على سيرة «الشدّ العصبي الرسمي» لتسويق المواسم الزراعية… وحدتا التبريد في حلب لاتزالان خارج الخدمة
تشرين- رحاب الإبراهيم:
بين مدير السورية للتجارة بحلب نديم أبو حسان أن المساهمة في تسويق موسم الحمضيات ستبدأ من الشهر القادم، علماً أنه طلب منذ فترة تزويد الفروع المعنية في طرطوس واللاذقية بالسلل البلاستكية من أجل تعبئة الكميات المراد تسويقها إلى المحافظات الأخرى.
ولفت أبو حسان في تصريح لـ”تشرين” إلى أن “السورية للتجارة” بحلب تبذل كل ما بوسعها لتأمين السلع للمواطن بأسعار أقل من السوق انطلاقاً من مفهوم التدخل الإيجابي المعنية به، حيث يتوافر في صالاتها مدينة وريفاً تشكيلة واسعة من السلع الغذائية وغير الغذائية المطلوبة لدى العائلة بأسعار مقبولة، مشيراً إلى أنه رغم الانتقادات للمؤسسة وأسعارها لكنها تحظى بإقبال من المواطنين على شراء منتجاتها، ما يدلل على أن أسعارها أقل من أسعار السوق بنسبة جيدة وخاصة بالنسبة للسلع الموردة من قبل الإدارة العامة.
خطة ترميم
وأشار أبو حسان إلى أن عدد الصالات العاملة في مدينة حلب وريفها تبلغ 70 صالة من أصل 82 صالة بعضها قيد التأهيل وعدداً منها تكلفة إصلاحها كبيرة بسبب حجم الدمار الكبير الذي طالها خلال سنوات الحرب، لكنها موضوعة ضمن خطة الترميم حينما تسمح الظروف وتتوافر الإمكانات المادية لإنجاز هذا الهدف.
ضرر كبير
وبيّن أن الضرر الأكبر أصاب وحدات التبريد، التي يعول عليها في تفعيل التدخل الإيجابي عند شراء المنتجات المطلوبة في المواسم وتخزينها في هذه الوحدات وطرحها في الأسواق حينما تشهد هذه السلع ارتفاعاً في الأسواق وخاصة فيما يتعلق بالخضار والفواكه واللحوم والبيض، موضحاً أن “السورية للتجارة” بحلب كانت تمتلك وحدتا تبريد في قاضي عسكر ومنطقة الليرمون بحجمها الكبير، التي تعرضت إلى ضرر بالغ يحتاج إلى تكلفة مالية ضخمة، ومع ذلك رفع طلب إلى الإدارة العامة لإعادة التأهيل، الذي يعد أمراً غاية في الأهمية لكونه يتيح للمؤسسة القيام بدورها بشكل أفضل، كما أعلن أكثر من مرة عن إصلاح وحدة التبريد في قاضي عسكر لكن لم يتقدم أي عارض بسبب الظروف الحالية وتقلبات سعر الصرف.
تخفيض أسعار ..؟!
وحول تدخل “السورية للتجارة” في تخفيض أسعار الخضار والفواكه المحلقة أسعارها عالياً وكذلك اللحوم والبيض، أكد مدير السورية للتجارة بحلب أن المؤسسة تفعل كل ما بوسعها لتخفيض أسعارها عن الأسعار السائدة في الأسواق، لكن عدم وجود وحدات تبريد يقف عائقاً أمام إنجاز هذا الهدف كما هو مخطط، فمثلاً لو كانت هذه الوحدات تعمل كان بإمكان المؤسسة شراء الخضار وتحديداً البندورة من أرياف حلب كالسفيرة المشهور بزراعة البندورة وتخزينها في وحدات التبريد وضخها في الأسواق عند ارتفاع أسعارها، مبيناً أنه رغم هذه المشكلة تتدخل المؤسسة إيجابياً لتخفيض أسعار الخضار وكذلك اللحوم، التي تباع بأسعار أرخص في بعض الصالات كصالة الرازي وبستان القصر والأعظمية وصلاح الدين، كما أن صالة الأعظمية تقوم بعروض مستمرة تشمل كل السلع بما فيها البيض والسلع الغذائية الأخرى.
مدير «السورية للتجارة» بحلب لـ«تشرين»: تكلفة مادية ضخمة للإصلاح… وخطة في المرحلة القادمة لتطوير الأداء والتدخل الإيجابي
ولفت أبو حسان أن خطة مبيعات السورية للتجارة بلغت 45 مليار ليرة نفذ منها 41 مليار ليرة حتى شهر آب الفائت بنسبة بلغت 90%، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل حالياً على إعادة ترتيب بيتها الداخلي ووضع خطة تسهم في تفعيل دورها وتحقيق التدخل الإيجابي المأمول على نحو يحقق مصلحة المواطن بالدرجة الأولى وخاصة بعد الإشكاليات التي مرت بها مؤخراً.
نقص الكوادر
وفيما يخص المشاكل التي تعانيها “السورية للتجارة” بحلب حالياً لفت مديرها إلى أنه بمعزل عن وحدات التبريد تشكو المؤسسة كغيرها من المؤسسات العامة من نقص الكادر، الذي يبلغ تعداده حالياً 200 عامل في الإدارة والصالات بينما تحتاج إلى 500 موظف وعامل، مبيناً أن المؤسسة وضعت وزارة التجارة الداخلية بحاجتها إلى كوادر إضافية لتمكينها من القيام بدورها، وقد جاء الرد بالإيجاب عبر تزويد المؤسسة بعمال من المؤسسات التي لا تعمل حالياً بحلب، مبيناً أن نقص الكادر يبرز في الصالات العاملة بالريف بصورة أكبر، لكن المؤسسة وضعت خطة للمرحلة القادمة من أجل تفعيل الصالات بالأرياف على نحو أفضل، إضافة إلى مشكلة نقص الآليات، التي تحتاجها المؤسسة في عمليات نقل السلع وتخفيف التكلفة، مشيراً إلى أن الوزارة متعاونة وتعمل على تلبية كل الاحتياجات لتمكين المؤسسة من القيام بدورها ضمن الإمكانات المتوافرة في ظل هذه الظروف الصعبة.
وعن مسالة تقييم إيجار الصالات وبدلات الاستثمار أكد أبو حسان أن “السورية للتجارة” بحلب تقوم بشكل دوري بإعادة تقييم الصالات المؤجرة والمستثمرة على نحو يحقق إيرادات للمؤسسة ولا يؤثر بأي طريقة على المواطن بالوقت ذاته.
ت- صهيب عمراية