في الأسبوع الأول من رمضان.. موائد «بلا دسم» والأطباق «المدللة» شبه غائبة.. الفروج الواحد يرتفع أكثر من 25 ألف ليرة خلال أيام
درعا – عمار الصبح:
لم تدم طويلاً فرحة المتفائلين بانخفاض أسعار الفروج، فبعد ما شهدته المادة من انخفاض قبل فترة قصيرة، عادت الأسعار لتسجل ارتفاعات قياسية جديدة مع بدء شهر رمضان المبارك، لتحيل بالتعاون مع اللحوم الحمراء الموائد الرمضانية إلى موائد خالية من الدسم هذا العام.
وفي جولة على عدد من الأسواق في مدينة درعا، سجل كيلو الفروج الحي 45 ألف ليرة سورية، بعد أن انخفض إلى 32 ألفاً في الفترة التي سبقت رمضان، أي إن كل فروج بوزن 2 كيلو ارتفع أكثر من 25 ألف ليرة في غضون أيام، فيما سجلت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعاً ملحوظاً هي الأخرى، حيث كسر لحم الخاروف عتبة الـ225 ألف ليرة للكيلو، فيما وصل لحم العجل إلى 200 ألف ليرة.
وبمقارنة بسيطة بين أسعار اللحوم بين رمضانين، تشير الأرقام إلى أن الفروج ارتفع بنسبة 100 %، حيث كان سعر الكيلو في رمضان الماضي قرابة 24 ألف ليرة، أما اللحوم فقد سجلت ارتفاعاً فاق الـ250 % بالمقارنة مع رمضان الماضي حيث كان سعر الكيلو يتراوح عند عتبة 65 ألف ليرة.
وألقت أسعار اللحوم والفروج هذا الموسم بظلالها السوداوية على موائد الصائمين، والتي باتت حسب تأكيد كثيرين “خالية من الدسم” تماماً، ومقتصرة لدى كثير من الأسر على بعض أطباق من أصناف المؤونة أو الخضار.
وأكدت إحدى السيدات أن أطباق المائدة هذا الموسم تقلصت كثيراً، وباتت تقتصر على طبق أو طبقين إضافة إلى أي نوع من أنواع “الشوربة”، بعيداً عن “الجخ والرخ” على حد وصفها، لافتة الى أن الأطباق الرئيسية والأكلات “المدللة”، التي تحتاج إلى اللحوم أو الفروج كالكبة والمندي والكبسة والمليحي وغيرها، غابت هذا الموسم إلا بالحد الأدنى، حيث يتم إعداد هذه الأطباق والأكلات مرتين أو ثلاث مرات فقط خلال الشهر الفضيل.
وأشارت السيدة إلى أنها لم تعدم الوسيلة لإعداد أطباق مناسبة، لكن أغلب هذه الأطباق يغلب عليها الطابع النباتي، حيث لا يغيب طبق الفول وكذلك الشوربات عن المائدة، إضافة إلى الأكلات التي تعتمد على الخضار، كالبطاطا المقلية وشوربة العدس والفتوش والكوسا أو الفاصولياء، والأهم اختيار الأكلات التي لا تحتاج إلى وقت طويل لطبخها، فمع قلة الغاز أصبح الطبخ هماً آخر في رمضان.
وبالرغم من أن كل التوقعات كانت ترجح حدوث ارتفاع في أسعار الفروج واللحوم مع بداية الشهر الفضيل، لكن بدا أن هذه التوقعات كانت متواضعة أمام الارتفاع القياسي الذي سجله سعر الفروج تحديداً.
وحسب قول أحد المربين فإن الطلب القوي على المادة مع بداية رمضان قابله ضعف في العرض، وهذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار على هذه الشاكلة، مؤكداً أن الطلب من قبل المستهلكين لا يزال في حدوده الدنيا، وهذا يؤشر عليه نسب التوزيع على محلات البيع في المدن والبلدات، لكن الطلب القوي الذي نتحدث عنه فهو ناتج من سحب قسم كبير من الإنتاج من قبل المطاعم أو الوجبات التي يجري توزيعها من قبل أصحاب المبادرات الرمضانية.
رئيس لجنة مربي الدواجن في غرفة زراعة درعا معتز العيسى كان أعرب عن توقعاته بحدوث ارتفاع في أسعار الفروج مع بداية رمضان كونها مادة رئيسية، وعادة ما يرتفع الطلب عليها خلال الشهر الفضيل، خصوصاً اذا ما أخذنا بالحسبان الأسعار القياسية في أسعار اللحوم الحمراء، وهو ما يجعل الفروج خياراً أوفر بالنسبة للكثيرين.
وكان مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو دان أكد مؤخراً أن أسعار الفروج في شهر رمضان مرتبطة بعادات وتقاليد السوريين، حيث ترتفع الأسعار في الأيام العشرة الأولى، وبعدها تنخفض في العشرة الثانية، وتعود لترتفع في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، وبالتالي القدرة الشرائية هي التي تلعب دوراً كبيراً في تغير الأسعار