أغرب وأطرف العادات والتقاليد للشعوب في رمضان المبارك
تشرين – إلهام عثمان:
في كل عام تدق أبواب قلوبنا لنستقبل بكل سعادة وسرور شهر رمضان المبارك، الذي تفوح منه تباشير الخير والبركة والإيمان، لكن لكل بلد عاداته وتقاليده للاحتفاء به، بعضها ظريف وبعضها الآخر غريب يكاد لا يصدق، وهنا بالذات تتنوع الثقافات والموروثات التقليدية في استقبال الشهر الكريم، والتي تختلف من بلد لآخر.
أغرب عادات الشعوب
كانت ومازالت بعض الدول تحافظ على العادات الرمضانية الغريبة المتعلقة باستقبال شهر الصيام، لكنها في الأغلب عادات تدعو للتسامح والتأمل.
في السودان، يتم تدريب النساء على قراءة و تجويد القرآن الكريم كل صباح، كما لابد للنساء من تجديد أواني المطبخ احتفالاً بقدوم رمضان، لكن أكثر ما هو غريب ورائع أن الإفطار يكون جماعياً في ساحات واسعة، حيث تجتمع كل الأسر في ساحة واحدة للإفطار معاً.
أما في أوزباكستان، فيتم تحضير إفطار جماعي إذ تتم دعوة الأهل والأصدقاء والجيران، و لابد من أن يذبح خروف على الإفطار، ويقدم مع أرغفة العيش كبيرة الحجم التي يجب أن تخبز في المنزل ومع الزيت والحليب، ولا يهمل تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي الأسود.
ولإندونيسيا نصيب من تلك الطقوس، حيث تستقبل الحكومة الإندونيسية رمضان، بمنح إجازة للطلاب في الأسبوع “الأول” منه للتعود على الصيام، لكن أكثر مظاهر الاحتفال برمضان هو قرع الطبول التقليدية المعروفة باسم “البدوق”.
وفي باكستان، فمن أغرب عاداتهم إقامة حفل يجمع فيه كل الأطفال الذين يقومون بالصوم لأول مرة لتشجيعهم على الاستمرار، و الأكثر غرابة في عاداتهم هي مسابقة “حرب البيض المسلوق” التي لابد من أن تقام على مدار شهر رمضان، وهي لعبة تبدأ في المساء وتنتهي عند موعد السحور.
إلى أوغندا، تعدّ ثقافتهم في استقبال رمضان الأغرب على الإطلاق، و التي يراها البعض غير مناسبة للشهر الفضيل، وتحديداً الرجال في قبائل “اللانغو” الأوغندية، حيث يقوم الأزواج بضرب زوجاتهم على رؤوسهن قبل الإفطار، ومن ثم تقوم السيدات برضا منهن بإعداد وجبة الإفطار.
وفي ماليزيا، تعكف الإدارات المحلية على تنظيف الشوارع عقب استطلاع هلال رمضان في ماليزيا، وتقوم بنشر الزينة الكهربائية في الميادين الرئيسية احتفالاً باستقبال الشهر الكريم، كما تحرص النساء على الطوف بالمنازل لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور.
أما في نيجيريا، فإن الإفطار المنفرد ممنوع وغير مقبول لكل أسرة، و لابد من أن تجمع الأطعمة التي تم إعدادها فى كل منزل ويتم تقسيم الموائد أمام أقرب منزل إلى جزءين أحدهما للرجال والآخر للنساء، لكن الأغرب، هو حرص كل أسرة على استضافة أحد الفقراء يومياً على مائدة الإفطار، كنوع من التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان.
في موريتانيا، يمتلك شعبها العادة الأغرب بين الجميع، حيث يحلق الرجال في موريتانيا رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر، وتسمى هذه العادة باسم “شعر رمضان”، وتؤجل الأسر أعراسها إلى شهر رمضان تفاؤلاً به على عكس ما يحصل في معظم الدول الاسلامية حول العالم. ويقوم أهل المغرب بضرب النفير سبع مرات للسحور بمجرد التأكد من ظهور هلال رمضان لتنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة (عواشر مبروكة) أي أيام مباركة مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
بينما في تايلاند تقوم الأُسر الغنية بذبح الذبائح، أما الأُسر الفقيرة تقدم الطيور بعد ذبحها، والعادة الأغرب؛ أن الطعام الذي تطهوه الزوجات ممنوع على أزواجهن، وإنما يرسل لشخص آخر ليأكله، هذا وتجتمع النساء جميعاً ليتناولن طعام الإفطار في باحة المنازل بشكل جماعي.
كما يحرص مسلمو الصين على عدم تناول طعام الإفطار إلا بعد الصلاة، ويجرحون صيامهم بتمرة مع كوب من الشاي المحلى بالكثير من السكر، كما يحرصون على ألا تخلو وجباتهم من الكعك والحلويات المحلية، أما العادة الغريبة نوعاً ما، فهي الحرص على ضرورة الإفطار بالبطيخ الأحمر قبل الذهاب للمسجد للصلاة.
في اليمن، وقبل شهر رمضان يقوم اليمنيون بطلاء منازلهم كاستقبال احتفالي بقدومه، وتظهر بذلك منازلهم بأبهى حلة وكامل استعدادها لقدوم شهر الخير، وتنظم أيضاً الإفطارات الجماعية في شوارع عند أذان المغرب يومياً، وتزين الشوارع، وتطلق العيارات النارية من قبل الرجال.
و من أجمل العادات الخاصة في جزر القمر، أنه في اليوم الأول وفي الليلة الأولى من رمضان، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلاناً بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر حتى وقت السحور.