إرهاباً، وهي التي تحولت إلى حرب جوع وتجويع لشعب بأكمله، والأجيال القادمة لعقود عدة- ربما- ستكتوي بنارها، هذا من جهة..
ومن جهة ثانية إن المنطقة بمجملها، ورغم كل ما تشهده من أحداث متفجرة منذ «ربيعنا المشؤوم 2010» ما زالت في البداية، بداية «غليان» واللعبة الشاملة (أي المخطط الكبير) سينتهي حتماً إلى حرب كبرى، هذا ما يتوقعه حتى أشد المتفائلين، حتى لو استغرق الأمر سنوات أخرى، فإن هذه الحرب ستقع لأن ما تعيشه المنطقة من مخاض متفجر لا يمكن إلا أن ينتهي بولادة حرب، وعندما تقع فلا يمكن لأحد أن يتوقع مجرياتها ونتائجها، لكن القاعدة التاريخية المعروفة قديماً وحاضراً أن كل الدروب تبدأ من دمشق، وكل الدروب تؤدي إليها، ولذلك كانت الحرب على سورية مختلفة بمداها الزمني والمكاني، وبمخططاتها، ومساراتها وأهدافها النهائية، في سورية وفي الإقليم.
16 مؤلفاً من مختلف الجنسيات والاهتمامات والمنهجيات – أبرزهم اقتصاديون – يجمعهم التزام وحيد هو الدفاع عن سورية مع إفساح كامل المجال أمامهم وبالطريقة التي يرونها مناسبة في البحث والتحليل والعرض
بالعودة إلى ما يميز كتاب «الحرب العالمية على سورية.. هل انتهت اللعبة؟» وما يتفرد به.
قبل ذلك نشير إلى أن العدوان على غزة كان قد بدأ مع وضع اللمسات الأخيرة على الطبعة العربية (كما يوضح فيصل جلول في مقدمة النسخة العربية) لذلك نجده لا يتطرق لهذا العدوان وإن كان تنبأ بما يشبهه في إطار حالة الغليان التي تعيشها المنطقة، ونذر الانفجار الكبير المقبل، وبصورة أخطر، بما لا يُقاس، مع الحرب على سورية.
نهاية اللعبة
أولاً.. نلاحظ كيف أن القائمين على العمل، وهما ميشيل رامبو السفير السابق والدبلوماسي الفرنسي، وفيصل جلول الكاتب اللبناني والباحث السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط، إشرافاً (فيما الترجمة للعربية كانت من قبل محمد الدنيا ود. زبيدة القاضي) .. اختارا أن يكون عملاً جماعياً من 16 مؤلفاً من مختلف الجنسيات، على قاعدة تنوع الاهتمامات والأساليب والمنهجيات (يجمعهم التزام وحيد مشترك هو الدفاع عن سورية الدولة الشرعية بموجهة العدوان والمؤامرات) مع افساح كامل المجال أمامهم وبالطريقة التي يرونها مناسبة في البحث والتحليل، وفي استعادة التواريخ، قصصاً وشهادات وفرضيات، وأيضاً إيحاءات أساسها البرقيات الدبلوماسية مرفوعة السرية، ومثلها الرسائل الرسمية العاجلة، وتحقيقات واعترافات رئاسية أو وزارية متأخرة.. كما يقول ميشيل رامبو في مقدمة النسخة الفرنسية.
(ومن اللافت أيضاً أن عدداً من هؤلاء الكتاب والباحثين يتمتع بخلفية اقتصادية/ مجتمعية بازرة، والقارئ سيلاحظ تركيز هذا الكتاب على العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ما لها وما عليها، قبل وبعد بدء الحرب).
ويضيف رامبو: بعد 12 عاماً على الحرب ما عاد ممكناً ذهنياً التعليق والشرح بلا نهاية حول وجود أو عدم وجود تدخلات أجنبية، وذلك لكثرة ما كُشف حول الدور الحاسم الذي أدته القوى الغربية وتواطؤها مع جماعات مختلفة.. مع ذلك لا بد من الاستمرار في الإضاءة على محركات الحرب الحقيقية والمقاصد المخفية والرهانات الاستراتيجية والإيديولوجية، الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية.
