سورية ممرّ معظم أسراب الطيور المهاجرة في العالم.. هجرات دورية وأخرى انتحارية
تشرين– محمد فرحة:
تشهد سماء سورية حالياً ظاهرة مميزة، تتمثل بتحليق عشرات الآلاف من أسراب الطيور بمختلف أشكالها وأنواعها، وتحديداً في مثل هذه الأيام لطيور اللقلق الأبيض والأسود المهاجر عبر رحلتها السنوية المعتادة باتجاه أوروبا قادمة من إفريقيا للتفريخ مجدداً.
هذه الظاهرة تتكرر مرتين سنوياً، الأولى خلال فترة “التشتية”، وعادة ما تبدأ في حزيران من كل عام، وتستمر حتى آب، وهي تحلّق على شكل حرف v معكوسة لتدفع التيارات مجتمعة، متجنّبة التيارات الهوائية الساخنة، باعتبارها لا تطير فوق المسطحات المائية الكبيرة .في حين تكون الهجرة الثانية خلال شهر تشرين الأول مع بداية فصل الشتاء، تظهر فيها الطيور مجدداً أثناء عودتها من أوروبا باتجاه القارة الإفريقية،حيث تقضي أيام الشتاء، وهي تنعم بدفء هذه القارة.
أما الرحلات الانتحارية، فهي هجرات غير منتظمة، قد توقعها في شرك نفسها، حين تتعرض لبنادق الصيادين، وفقاً لتعبير مسؤول بيئي، ولذلك كثيراً ما نراها تحلّق لمسافات عالية، وغالباً ما تتجنب العبور فوق مناطق سكانية .
مدير الحراج في زراعة حماة الدكتور عبد الكريم محمد أوضح أن اصطياد هذه الطيور يسهم في اختلال التوازن البيئي في الطبيعة، فبعضها مفيد جداً، حيث تقتات على الحشرات الضارة بالمحاصيل، ورغم أن جلّها لا يؤكل، لكن من باب تنمية هواية الصيادين يقتنصونها.
وأضاف: وكما يحدث للطيور من صيد وقنص، يحدث أيضاً للعديد من الحيوانات المستوطنة، حيث تتعرض هي الأخرى للصيد من بنادق الصيادين، وهذا ما يشكل تهديداً للبيئة، وتبقى سورية رغم كل ذلك ممراً لكل هذه الطيور.