أشجار الغار والزعرور والبطم مهددة بالانقراض.. فهل يعيدها مركز بحوث الغاب كموروث لغاباتنا الحراجية؟
حماة – محمد فرحة:
كما بدأنا نفتقد “كرج” الحجل في غاباتنا وغيره من الطيور كالقطا والفرّي، ها نحن قد بدأنا نلاحظ بشكل لافت وكبير انقراض أشجار كانت يوماً ما ، يشكل حضورها نسبة كبيرة في غاباتنا، منها الغار والبطم والزعرور والإجاص البري وغيرها الكثير.
لكن أن يكون النشاط البشري وراء ذلك، فهذا أمر معروف وله أسبابه ومبرراته أحياناً، وهي التدفئة.
أما أن يكون المعنيون عن حماية الغابات سبباً في انقراض هذه الأصناف، فهنا المشكلة، فهل كان من الضروري السماح بتصدير عشرات الآلاف من أوراق الغار، الأمر الذي أدى إلى انحساره بشكل فظيع، لدرجة تم إقصاؤه من على وجه الأرض؟.
أما بقية التفاصيل، فتحدثنا عنها الدكتورة المهندسة دلال الإبراهيم الباحثة في شؤون الغابات والحفاظ عليها من خلال البنك الوراثي الموجود في مركز طاحونة الحلاوة وسط سهل الغاب، إذ تؤكد لـ”تشرين”: لقد قمنا بإعداد دراسة حول أشجار الغار بهدف الوصول إلى التراكيب الكيميائية والإنتاجية للغار النبيل وفقاً لتقسيمها، المتواجد على السفح الشرقي للجبال الساحلية المطلة على سهل الغاب.
وتضيف: إنّ الدراسة أعطتنا العديد من النتائج والنسب المئوية للمكونات الكيميائية الأساسية لثمار الغار، وتحديداً لموقع منطقة سهل الغاب، والتي تمثلت بالمادة الجافة وبلغت ٨٨% والرطبة ١٢ % في حين بلغت نسبة الزيت حوالي ٢٦% وهي نسبة لافتة للنظر، أما القيمة السوقية فقد بلغت ٦٤٨ %، كاشفة أن أشجار الغار من النباتات الفصلية الغارية، وأن تركيب الزيوت يتغير بشكل كبير تبعاً للموقع الذي ينمو فيه الشجر أو النبات، وهو الذي يستخدم في صناعة صابون الغار ذي السمعة العالية والكبيرة.
وفي معرض إجابتها عن سؤال: ما الغاية من الدراسة ونحن نشهد انقراض هذه الشجرة من جراء احتطابها الجائر بسبب فتح باب تصدير أوراقها من جهة، والحرائق من جهة ثانية؟ أوضحت الإبراهيم: من واجبنا الحفاظ على كل مكونات غاباتنا الإيكولوجية، وخاصة بعد سلسلة الحرائق التي اجتاحت وطالت الغابات في السنوات الخمس الأخيرة ، ومن هذا المنطلق نقوم بإحضار النباتات المهددة ونكاثرها هنا في المركز المختص بالحفاظ عليها.
بالمختصر المفيد: لم تكن شجرة الغار هي الوحيدة المهددة بالانقراض والتدهور، وإنما العديد من الأصناف البرية كالزعرور والإجاص والبطم أيضاً، وهي من الأشجار العطرية تقريباً ومن فصيلة أشجار الفستق بل يمكن تطعيمها بالفستق الحلبي.
لكن فتح باب تصدير أوراق الغار العام الماضي دفع الناس إلى قطع الشجرة وإحضارها إلى البيت ومن ثم قطف أوراقها والتدفئة على أحطابها المتبقية، فشكلت هذه الخطوة تهديداً خطرًا لأشجار الغار.
وما يقال عن هذه الأشجار ينسحب تماماً على القصور الواضح والكبير فيما يتعلق بحماية الطيور ومنع الصيد، فرغم صدور قانون منع الصيد، إلّا أنه حتى الآن لم تنفذ تعليماته التنظيمية، وما زالت ملاحقة الطيور واقتناصها على قدم وساق، و”على عينك يا تاجر”.