رامبو: العقدة الشرق أوسطية لا يمكن أن تفك إلا عبر فتح الطريق إلى دمشق.. «لابد من سورية» أدركوا ذلك في واشنطن منذ عهد نيكسون
ويتابع: لا بد من الكشف عن وقاحة هائلة في إنكار ما هو جلي من قبل المعتدين والمتآمرين في ظل خطاب غربي مهيمن مازال يُمارس الدور نفسه ويدافع عن المعتدين ويروج ما يطرحونه من أكاذيب.. وبعد كل هذه الأعوام من غير المؤكد ما إذا كان المتآمرون تخلوا عن تآمرهم على سورية.
وعليه كان هدفنا- كما يقول رامبو- أن يتمكن هذا العمل/الكتاب من تقديم مساهمة في إجلاء الحقيقة الكاملة بانتظار إنصاف سورية. ويعرض رامبو لسورية (ومعها العراق) كهدف شامل يؤمن مصالح «إسرائيل» وتفوقها في قلب المنطقة، معتبراً أن القليل جداً من الكتب التي صدرت ركزت على وحشية الحرب، وفظاعة ما تعرض ويتعرض له الشعب السوري. قائلاً: إن الحرب على سورية استثناء بمداها وتكالب مهاجميها، وشمولية الصراع عليها. تميزت بمدتها الأطول بين صراعي القرن العشرين العالميين، وبمركزيتها كرهان استراتيجي بين الغرب والفضاء الأوراسي، وأثرها على النظام العالمي، وأخيراً بحصيلة 12 عاماً من المحنة القاسية والمقاومة الشرسة.
وعليه، يضيف رامبو: شكّل فشل الحرب على سورية الكثير من المكاسب التي لا رجوع عنها، وبما يتيح لنا القول بنهاية لعبة شملت الصراع الكوني الذي فرض على الدولة السورية حتى لو بدت الحرب مرصودة لأن تدوم بأشكال هجينة بلا نهاية.
ويرى رامبو أن العقدة الشرق أوسطية لا يمكنها أن تفك إلا عبر فتح الطريق إلى دمشق، ويقول: «لا بد من سورية» أدركوا ذلك في واشنطن منذ عهد نيكسون مروراً بكارتر وبوش الأب وكلينتون… الخ.
اختراق جديد
ثانياً.. مرة أخرى يحقق كتاب جديد حول سورية اختراقاً مهماً في جدار هيمنة الخطاب الغربي المعادي على كل ما يتعلق بالحرب الإرهابية على سورية، وهذه المرة ليس على صعيد المضمون فقط بل أيضاً على صعيد أن تكون جهة النشر فرنسية (مرة أخرى) وجميعنا يعلم الدور القذر الذي مارسته فرنسا في هذه الحرب خصوصاً (وعلى مستوى مؤامرة الربيع العربي) عبر شيطانها الأكبر هنري ليفي.
يتحدث فيصل جلول في مقدمته عن الصعوبات التي اعترضت النسخة الفرنسية والتي استغرق إعدادها وتحضيرها ثلاث سنوات. كان من الصعب إقناع دور النشر الفرنسية بأن الحرب العالمية على سورية ماضية نحو فشل مدوٍّ اعترفت به جميع الأطراف التي شنتها. وهذا برأي جلول منطقي في ظل أنها دور نشر تغرق في بروباغندا مكرسة لشيطنة كل ما يتعلق بالحكم في سورية.
نهاية اللعبة أعلنها أحد أبرز الأطراف، رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم عندما قال إن الحرب كانت أشبه بحفلة صيد عالمية انتهت بنجاة «الطريدة» السورية، لقد انتهت اللعبة وإن كانت الحرب ما زالت تجرّ أذيالها في أقاصي شرق وشمال سورية، ناهيك عن حرب التجويع وورقة اللاجئين.
لأول مرة ربما يصدر كتاب يتطرق إلى «ممهدات» اقتصادية كان لها أثر قاتل في عملية استهداف سورية وهو ما قاد إلى «العامل التركي» الأخطر مضافاً إليه سيطرة العامل الديني في غفلة عن الأحزاب السياسية
أما عنوان «نهاية اللعبة» فيبدو منسجماً تماماً مع ما يريد الكتاب تقديمه كنتيجة نهائية، لحسن تدبير الدولة السورية، وتحالفاتها الإقليمية والدولية القوية، وصمود الشعب السوري والتفافه حول جيش بطولي مقاوم. مع ذلك فإن النهاية أيضاً مرتبطة بالتطورات الجيوبوليتيكية الحالية في سياق التحول الكبير على المستوى العالمي لصالح المعسكر الأوراسي الذي شهد صعوداً مخيفاً للغرب، تحديداً منذ ربيع 2023، ليمس القارات كلها، بما فيها المنطقة العربية، لتكون السعودية بداية المنعطف الحاد، وبما جر أو سيجر تباعاً الجميع إلى المنعطف ذاته، إضافة إلى الكثير من التطورات الأخرى التي لم يكن الغرب يتوقعها، وهي مُفصّلة بصورة توضيحية أكبر في هذا الكتاب.
