قمة البريكس والعدوان على غزة ومحكمة الجنايات الدولية
عقدت مجموعة ( البريكس BRICS) قمتها الاستثنائية الافتراضية عبر تقنية الفيديو بتاريخ 20/11/2023 في دولة جنوب إفريقيا رئيسة المجموعة، وخصصت لبحث الوضع في غزة والشرق الأوسط، والمجموعة تشكلت سنة /2006/ وانضمت جنوب إفريقيا في سنة 2010، وضمت كلاً من ( البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا )، وهذه الدول الخمس تشكل [ نسبة /31%/ من حجم الاقتصاد العالمي، و/18%/ من حجم التجارة، و/40%/ من مساحة العالم و/43% / بالمئة من سكان العالم، وتنتج أكثر من 35%/ من حبوب العالم ، وهي من أكبر الاقتصاديات الناشئة وتحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادية العالمية سنوياً، وتتوجه لإقامة عالم متعدد الأقطاب وتعدد العملات الدولية بدلاً من سيطرة القطبية الأحادية الأمريكية وهيمنة عملتها الدولار، وتفوقت لأول مرة على دول مجموعة السبع الصناعية G7 (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا)، و وصلت مساهمة المجموعة في الاقتصاد العالمي إلى/ 31.5% / بينما الدول السبع نسبة / 30،7%/ ] وصدر البيان الختامي للقمة وتضمن “إدانة العدوان الصهيوني على غزة ورفض كل التبريرات الصهيو-أمريكية والغربية وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومياه ووقود ورفض الدعوات الصهيونية للتهجير القسري ورفض تدمير المستشفيات، وطالبوا بتوقيف تصدير الأسلحة إلى الكيان والبدء بتنفيذ هدنة فورية وعدم توسيع الحرب في الشرق الأوسط …إلخ”، فهل تساهم غزة في تصديها للقوى الفاشية الصهيو-غربية بقيادة أمريكية للإسراع في تغيير النظام العالمي الحالي وولادة نظام عالمي جديد ؟، وصدر البيان الختامي بمشاركة الدول الست الجديدة وهي: السعودية والأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، التي انضمت إلى المجموعة في اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية في شهر كانون الثاني سنة /2023/، وهذا سيؤدي إلى زيادة دور المجموعة على الساحة العالمية وفي كل المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، وطالب قادة البريكس بتوقيف العدوان على غزة والذي تجاوز كل أشكال الإرهاب الفاشي والنازي وإبادة الهنود الحمر والجرائم الأمريكية في فيتنام وسورية والعراق والسودان وأفغانستان ودول أمريكا اللاتينية …إلخ، وطالبوا بإقامة الدولة الفلسطينية وضرورة أن تقوم محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في الأعمال الإرهابية للكيان الصهيوني، فهل تلتزم وهي مؤسسة تابعة للأمم المتحدة نظرياً لكنها تخضع للإملاءات الأمريكية والغربية؟!، وأكد الرئيس الروسي ( فلاديمير بوتين ) أن “أمريكا تتحمل مسؤولية العدوان وأنها احتكرت عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية لسنوات دون أن تنجح في إيجاد حلول وتمارس موقفاً متناقضاً مما يجري في غزة وأوكرانيا، انطلاقاً من أن مصلحتها فوق كل شيء، واستغرب موقف القادة الغربيين بقوله لهم: ألا يصدمكم قصف السكان المدنيين في فلسطين بقطاع غزة اليوم؟!، ألا يصدمكم أن يضطر الجراحون لإجراء عمليات جراحية لأطفال وبتر الأعضاء وقطع أجزاء من جلودهم دون تخدير؟!، ألا يصدمكم تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بأن غزة أصبحت مقبرة كبرى للأطفال؟!.
كما عبرّ رئيس جنوب إفريقيا (سيريل رامابوزا ) عن الفظائع التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة وسحبت دبلوماسييها وأعلنت نيتها طرد السفير بعد أن اعتمد برلمانها ذلك، وعبر الرئيس الصيني شين جين بينغ عن قلقه من قتل الأبرياء والأطفال والمدنيين وقال: ‘إن المخرج الأساسي من الصراعات الفلسطينية ــ الإسرائيلية المتكررة هو تنفيذ حل الدولتين، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة”، وتناغم وانسجم مع هذه المواقف ما قاله الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن ( لا شيء يبرر الاستخدام العشوائي وغير المتناسب للقوة ضد المدنيين وهم يدفعون ثمن جنون الحرب).وكان للدول الأعضاء الجدد مواقفها الواضحة، فقد طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بضرورة قطع علاقات دول المجموعة مع الكيان الصهيوني، وطالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوقف تصدير الأسلحة إلى “إسرائيل” وفتح الممرات الإنسانية للمدنيين والوقف الفوري للعدوان، فهل يكون لمجموعة البريكس دور أساسي في تغيير النظام العالمي الجديد؟، وهل تستطيع إنهاء كل أشكال الاحتلال والإرهاب وترسيخ أسس الحوار وعودة الحقوق لأصحابها؟، وخاصة أن المجموعة أصبحت بدولها الإحدى عشر /11/ من أكبر المنظمات الدولية العاملة على الساحة العالمية، هذا ما نأمله وعندها تعمل محكمة الجنايات الدولية بما يخدم العدل والحق وتسيطر عندها قوة القانون وليس قوة القوة.