“فزعة” المجتمع الأهلي
مئات الأسر المهجرة بسبب الإرهاب وصلت محافظة طرطوس مساء أمس، وقد فتحت لهم المدارس كمراكز إيواء مؤقتة، ريثما يتم إيجاد أماكن مناسبة لإقامتهم التي لن تطول، وسوف يعودون إلى مدنهم وقراهم سريعاً بهمة بواسل جيشنا العربي السوري، الذين يسطرون الملاحم و يهزمون الإرهاب أينما وجد.
ومع وصول إخوتنا من محافظات حماة وحمص في ساعات الليل المتأخرة، وجدنا اللهفة والحميّة والنخوة عند المجتمع الأهلي الذي تسابق على تقديم الاستجابة السريعة لكافة الوافدين، من فرشات وأغطية وألبسة، فالكثير من العائلات تركت وراءها كل شيء هرباً من قطعان الإرهاب.
وبهذا أثبت المجتمع الأهلي من جديد أنه أهل للكرم والكرامة، أهل للخير، وهذه “الفزعة” التي قدمها المجتمع الأهلي لم تقتصر على ميسوري الحال، بل رأينا حتى الفقير تقاسم ما يملكه ولا يتجاوز قوت يومه مع أهلنا المهجرين، إضافة إلى الاستجابة السريعة من قبل محافظ طرطوس وتوجيه المعنيين لتقديم الدعم اللازم للوافدين واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقديم الخدمات الأساسية للوافدين وفق مقتضيات المصلحة العامة وبأقصى درجات المسؤولية، وذلك للتخفيف من معاناة الوافدين وتقديم الدعم اللازم لهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
هذا هو الشعب الغيور على أرضه وعرضه، الواثق بجيشه، المؤمن بالانتصار الحتمي واستعادة كل شبر من وطننا الحبيب، والذي لم تفرقه الفتن، ولم يستمع للأخبار الملفقة والكاذبة التي تبثها الصفحات المأجورة، وكان ولا يزال على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، لن ينكسر والنصر حليفه.
كلنا إيمان وثقة ببواسل جيشنا الذين أثبتوا للعالم كله أنهم جيش لا يقهر، جيشنا المتمسك بمبادئه وأخلاقه، والمدافع عن تراب بلده، سوف يحقق الانتصار على كامل تراب سورية الحبيبة.