جيش علمي
“إذا كان قطاع العلم بخير فسيكون البلد بخير، وإن جيل التضحية الذي رباه المعلمون هو جيل القوات المسلحة التي قاتلت، وكان المعلمون يعملون بالتوازي معها، ويقاتلون في قطاع التعليم”
هذه المعاني والدلالات تعكس تقدير السيد الرئيس بشار الأسد للمعلمين في عيدهم، ولقطاع التربية والتعليم وحيويته وطنياً، ورسالة تحفيزية لجميع المعلمين، ليكونوا أنموذجاً في العطاء، والتي جاءت خلال استقباله والسيدة الأولى أسماء الأسد لعدد من المعلمين الذين أمضوا قرابة 4 عقود من الزمن داخل الصفوف الدرسية، وما زالوا يقدمون العطاء بإخلاص وتفانٍ.
إن الرسالة التي قدمها المعلمون خلال مسيرة عملهم على الدوام، كانت محط تقدير من الجهات كافة، وقد تغنى الشعراء بهم، فالمعلم كاد أن يكون رسولاً، ومن الأهالي الذين يشعرون في معظمهم بأهمية تلك الرسالة السامية، التي يقومون بها في تقديم العلم والمعرفة لأبنائهم، لوضعهم على طريق المجد والسمو.
من هذا المنطلق أكد السيد الرئيس بشار الأسد: “إن لدينا جيشاً عربياً سورياً وجيشاً علمياً يجسده المعلمون، لافتاً إلى أن المعلم أثبت أنه صاحب رسالة، رسالة علم، رسالة معرفة، رسالة تنوير”.
فبناء الإنسان ينطلق من رسالة المعرفة التي يقدمها المعلمون، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك، على أسس علمية صحيحة ترتبط بمحبة الوطن والإخلاص له والدفاع عن ترابه الغالي، في الساحات كافة.
لقد أثبت المعلمون حقيقة في معركة الوعي، التي حاولت طمس الهوية الوطنية خلال الحرب على سورية، أنهم بناة حقيقيون في بناء الإنسان، وفي توصيف الحالة بشكل دقيق، وشرح أبعادها لأبنائنا الطلبة، الذين نهلوا من علومهم، ليكونوا في مقدمة المدافعين عن الوطن، وسياجه المنيع وسده المتين ضد كافة أشكال التحديات، ومهما اشتدت وحاولت النيل من صمود أبنائه البررة، فكان العديد منهم شهداء العلم والمعرفة في هذا المجال، خلال تلك الحرب العالمية على الوطن، التي استهدفت البشر والحجر.
كان المعلمون ولا يزالون الجيش العلمي في الدفاع عن القيم والأخلاق والهوية الوطنية، وينيرون العقول ويبنونها في مواجهتم للغزو الفكري، لأنهم الحصن الذي يحمي مجتمعنا من الأفكار الشاذة والمعتقدات المنحرفة التي يتم إغراق الأجيال فيها، وحمل على الدوام الرسائل الوطنية والمجتمعية والفكرية، التي تكرس الأنموذج والقدوة في مجتمعنا بالإطار العام، فمبارك لكم هذا التقدير والمحبة لما تقومون به من جهود في بناء الإنسان.