جوانب صادمة
ثالثاً.. لأول مرة يتطرق كتاب إلى جوانب مختلفة في مسألة الحرب العالمية على سورية، إلى «ممهدات» داخلية، اقتصادية منذ عام 2005 كان لها أثر قاتل في عملية استهداف الدولة السورية، وفق الدكتورة نادية خوست، وهو ما قاد إلى ما يسمى «العامل التركي» الأخطر. وكان للقطاع الزراعي نصيبه من الضرر الكارثي.
تحدثت د. خوست عن قرار الانتقال إلى اقتصاد السوق وما جرّه من خطوات إدارية أبعدت الدولة عن دورها الحمائي (الوطني). اخترقت المؤسسة التربوية والمناهج المدرسية.. كل هذا في غفلة عن الأحزاب السياسية التي لم تتوقف لتسأل وتسائل نفسها، بل اكتفت وقنِعَت بالمكاتب والمكاسب.
وعليه فإن التعويل الأساسي كان على وعي السوريين وصمودهم وانتمائهم وثوابتهم الوطينة، وهو ما كان الرئيس بشار الأسد يؤكد عليه بصورة دائمة.. أيضاً كان التعويل، كما تضيف د. خوست على بوصلة سورية/تقليدية/ لا تخطئ قاعدتها الشباب السوري الذي التف حول قيادته وجيشه.
«غباء السياسات»
رابعاً.. لا يتميز هذا الكتاب فقط بمشاركة عدد لافت وبارز من الكتاب والباحثين الفرنسيين، بل أيضاً بكمية الصراحة والوضوح والشفافية التي اعتمدوها، سواء على مستوى الحرب على سورية ومجريات وأهدافها، وتبعاتها وأهوالها، واستمراريتها في مسارات لا تقل خطورة ووحشية وهمجية.. أو على مستوى تناول العلاقات الفرنسية السورية بعد 12 عاماً من دور فرنسي قذر ومشين ضد سورية الدولة والشعب، وكيف يمكن لهذه العلاقات أن تعود إلى سابق عهدها حيث كانت تسجل حضوراً مهماً على الساحة السورية، خصوصاً على المستوى الثقافي والتعاون التعليمي العالي، إضافة إلى التعاون في مجالات اقتصادية عدة.. ولا تغيب حقبة الاستعمار الفرنسي لسورية عن كتابات هؤلاء منطلقين منها لتقديم رؤية أوسع وأشمل لمجريات استهداف سورية والدور الفرنسي.
يتحدث الكتاب والباحثون الفرنسيون عن غباء السياسة الفرنسية في سورية، وكيف أن فرنسا كانت فيما يتعلق بالحرب على سورية أشبه بتلميذ مطيع في الصف الأطلسي بولاء مجاني لسياسات تقررها واشنطن ولندن، بل إن فرنسا تجاوزت كل الخطوط في هدم كل الجسور مع سورية في وقت حافظ فيه معظم المعتدين والمتآمرين على خطوط تواصل معها بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.
المرأة السورية
خامساً.. المرأة السورية كان لها حصة مهمة في هذا الكتاب، وهذا ما لم يتم تناوله في كتب أخرى، أو تم تداوله على نطاق ضيق وضمن مسارات هامشية لا تعطي المرأة السورية حقها لناحية دورها في المقاومة والصمود، في التأسيس والبناء والعمل من النشاط الاجتماعي/الاقتصادي إلى السياسي لتسجل نجاحاً وحضوراً إلى جانب الرجل في كل الميادين. في سورية فقط تنتفي الفروق الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية بين الرجل والمرأة، هذا ما عملت عليه الدولة السورية لعقود طويلة ما بعد الاستقلال وجلاء المستعمر الفرنسي في 17 نيسان 1946 لتكون المرأة ركيزة بناء وأساس تقدم.. وتالياً فإنها كانت ضمن عملية الاستهداف والتهديد والإرهاب. واللافت في هذا الكتاب هو أن من يتحدث عن دور المرأة السورية هو المرأة السورية نفسها التي تعرض تجربتها في القيادة والريادة على مستوى المناصب والإدارة لمؤسسات وشركات وجمعيات اقتصادية ومجتمعية من أمثال الأستاذة صونيا خانجي قشيشو التي كان لها مساهمة بارزة في هذا الكتاب.
سورية.. موهبة الثراء
سادساً.. هناك مسألة لا نعتقد أن أياً من الكتب تعرض لها في أي وقت، وهي موهبة الثراء والذكاء الاقتصادي/التاريخي، أو قابلية الثراء كما يسميها بول هوفلان، المؤرخ والحقوقي الفرنسي، وفق قواعد ومنهج اقتصادي متفرد لا مثيل له خصوصاً عندما نتحدث عن الاقتصاد المجتمعي، ونحن لا نتحدث عن الاقتصادات العالمية وفق المدارس الاقتصادية العالمية الشهيرة والتي تقاسمتها كل من الرأسمالية والاشتراكية. نحن هنا نتحدث عن اقتصاد سوري لا يشبه إلا سورية والسوريين، ولا تهمه تلك المدارس طالما هو ناجح داخلياً وبسمعة دولية مهمة. وبقدر ما تشكل هذه الموهبة قوة لسورية بقدر ما تشكل نقطة ضعف لها لما تجتذبه من أطماع وصراعات وحروب. قد لا تكون لدينا كل المساحة هنا لشرح هذه النقطة بتفاصيلها تاريخاً وحاضراً، لكن القارئ سيجد نفسه في حالة توق وشغف واستحواذ وهو يقرأ التفاصيل الواردة في هذا الكتاب حول هذه المسألة تحديداً ولماذا كانت سورية قادرة على النهوض في كل مرة.
كتاب شامل يتفرد حتى في القضايا التي أشبعت عرضاً وتحليلاً والقارئ سيجد نفسه دائماً في حالة توق واستحواذ.. تشده الفصول التالية وهو لم ينتهِ بعد من قراءة ما بين يديه
ومن هنا كان عنواننا أعلاه «لماذا عليك أن تقرأ هذا الكتاب».. حتى بالنسبة للقضايا الأخرى التي أشبعت تحليلاً وعرضاً ودراسة خلال سنوات «ربيعنا المشؤوم» والتي تم تحمليها شرور هذا الربيع ستجد لها في هذا الكتاب عرضاً مختلفاً في محطاتها التاريخية وارتباطاتها ومسؤولياتها، ولأن هناك مشاركة فرنسية وازنة في هذا الكتاب فإن كل ما هو متعلق بفرنسا، حتى ذلك الذي تحفظه الأجيال السورية عن ظهر قلب، ستجد فيه ما هو مختلف وما ستقرؤه لأول مرة، استناداً إلى اختلاف الأفكار والطروحات.
كتاب شامل
وبالعموم، لم يترك هذا الكتاب قضية لم يتناولها، من الداخل السوري إلى الإقليمي إلى الدولي، مروراً بحوامل وركائز التآمر والاستهداف، كالإخوان المسلمين وتنظيم داعش الإرهابي والمجموعات الانفصالية، التدريب والتمويل والتجنيد، النظام التركي وزعيمه رجب أردوغان.. الخ.
حتى في مسألة الخاتمة لهذا الكتاب، اختار كل من ميشيل رامبو وفيصل جلول أن تكون الخاتمة مفتوحة، إذ من غير المفيد بل ليس من الذكاء وضع نقطة نهاية على حرب ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات والسيناريوهات، وحيث كل يوم نصطدم بتطور جديد ويصدمنا تصعيد متفجر جديد فنعتقد أننا اقتربنا من حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، ثم نعود أدراجنا.. وهكذا نعيش على وقع التصعيد والعودة كل يوم، وإلى ما لا نهاية في الأفق طالما أن الحرب الإرهابية على سورية لم تضع كامل أوزارها.
بكل الأحول وفيما يخص سورية اختار رامبو وجلول خاتمة عامة تتحدث عن السلام باعتباره «أم المعارك» وهو فعلاً كذلك.. وعن سورية التي هي بلا مُعادل كما تقول الكاتبة ثريا عاصي: «لا يوجد بلد يُعادل سورية غير سورية نفسها.. لذلك فإن الربيع العربي إما أن يكون سورياً أو لا يكون».