أوسكار لنصرة الحق!
في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأسبوع الماضي. حضرت غزة بشكل واضح. حيث وضع معظم نجوم هوليوود الحاضرون دبوساً أحمر على صدورهم للمطالبة بوقف الحرب على غزة. وكما كان فيلم (أوبنهايمر) الفائز بسبع جوائز أوسكار تعبيراً عن (العواقب الأخلاقية) لاختراع وتصنيع القنبلة الذرية. كان الدبوس الأحمر تعبيراً أخلاقياً لإدانة ما ترتكبه (إسرائيل) في غزة. كما إن جوناثان جليزر المخرج اليهودي الذي أخرج فيلم (منطقة الاهتمام) الذي يتحدث عن المحرقة. قال وهو يتسلم جائزته ما يدين أفعال (إسرائيل). داحضاً يهوديتهم. ومنكراً اختطاف (إسرائيل) للمحرقة. يبدو أن استغراق جليزر في تفاصيل المحرقة أثناء إنجاز فيلمه. جعله يحس بمدى بشاعة المحرقة الحاصلة في غزة. والتي ترتكبها (إسرائيل) بحق الفلسطينيين.
وكما أدان مخرج (منطقة الاهتمام) محرقة غزة. فإن فيلم أوبنهايمر يدين تصنيع أمريكا للقنبلة الذرية. كما يدين استخدام الإدارة الأمريكية. ممثلة بالرئيس ترومان للقنبلة الذرية وإلقائها على هيروشيما وناكازاكي. وهكذا فإنه من الممكن لنا أن نقول. إن ما جرى في حفل جوائز الأوسكار يحمل في أحد وجوهه إدانة لـ(إسرائيل) وأمريكا باعتبارهما وجهي عملية الإبادة البشرية. واحدة بالقنبلة الذرية. والأخرى بالمحرقة التي ترتكبها في غزة. وبذلك تحتل السينما مكانتها في الفكر الإنساني. كمعبر عن الروح الإنسانية. وهي تحاكم إجرام (إسرائيل) وأمريكا. ومن قبل نجوم هوليوود الأكثر إبداعاً..
عندما قال أوبنهايمر للرئيس ترومان (إنني أشعر بالعار لاأن ما صنعته قتل آلاف البشر في اليابان)، فردّ عليه ترومان بوقاحة (أنت صنعت القنبلة. لكن أنا من استعملها) وتركه في المكتب و انصرف وهو يصرخ على مساعده ( لا أريد أن أرى هذا الضعيف الباكي مرة أخرى) ومن يومها سحب من أوينهايمر تصريحه الأمني. أي منع من متابعة أبحاثه لكي يسترد هذا التصريح. خضع للتحقيق من قبل لجنة خاصة. والفيلم يروي قصة أوبنهايمر من خلال تحقيق اللجنة. وكأن كاتب السيناريو أراد أن يقول إن الفيلم ما هو إلا محاكمة للقنبلة الذرية. وملاحقة لإحساس العار الذي قتل روح أوبنهايمر. كما هو محاكمه للإدارة الأمريكية التي لم تكتف بالقنبلة الذرية وألقاها على اليابان. بل أكملت المشروع في إنتاج القنبلة الهيدروجينية من دون أوبنهايمر..
في حفل الأوسكار هذا الأسبوع. حضر التطور الثقافي السينمائي. وسجل موقف النجوم تجاه المطالبة بوقف الحرب في غزة. إضافة إلى إعطاء سبعة أوسكارات للفيلم الذي ينتقد ويدين السياسة الأمريكية. كل ذلك أكد أن الإبداع في مناصرة الحق يشكل روح التفوق الفني الإنساني المميز. و هذا ما يستحق الأوسكار الإنساني الأكبر.