تهدف لزيادة الوعي بأهمية اللغة العربية.. منسق مسابقة “تحدي القراءة العربي” في حماة: ٤٤٨ مدرسة مشاركة.. ونعمل وفق خطة استراتيجية
حماة – نصار الجرف:
” العلم في الصغر كالنقش على الحجر” هذه المقولة تنطبق على مسابقة ” تحدي القراءة العربي”، حيث تنمي هواية المطالعة والقراءة، بهدف كسب المزيد من المعارف والثقافات في مختلف مجالات الحياة، لتصبح هذه الهواية عادة جميلة ومحببة، لايمكن الاستغناء عنها، مايزيد مستقبلاً من المبدعين في مجالات الأدب والثقافة والفكر والعلوم.
وقد حققت محافظة حماة مراكز متقدمة على مستوى سورية، في الدورة الأخيرة منها، حسب ما أفادت لصحيفة تشرين منسقة المسابقة في حماة المعلمة شذى الوليد الصباغ، وأضافت: إن مسابقة “تحدي القراءة العربي” هي مبادرة للشيخ راشد بن آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، وتهدف إلى نشر ثقافة الكتاب وإحياء اللغة العربية وزيادة الوعي حول أهميتها، وتشارك فيها كل الدول العربية، والدول التي تتكلم العربية، والجاليات العربية، وقد بدأت عام ٢٠١٥، وهذا العام الدورة الثامنة لها.
وخطواتها تبدأ من قراءة كتاب وتنتهي بخمسين كتاباً، ويشترط التنوع في الكتب المقروءة، فعلى المشارك أن يقرأ في شتى المجالات، كالعلمية والأدبية والتاريخية والدينية والاجتماعية وقصص الخيال والروايات وكتب التنمية البشرية، ولا تقتصر على مجال واحد، والهدف من ذلك هو توسيع قاعدة المعرفة عنده، ويقوم المشارك بتلخيص كل كتاب قرأه إلى أن يصل إلى الخمسين، وهنا يخوض التحدي على مستوى مدرسته ليترشح من كل مدرسة ثلاثة مشاركين، وهنا تبدأ المرحلة الثانية وهي على مستوى المحافظة، حيث يتم اختيار فريق يمثل محافظة حماة بعد خضوعه للجنة التحكيم، التي تم اختيارها بدقة وعناية من أصحاب الخبرة، و بعد تأهله على مستوى المحافظة، نقوم بتدريب الفريق بالتعاون مع فرع حماة لاتحاد الكتاب العرب و مديرية الثقافة، حيث يتم إعداد الفريق ليشارك في المرحلة التالية على مستوى سورية.
والمسابقة موزعة على أربع فئات، الأولى من الصف الأول إلى الثالث، الثانية من الرابع إلى السادس، الثالثة من السابع إلى التاسع، الرابعة من العاشر إلى الثاني عشر،
ولابد هنا من ان نذكر أن هناك فئة أخرى تشارك بالمسابقة، وهي فئة أصحاب الهمم والذين طلب منهم قراءة ٢٥ كتاباً فقط، ويقيّم كل مشارك حسب وضعه وقد بلغت مشاركة هؤلاء لهذا الموسم مئة مشارك ونطمح للمزيد، وهناك مشاركات قوية لهذا العام، ونأمل أن يكون المركز الأول على مستوى سورية من نصيب محافظتنا، ونعمل على تأهيلهم والمساعدة بما نستطيع.
كما أنه يتم اختيار أفضل مدرسة وأفضل منسق.
وأوضحت الصباغ أن محافظة حماة أحرزت المركز الأول في التنسيق، بعد ان تم اختيارها كأفضل منسق على مستوى سورية، كما حصلت حماة على المركز الثالث كأفضل مدرسة مشاركة على مستوى سورية، والمركز الرابع لذوي الهمم.
وأضافت: نحاول هذا العام من خلال تحدي القراءة العمل على نشر ثقافة الكتاب كفكرة لدى أبنائنا، صغاراً وكباراً، وذلك بغية الحصول على مخرجات محددة، نعمل على للوصول إليها، ونسعى للوصول إلى مئة ألف قارئ في محافظتنا، ونعتمد على خطة معينة نسير وفق خطواتها، فنحن نعمل ضمن فريق عمل متكامل ابتداء من مديرية تربية حماة إلى منسقي المدارس، الذين يؤدون رسالتهم على أكمل وجه، بالتعاون مع أمناء المكتبات، الذين تم تفعيل دورهم هذا الموسم بالاتفاق مع رئيس شعبة المكتبات في مديرية التربية في حماة.
وهناك تنسيق كامل مع المنسق العام للمسابقة في سورية، الذي يطلعنا على آخر تطورات ومستجدات المسابقة، ويقوم بتوجيهنا، فهو المرجع لكل منسقي المحافظات حيث يبقى على اطلاع كامل لكل خطواتنا.
كما قام مدير التربية في حماة، بتوجيه كافة الكوادر في مجال التربية على ضرورة التعاون والعمل على مشاركة أبنائنا التلاميذ والطلبة في المسابقة وأهمية تلك المشاركة.
وبينت الصباغ أنه بلغ عدد المدارس المشاركة لتاريخه ٤٤٨ مدرسة، وتعتبر هذه المشاركة واسعة وبدأت بعض المدارس بتحميل أسماء المشاركين على موقعها الإلكتروني، وذلك بعد شهر من الإعلان عن انطلاق الموسم الثامن.
ونحن نقوم بجولات على معظم المدارس وذلك للتشجيع على المشاركة والدخول في التحدي، كما نقوم بشرح آلية المسابقة، وأعمل على توجيه المنسقين والمدربين إلى الطرق المجدية في عملية تأهيل المشاركين وذلك كوني مدربة سابقة في هذا المجال.
و بالطبع إن تلك الجولات تأتي بنتيجة إيجابية لكون أطفالنا يشعرون بأننا مهتمون لما يقومون به، وقد أطلقنا هذا الموسم مبادرة قارئ المدرسة المتميز(بطل المدرسة لتحدي القراءة) بغية تحفيز الجميع على المشاركة، ونحن متفائلون بهذا الموسم بأن يكون لمحافظة حماة مراكز متقدمة، وذلك من خلال الحماس والنشاط، الذي نراه، سواء من المشاركين، أو من كوادر المدارس الإدارية والتعليمية.
و من اللافت لهذا العام المشاركة الكبيرة لمدارس الريف البعيد، وهذا يدل على انتشار رسالة المسابقة في محافظتنا وعلى اهتمام الجميع بفكرة القراءة، فهناك مدارس لم يتجاوز عدد طلابها الخمسين طالباً، وقد شاركت بعد تواصلها معي، و قمت بإعداد إيميل خاص للمدرسة والتسجيل لها على الموقع وتنزيل أسماء طلابها المشاركين، وذلك لعدم قدرتهم على فعل ذلك.
و ليس بالأمر السهل أن تتعامل مع مايقارب من ٤٥٠ مدرسة من خلال الجوال، الذي بات يمثل لي كل شيء فكل البيانات لدي على الجوال، بالإضافة لموقع المشاركة وكل بيانات المدارس ومواقعها التي احتفظ بها تحسباً لأي طارئ قد يصيب جوال أو حاسوب المنسق.
و بالنسبة للكتب المقروءة أوضحت المنسقة، هي ورقية بالدرجة الأولى، و نعمل ونتعاون على تأمين الكتب المطلوبة، كما نحاول تأمين كتب الكترونية، كبديل في حال تعذر علينا تأمين الكتب الورقية.
وأنا أنصح كل أم أو أب أو معلم أو مدرس أن يدفع بجيلنا إلى القراءة، فهي توسع مداركه وتحسن من مستواه العلمي أيضاً، ونؤكد لهم أننا نعمل هنا في حماة، وفق استراتيجية مدروسة وليس بشكل عشوائي، وأن النتائج ستكون مرضية وأنا على تواصل مع جميع المنسقين ومديري المدارس والأهالي ولن نبخل على أبنائنا بوقت أو جهد.