رهان الخائبين..!

عام مضى من عمر الحرب الكونية على بلدنا، وهو يلفظ ساعاته الأخيرة “بحلوها ومرها”، وبخيبة أمل كبيرة على المراهنين بسقوط الدولة ومؤسساتها، وتفتيت مكوناتها الاقتصادية والاجتماعية، وتخريب حالتها الأخلاقية والعلمية والفكرية وغيرها…

رهان أصبح من الماضي، رغم بقايا آثاره وتداعياته السلبية على مكونات بلدنا، والتي ما زالت مستمرة بكل أشكالها..!

لكن الذي يؤكد أنه أصبح من الماضي، ما باحت به الوزارات والمؤسسات الحكومية مؤخراً من نتائج طيبة وخاصة الإنتاجية منها كالصناعة والزراعة والنقل والسياحة، مع نتائج خجولة، لبعض القطاعات الخدمية كالكهرباء والنفط، لأسباب ليست بخافية على أحد ..!

والأهم أن ما تعرضت له بلدنا من حرب كونية هي الأشرس في تاريخ البشرية، فهي ليست تقليدية، أو حرب جماعات مع أخرى، ولا حتى دولة مع دولة، فهي حرب بكافة الجبهات لتدمير الحجر والبشر، وقتل الروح الوطنية عند كل مواطن سوري يخاف على بلده وأهله، يخاف على دولته وأرضها واقتصادها الذي تكالبت عليه بلدان كثيرة، لتمزيقه وإضعافه وتدمير بنيته الخدمية ومقومات وجوده من استثمارات ونفط ومياه وصناعة وسياحة وخدمات، وغيرها من موارد غاية في الأهمية، كانت الهدف لدول التكالب في نهب وسرقة النفط والثروات الطبيعية والزراعية، وما زالت في قبضة الاحتلاليين “الأمريكي والتركي” لإضعاف الدولة ومنعها من استمرار تأمين مصادر قوة اقتصادها..!

لكن حالة التفاؤل التي رسمتها النتائج التي أعلنت عنها القطاعات الاقتصادية، تترجم حالة الصمود الأسطوري للدولة، رغم كل حالات التخريب والتدمير للمنشآت الاقتصادية والخدمية، وسرقة النفط من قبل الاحتلال الأمريكي والتركي وأدواتهم الإجرامية، فإنها تفرض واقعاً جديداً يثير حفيظة الجميع لتحقيق نتائج أفضل، تسقط رهان أهل الحرب بسقوط الدولة ومؤسساتها، وما تشهده أسواقنا المحلية، رغم” انفلات أسعارها” خير دليل، فهي تعج بالمنتجات والسلع ليست الضرورية فحسب، بل الكماليات منها على اختلافها وتنوعها، إلى جانب استمرار المؤسسات الحكومية بتقديم خدماتها للمواطنين كالكهرباء رغم حالات التقنين بسبب سرقة المادة وتخريب الشبكات والغاز ومحطات التوليد وغيرها، والأهم استمرار الدولة بتقديم رواتب عمالها وموظفيها، والحفاظ على دورة الحياة الاقتصادية والتعليمية وممارسة الأنشطة بكافة أشكالها والإنفاق المالي الكبير الذي تحظى به من الحكومة ومؤسساتها..

والدليل الأكبر نتائج الأمس وخاصة وزارة الصناعة القوة الإنتاجية التي رسمت كل ملامح قوة الدولة وبقاء أجهزتها، والصخرة التي تحطمت عليها كل رهانات أهل الحرب الظالمة على بلدنا، وتأكيد على استمرار دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية رغم كل محاولات الإقصاء..!

عام مضى وآخر قادم “حلمنا كمواطنين” صخرة جديدة يتحطّم عليها ما تبقى من رهان، ونشهد عودة كل مقدراتنا إلى حضن الدولة، وتحقيق معيشة أفضل، ننهي بها تعب سنوات أزمة تجاوزت سنينها ثلاثة عشر عاماً..!

 

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار