خبراء يدعون إلى تنويع الدورة الزراعية وتوفير الخدمات الأساسية للحفاظ على التربة
اللاذقية – يوسف علي:
بات تنويع الدورة الزراعية أمراً ضرورياً في ظل التوجه للزراعة، بما تيسر من مساحات على وقع ارتفاع أسعار الخضار بأنواعها، إذ بيّن مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا في حديث لـ”تشرين” أنه يمكن تحسين وتنويع الدورة الزراعية من خلال خطة زراعية مدروسة وتوفير الخدمات من حراثة وأسمدة.
وأشار دوبا إلى أن 85% من زراعة المحافظة تعتمد على زراعة الاشجار كالحمضيات والزيتون، ولذلك لا تنطبق عليها الدورة الزراعية التي يمكن تطبيقها على 15% فقط من مساحة الأراضي الزراعية، مشيراً إلى محاصيل الخضار والبقوليات الشتوية والصيفية والربيعية الخريفية.
وأضاف: نظراً للحاجة الماسة للقمح على المستوى الوطني، فقد تجاوزت المساحة المزروعة به الخطة أضعافاً في الأراضي البعلية، وتم تأمين كل المستلزمات من مازوت زراعي للحراثة وأسمدة مناسبة، وخاصة أن القمح ليس من المحاصيل المجهدة للتربة ولا تؤدي زراعته إلى تراجع التربة، ولذلك يمكن اعتماد زراعة محاصيل غير مجهدة للتربة بالتناوب مع أصناف البقوليات التي تضيف الآزوت إلى التربة.
بدوره، بيّن الاختصاصي في المحاصيل والبيئة الزراعية في كلية الزراعة بجامعة تشرين الدكتور يوسف محمد، أن فوائد الدورة الزراعية تكمن في تجنب تدهور خصوبة التربة نتيجة لاستمرار زراعتها بمحصول واحد، حيث تتعرض التربة للتدهور والافتقار الشديد إذا تعرضت مع سوء اختيار توزيع المحاصيل على الأرض إلى عوامل مدمرة مثل الرياح الشديدة أو جريان الماء على سطحها.
وأضاف: نقص خصوبة التربة لا ينتج عن استمرار زراعتها بل ينتج عن سوء استغلالها و إدارتها، بحيث تهبط قدرتها عن إنتاج مستوى عالٍ من المحاصيل.
مشيراً إلى أن الدورة الزراعية تكمن في نظام تعاقب زراعة محاصيل مختلفة في أرض معينة لمدة محددة، حيث يحقق الحصول أقصى إنتاج ممكن مع الاحتفاظ بقدرة التربة على الإنتاج، مدللاً بأن زراعة محصول معين باستمرار يستنفد من التربة كميات من بعض العناصر، ما يترتب عليه تدهور إنتاجية التربة بسرعة، لأن المحصول المزروع يمتص عناصره باستمرار من مجال معين للجذور.
وتابع: أما تغير أنواع المحاصيل، فإن مناطق امتصاصها تختلف، وبذلك تتحقق جودة العناصر بشكل متوازن من دون وجود نقص شديد في عنصر أو أكثر، و تختلف المحاصيل من كمية المواد العضوية.
وأشار محمد إلى فوائد الدورة الزراعية، كمقاومة الحشائش، مقاومة الحشرات، المحافظة على المادة العضوية والآزوت في التربة الزراعية، حفظ توازن العناصر الغذائية في التربة، وقف تعرية التربة، انتظام العمل في الزراعة.