في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية “الثقافة رسالة حياة”
تشرين- لبنى شاكر:
انطلقت اليوم احتفالية أيام الثقافة السورية بعنوان “الثقافة رسالة حياة” على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، والتي تتزامن مع الذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة السورية، وتستمر نشاطاتها حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، في جميع المحافظات.
وفي كلمة لها خلال الافتتاح الذي حضره أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ووزير الإعلام زياد غصن، وعدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية؛ بدأت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات كلمتها باقتباسٍ عن الكاتب مارك توين “دمشق التي لم يُسجّل حدثٌ في العالم إلا وكانت حاضرة تتلقى أخباره، فمهما رجعت بذاكرتك إلى الماضي السحيق، ستجد أنها كانت دوماً قائمة، فالسنوات بالنسبة لها ليست سوى لحظات، وعقود الزمن تمر كلمح البصر، فدمشق لا تقيس الوقت بالأيام والشهور والسنين، إنما بالإمبراطوريات التي شهدت قيامها وازدهارها واستمرارها، فدمشق شكلٌ من أشكال الخلود”.
مُشيرة إلى إن أيام الثقافة السورية مناسبة سنوية يُسلط فيها الضوء على غنى وتنوع الإنتاج الثقافي السوري في الماضي والحاضر، وفي الذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة السورية، فرصة لإظهار هذا النتاج في كل مجالات المعرفة والإبداع الفكري، ولا سيما في الأدب والموسيقا والفنون التشكيلية والمسرح والسينما وإحياء التراث.
سلسلة من الأنشطة
وبيُنت بركات أن الاحتفالية تشمل سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، منها عروض مسرحية وموسيقية وسينمائية، وندوات أدبية ونشاطات للأطفال، وملتقيات فنية، وورش عمل تتيح للجمهور إمكانية التفاعل مع المدربين، حيث تنظم هذه الفعاليات في كل المحافظات السورية، مما يساهم في نشر الإبداع على أوسع نطاق.
وقالت أيضاً: إن “الوزارة وضعت نصب أعينها رؤيةً تتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي السوري من خلال تكثيف الجهود لصون وترميم المواقع الأثرية والمتاحف التي تضررت جراء الأحداث الماضية، إضافة إلى تعزيز الهوية الوطنية عبر السعي لإبراز التنوع الثقافي السوري كمصدر قوة ووحدة، مع متابعة العمل في دعم الإبداع والمواهب الشابة عبر خلق بيئة حاضنة ومناخ مناسب للإبداع الفني والأدبي لتمكين الشباب وتوفير المنصات لعرض مواهبهم، كذلك تسعى الوزارة لدمج الثقافة في المنهاج التعليمي لضمان توريث ثقافتنا العريقة للأجيال الجديدة، أيضاً رقمنة الأرشيف الثقافي السوري في المتاحف والمكتبات وتطوير منصات إلكترونية لعرض التراث والأعمال الفنية التشكيلية لتكون بمتناول الجميع”.
تكريم المبدعين
وتضمن حفل الافتتاح تكريم عدد من المبدعين السوريين وهم “الفنانة انطوانيت عازرية، الكاتب الدكتور حسين جمعة، الموسيقي رياض سكر، الفنان زهير العربي، الإعلامي سعد القاسم، الفنان سليم صبري، الموسيقار صفوان بهلوان، الفنان التشكيلي عصام درويش، الباحث المسرحي مصطفى عبود”، إضافة إلى عرض فيلم عن تاريخ عن وزارة الثقافة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ومقطوعات موسيقية وغنائية قدمتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، ومعرضاً استعادياً للفنانين الراحلين سعيد تحسين وخالد معاذ.
وفي لقاءٍ لـ “تشرين” تحدّث الكاتب الدكتور حسين جمعة عن سعادته بالتكريم الذي تُقدّمه وزارة الثقافة لِمبدعيها، مؤكداً على أن هذه الخطوة رسالة وفاءٍ حقيقية، ولا يعرف الوفاء إلا أهله، ومُتمنياً أن يطول به العمر لِيقدّم المزيد لوطنه، وقال أيضاً: “نحن في وقت أحوج ما نكون للكلمة الصادقة والمقاومة في وجه من يتربصون بنا، ويريدون محونا من الوجود”.
أما الموسيقار صفوان بهلوان فاستعاد في حديثه مع “تشرين” ما أهدته سورية للعالم عبر تاريخها من فكرٍ وثقافةٍ وفنون، لافتاً إلى أنه ليس غريباً عليها أن تُعلي من شأن الإبداع والمواهب والمُنجزات في مختلف الميادين، ومن ثم فإن التكريم في هذا اليوم له دلالة جميلة على حد تعبيره، في أن المبدع السوري موضع تكريم، وهو ما يدفعه ويحفزه للاستمرار في العطاء.
في حين بيّن التشكيلي عصام درويش إلى أن تكريمه يعني تقديراً لما قدّمه كفنان تشكيلي وكصاحب صالتي عرض للرسم والنحت “عشتار وفاتح المدرس” وسابقاً “صالة بلاد الشام”، وقال لـ”تشرين”: “عملت في الفن سنواتٍ طويلة حتى يُمكنني القول إن حياتي كلها تدور حول الفن، فكانت لي عدة معارض داخل سورية وخارجها، كما حرصت على استضافة فنانين موهوبين، سوريين وعرب وأجانب، في سبيل نشر الإبداع، ولا زلت مستمراً”.