هل نواجه التحدّيات قبل فوات الأوان؟ 

تغيرات مناخية كبيرة يشهدها العالم منذ سنوات، تمثّلت بأشكال مختلفة من سنوات جفاف، إلى عواصف رعدية مترافقة بأمطار غزيرة، وارتفاع في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، حيث تجاوزت المعدل الطبيعي بـ ١٠ درجات ولمدة طويلة، و الحرائق التي ابتلعت مساحات شاسعة من غاباتنا، وظواهر طبيعية مثل “التنّين” الذي سبّب كوارث زراعية وتخريب بنية تحتية، وحبات برد كبيرة ومشوّهة الشكل، إضافة للحروب ومنعكساتها الخطيرة على البيئة.

وتعدّ سورية، كما أكد خبراء المناخ، من أكثر البلدان تأثراً، إضافة للعراق وتركيا، ومع كل ما سبق من عوامل أثّرت على المناخ في سورية، وخاصة  لناحية الهطولات المطرية، لم نرَ حتى اليوم أي تغّير في نهج وزارة الزراعة من ناحية وضع سياسة زراعية، تتكيّف مع الظروف المناخية الاستثنائية السائدة، من خلال التوجه لزراعات أقل استهلاكاً  للمياه.

ففي ” ليبيا ” مثلاً وبعد خروجها من الحرب، وما شهدته من تغيّر في المناخ، توجّهوا، ووفق خطط مدروسة، إلى زراعة صبار الشوك، وجعلوا لـ” التين الشوكي” يوماً وطنياً، لما له من فوائد طبية وعلاجية وغذائية، إضافة إلى أن استهلاكها للمياه صفر، ويزرع في المناطق الصحراوية.

بينما الصبار في سورية هذا العام، أصيب بمرض دمّر الموسم بالكامل، مع أن مكافحته بسيطة جداً !

والدور الكبير الملقى على عاتق وزارة الكهرباء، ليس أقلّ أهمية من الملقى على “الزراعة” من خلال الحدّ من استخدام الطاقة الأحفورية في تشغيل محطات التوليد، لما تنفثه من غازات دفيئة،  والتي لها دور كبير في التغيرات المناخية والتوجه نحو الطاقات البديلة أو الغاز، فمدينة بانياس التي تزنّرها من الشمال مصفاة بانياس، ومن الجنوب المحطة الحرارية، يلاحظ من خلال الأرصاد الجوية أن الحرارة فيها أعلى من مدينة طرطوس بثلاث درجات، بسبب التلوث الناتج عنهما، وهذا يفسر حبات البرد غير المتناظرة التي تساقطت فوق المدينة في الأسبوع الماضي.

نحن اليوم في ظل تغيّرات مناخية كبيرة، شئنا أم أبينا، وعلينا أن نعدّ العدّة لمواجهة هذه التغيرات والتخفيف من آثارها عبر خطط مدروسة من قبل جميع الوزارات، وضرورة التوجّه نحو مشاريع  الطاقات البديلة، ولتكن هذه المشاريع توجه دولة لا توجهاً فردياً ، فهل نكون على مستوى التحديات قبل فوات الأوان؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار