مهنة طالبوها في ازدياد ومنتسبوها إلى ” انقراض”.. الظروف القاسية تعيد الإسكافي إلى قائمة “مطلوب بإلحاح”

طرطوس – وداد محفوض:
تستعيد مهنة الإسكافي تواجدها ونشاطها في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، بعد أن تراجعت لفترة من الزمن، لكنها عادت اليوم بقوة نتيجة لغلاء أسعار الأحذية في الأسواق المحلية.

مهنة متوارثة
والإسكافي قديماً هو من امتهن صناعة الأحذية اليدوية، وقد ظهرت هذه المهنة بأشكال مختلفة تبعاً للتطورات المجتمعية عامة، ويسمى الإسكافي بـ (مصلّح الأحذية) المهنة التي يعلّمها الأجداد للآباء ويورثونها لأبنائهم وأحفادهم، وأضحت اليوم مهنة لشباب عجزوا عن إيجاد فرصة عمل مناسبة فتوجه بعضهم للعمل بها كمصدر دخل، خاصة أن رأسمالها موهبة وأدوات بسيطة وشيء من الصبر في اتقان العمل.

توجه الشباب لمهنة الإسكافي كمصدر دخل

أسعار خيالية
“تشرين” رصدت أسعار الأحذية وجالت أيضاً على محال تصليح الأحذية في أسواق طرطوس فأسعار الأحذية مرتفع جداً وإصلاحها يكوي الجيوب.
ليلى عبود سيدة تشتكي سوء الأحوال وقلة الأموال كحال جميع الناس وبات الكثير غير قادر على شراء الأحذية الجديدة، وبات إصلاح الأحذية القديمة ضرورة وليس خياراً، وبهذا نرى انتشار محال تصليح الأحذية في كافة أحياء وشوارع طرطوس، مبينة أن هذا الغلاء جعل أصحاب هذه المهن يعمدون إلى رفع أسعار إصلاح الأحذية بشكل كبير.
وأكدت السيدة هدى أن هذه المهنة لا تخضع لأي “ضوابط” فكل محل يفرض السعر الذي يريده، فهم يتقاضون سعراً يوازي نصف سعر الحذاء الجديد عند إصلاحه، ولعدم الرقابة انتشرت المحال في كل مكان على حد تعبيرها حتى على الأرصفة، علماً أن هذه المهنة لا تحتاج إلى عناء ومشقة كما كانت سابقاً بتطور الآلات التي تساعد في عملية تصليح الأحذية بسرعة وسهولة.
حسن إبراهيم صاحب عائلة نوه إلى أنه يضطر لتصليح أحذية أولاده كل فترة أكثر من مرة لأنه لا يستطيع شراء أي حذاء جديد في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وأردف أن هذه المهنة استعادت نشاطها ولكن فلتان أجرة تصليح الأحذية يرهقهم فهل يعقل أن يكلف تصليح حذاء أكثر من 25 ألف ليرة “خياطة حذاء” على المكنة، أما تغيير نعل أو كعب أو ما شابه فيحتاج إلى 50 ألف ليرة وأرخص تصليح حذاء يكلف حوالي 10 آلاف ليرة حسب مصلّح الحذاء والزبون. وتساءل جميع من التقيناهم عن سبب عدم وجود ضوابط تحكم هذه المهنة وأسعارها ؟

مشاق
يعتبر الإسكافي أبو سليمان أن هذه المهنة التي ورثها عن والده هي مهنة شاقة وتفرض عليهم التعامل مع الأحذية القديمة والمهترئة التي تحمل الجراثيم والأوساخ ومع كل هذا يحب هذه المهنة شارحاً أهميتها وأنه يعيش كل الصعوبات مع مهنته في مواجهة تحديات الواقع، وتابع بأنه يبدأ عمله في الساعة الثامنة صباحاً و ينتهي في العاشرة مساء نظراً لأعباء الحياة التي أجبرته أن يعمل طيلة هذه الساعات ليكسب لقمة عيشه وعيش أولاده، مضيفاً: إنهم مضطرون للقيام بإصلاح كافة الأحذية المهترئة بجميع الوسائل لإرضاء الزبون. وأكد اعتماده على مهنة إصلاح الأحذية وهي مهنة متعبة، فهو يمكث لساعات طويلة على الكرسي ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة كالديسك ووجع المفاصل.

ثلاثة منتسبين فقط لجمعية المهن اليدوية بطرطوس

وبدوره الشاب أحمد إسماعيل صاحب محل لتصليح الأحذية، ضاقت به السبل لإيجاد عمل، أوضح أنها مهنة متعبة فالمواطن لا يقدر صنعتنا، كما أن ما يُدفع من أجرة تصليح لا يغطي المصاريف اليومية وإيجار المحل والتبعات الأخرى من رسوم كهرباء وماء ونظافة ومواد أخرى نستعين بها لتصليح الأحذية، فهناك من يناقش بأجرة تصليح الأحذية ومنهم يدفع أكثر “كإرامية” لقاء عمل متقن، لافتاً إلى أنهم يعيشون يومهم الشاق بين المسامير والأحذية والمواد اللاصقة المضرة بالصحة والمطرقة والسندان ومكنة الخياطة، هذا غير تعرضهم أثناء العمل لحوادث كثيرة لأنهم يتعاملون مع أدوات حادة وصعبة.

الجميع يشتكي
ليس المواطن وحده من يشتكي من أسعار الإصلاح المرتفعة الأحذية، من دون وجود أي لوائح تحدد سعر تصليح الحذاء فهي خارج نطاق دوريات حماية المستهلك ولا تخضع لضوابط، في حين أن مزاولي هذه المهنة الذين التقيناهم أكدوا أن “كثرة المصاريف” السبب في رفع أسعار الإصلاح وأن كل شيء ارتفع سعره، ومن حقهم أن يواكبوا الأسعار الجديدة، وإلا كيف لهم أن يستمروا في مهنتهم وكيف سيتدبرون أمر عوائلهم.

حل ودي للشكاوى
من جهته محسن العجي رئيس جمعية المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدي بطرطوس أكد ل(تشرين) أن أعداد المنتسبين من مصلحي الأحذية بات قليلاً جداً لايتجاوز ثلاثة منتسبين، بعد أن كان في السابق حوالي 300 منتسباً، وهم كجمعية لا يجبرون أصحاب المهنة على الانتساب، ونوه في حال وجود أي شكوى يقوم بمعالجتها بشكل ودي بين المشتكي والإسكافي وتحل بالتراضي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
يتمتع بطاقة إنتاجية واعدة.. وضع بئر جحار- ١٠١ الغازي بالإنتاج الرئيس الأسد يزور طهران ويقدم التعازي للسيد الخامنئي والرئيس المكلف مخبر باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان تفقد أول مشروع تشاركي بين القطاعين العام والخاص في محطة دير علي الكهربائية.. المهندس عرنوس: التشاركية نهج إستراتيجي معتمد في سورية أسئلة القومية متنوعة والإجابة عن بعضها يتطلّب مهارات التحليل والاستنتاج والدقة إدارة أملاك الدولة على طاولة النقاش المشترك.. تعزيز الاستثمار الأمثل المدعوم بالتنظيم القانوني والحماية جرائم بالجملة ضد الإنسانية والعدالة.. أميركا تُسعّر ومحاولات صينية لإخماد نار المنطقة ومفاجآت الشمال تُسقط مزاعم «التفوق» العسكري للكيان التنبؤ بالسرطان قبل 7 سنوات من ظهوره العقبة البارانويانية.. حين يصبح الكوجيتو في خدمة المُلاوغة المقداد في الاجتماع الوزاري العربي– الصيني: الشراكة العربية- الصينية نابعة من واقع متماثل ولابد من فتح آفاق جديدة لرفع مستوى التعاون ٩٠٠٠ طن شعير استلمتها «الأعلاف».. شباط: طلبنا تخصيصنا بصوامع للتغلب على مشكلة أكياس الخيش