مَنْ يحمي «الحامي»؟!

إذا كانت الولايات المتّحدة الأمريكيّة ترسل حاملات طائراتها ومنظومات صواريخها إلى المنطقة لحماية الكيان الصهيونيِّ ودعمه ومساندته للإمعان في إجرامه ووحشيّته وشهيته المفتوحة دائماً للدماء، فمَن سيحمي واشنطن وقواعدها غير الشرعيّة في سورية والعراق، وهي تُمطَر بصواريخ المقاومة؟!، وإذا كان كيان الاحتلال الإسرائيلي ينتظر العون والإغاثة من واشنطن والدول الغربيّة، وهو على نحوٍ عام، ليس بحاجة لاستجدائها، بل هي جاهزةٌ لزيادة عدوانيّته ووحشيّته، فمَن سيُنجد الولايات المتحدة من صواريخ المقاومة، والتي تدك قواعدُها في الليل والنهار وبكمّ غير قليل ؟!
لم تبقَ واشنطن في مأمن منذ ما بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وأخطأت التقدير حين ظنّت، أو توقّعت أنها جولةٌ قصيرة، وستنتهي، وما عليها إلا دعم الكيان الصهيوني لـ«ينتصر» في إجرامه، وأخطأت التقدير إن ظنّت أن فلسطين وحدها، وقوى المقاومة الإقليمية ستنكفئ، كما خابت عندما اعتقدت أنها في مأمن أو أنها معزولة عمّا يجري في الأراضي الفلسطينية، ليأتيها الجواب عاجلاً على شكل صواريخ تستهدف بشكل يومي قواعدها غير الشرعيّة في سورية والعراق، وليكون شأنها في ذلك شأن الكيان الصهيوني في الاستهداف والمقارعة، ولا مفرّ لها من إحصاء قتلاها وإعلان الحصيلة يوماً بعد آخر، بما يشكل ذلك من ضغط داخلي على المستوى الشعبيّ والرسميّ، ولاسيما مع اقتراب موسم الانتخابات الأمريكية الرئاسية وتجاذباتها ومحاولات كلّ الأطراف الاستفادة من الظرف وامتلاك أوراق ضغطٍ ضد الطرف المضاد.
بين دعم الكيان الصهيونيّ في عدوانه على الشعب الفلسطيني وضربات المقاومة لقواعدها غير الشرعيّة، تجد واشنطن نفسها في مأزقٍ، إذ شكّلت تلك الضربات عاملاً إضافياً مسانداً للتحرّكات الشعبية والرسمية في سورية والعراق وبقيّة أطراف محور المقاومة لطرد الاحتلال الأمريكي من المنطقة، وتالياً شكلّت عاملاً إضافياً في التهديد، وبناء عليه، ورغم عرقلتها إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة إلى الآن، قد تجد واشنطن نفسها مرغمةً على إيقاف المجزرة الصهيونية بحقّ الفلسطينيين، والتي هي أيضاً مجزرتها بطبيعة الحال، لاتّقاء ضربات المقاومة وكذلك الغضب الشعبيّ الداخليّ، إذ خرج الكثير من المظاهرات في واشنطن وعدّة ولايات أمريكية أخرى، وأمام المنزل الشخصي للرئيس الأمريكي «جو بايدن» تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزّة والدعم الأمريكيّ له، ودعماً ومناصرةً لغزّة وفلسطين على نحوٍ عام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار