تدمر تبدأ بترميم وتأهيل واحات النخيل ..ومجلس المدينة يعلن خطة طموحة
تشرين – علام العبد:
تنتشر أكوام من الأشجار المقطوعة في مدينة تدمر، إلى جانب بقايا منازل مهدمة من جراء الأعمال الإرهابية التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة ، حيث استنكر عدد من سكان مدينة تدمر إقدام البعض على ارتكاب ممارسات خاطئة بحق الثروة الزراعية من خلال قطع أشجار النخيل في المنطقة، واصفين ما يحدث بالاعتداء على بيئتهم.
يروي مواطنون تفاصيل هذه الاعتداءات على ثروة النخيل، التي تشتهر بها منطقة تدمر، بأن تآكل الغطاء النباتي في منطقة تدمر، يعود إلى جملة أسباب، أهمها قطع الأشجار لتحويلها فحماً طبيعياً من قبل ضعاف النفوس، والتي كان يعول عليها كثيراً في السابق لتحسين مستوى دخل العائلة، إلى جانب جرفها لإقامة منازل واستراحات ترفيهية وغير ذلك.
وأضاف المواطنون: شهدت زراعة النخيل في مدينة تدمر في الآونة الأخيرة تراجعاً كبيراً وملحوظاً من قبل السكان، وذلك خوفاً من التوجه للأراضي بشكل مستمر نتيجة انتشار خلايا إرهابية في البادية وعدم الانتهاء بعد من تنظيف المنطقة من مخلفات الحرب.
ووفق رئيس مجلس مدينة تدمر المهندس أحمد بركات المحمد، تتربع أشجار النخيل والزيتون والرمان والتين ضمن واحة في تدمر، تسقى من نبع “أفقا” الأثري، وتقدر مساحة الواحةبـ 20 كم، وتضم 15 ألف شجرة نخيل مثمرة و 10 آلاف شجرة زيتون و 20 ألف شجرة رمان و10 آلاف شجرة تين، وكانت الأشجار بمثابة واحة خضراء تزين تدمر، ومحط جذب المستثمرين في قطاع الزراعة وتربية المواشي، وطبيعتها التدمرية الدافئة وخصوبة أراضيها ووفرة المخزون المائي فيها، كانت كافية لجذب السوريين من محافظات عدة للإقامة فيها والاستفادة من أراضيها الزراعية ومراعيها التي كانت تنتشر على مساحة كبيرة تقدر بحوالي 20 كم .
وأوضح المحمد في تصريح لـ ” تشرين ” أنه نتيجة دخول المجموعات الإرهابية المسلحة إلى مدينة تدمر وهجرة الأهالي المزارعين، أدى ذلك إلى إهمال وترك الواحة من دون عناية ورعاية، وبالتالي أدى إلى يباس و موت قسم كبير من أشجار الواحة.
لافتاً إلى أنه بعد تحرير المدينة على يد الجيش العربي السوري من بقايا المجموعات الإرهابية، عاد الأهالي والمزارعون إلى الواحة وتم الاعتناء بها من جديد وجرى تنظيم عملية السقاية، حيث أعيدت الروح لقسم كبير من أشجار الواحة بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والمجتمع المحلي، إذ تم توزيع ما يقارب من 25 ألف غرسة مثمرة من نخيل وزيتون وتين على المزارعين، ويسعى مجلس مدينة تدمر حالياً لتأمين الكهرباء وفتح الطرق ضمن الواحة لتعود كما كانت في السابق .