من إعلام العدو محللون إسرائيليون: سياسة إدارة الصراع لم تعد خياراً .. مقولة “سوف ننتصر” ليست وصفة جيدة لمستقبل سياسي أفضل
تشرين – غسان محمد:
مع دخول الهدنة في قطاع غزة، حيّز التطبيق، سارع محللون صهاينة إلى التحذير من مواصلة الرهان على استمرار تأييد بعض القوى العالمية لـ “إسرائيل” في حربها على قطاع غزة، ففي صحيفة “هآرتس” كتب المحلل تومر بيرسكو: إن ما وصفه بالدعم العالمي لـ”إسرائيل” له ثمن، موضحاً أن أصعب طلب للتقدم نحو حل الدولتين سيأتي قريباً، لأن الغرب بات يدرك أن سياسة إدارة الصراع، لم تعد خياراً، وأن المشكلة الفلسطينية وما تخلقه من عدم استقرار هي بالفعل مصدر تهديد.
بدورها، كتبت المحللة سيما شاين، أنه من دون تحرك سياسي، لن يتحقق أي إنجاز عسكري مُفترض، تحتاجه “إسرائيل”، التي تمر بأسوأ حالة ركود منذ إقامتها. وأضافت المحللة: إن التجربة الجمعية للجمهور الإسرائيلي هي تجربة الحسرة والإذلال ونقص المعرفة بالتطورات المستقبلية والاتجاهات.. قد يكون رفع شعار “سوف ننتصر”، جميلاً، لكنه ليس وصفة جيدة لمستقبل سياسي أفضل.
وحول صفقة تبادل الأسرى، كتب المحلل ناحوم برنيع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه لا مكان لهتاف النصر، ولا حتى لما هو أدنى من ذلك، وزعم بنيامين نتنياهو، وكأن “إسرائيل” حققت إنجازاً كبيراً في المفاوضات، بعيد عن الحقيقة. والحقيقة هي أن المقاومة الفلسطينية حصلت على مرادها.
وفي صحيفة “معاريف” قال المحلل بن كسبيت، إن التصريحات والتهديدات الجوفاء والوعود الفارغة التي سبقت إتمام صفقة تبادل الأسرى، كشفت عدم الكفاءة لإدارة الحرب في قطاع غزة، حيث بدا المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو وغانتس وغلانت، بمثابة عرض مُضحك لعدم الكفاءة في إدارة الشؤون الاسرائيلية، وفيما حاول غانتس، عدم تضليل الجمهور بالتلفيق والكذب، واصل نتنياهو وغالانت التنافس مع بعضهما البعض في إطلاق تصريحات هوجاء وتهديدات ووعود فارغة.
وتابع المحلل: المشكلة هي أن نتنياهو، يبحث فقط عن البقاء على قيد الحياة سياسياً، لكن، عندما تكون هناك صفقة لتبادل أسرى، تحبس أنفاس جمهور بأكمله، وتضعه على المحك، فمن الأفضل التزام الصمت وعدم التبجح، بدلاً من الاحتفال قبل الأوان.