“البحر صار بحلب” !.. أحواض السباحة في المزارع الخضراء مقصد أهالي المدينة بعد غلاء الشواطئ
تشرين- مصطفى رستم:
لم يعدم أهل مدينة حلب الوصول إلى حلول في زمن ارتفاع تكاليف الترفيه عن النفس وسط موجات الحر المتصاعدة ومع طول فترة فصل الصيف وقيظه، وفي أعقاب ما وصلت إليه أثمان أجور السفر والتنقل الباهظة نحو بقية المدن والمحافظات، ولهذا فسحت المزارع الخضراء المنتشرة حول المدينة المجال واسعاً لإيجاد أماكن ترفيه تشبه إلى حد ما المنشأة السياحية التي رفعت شعارها قبل الحرب “البحر صار بحلب”.
وبصورة مصغرة تشبه إلى حد ما المنشآت السياحية المائية آخذ أصحاب المزارع والفيلات الفارهة إيجاد مصدر رزق لهم في هذا الزمن القاسي، موفرين بذلك حلا للعائلات الراغبة في الاستجمام وإطفاء لهيب الحرّ المتصاعد وسط انعدام شبه تام لمنشآت سياحية مائية ضخمة.
تكلفة اليوم في المزارع تبدأ من نصف مليون ليرة وقد تصل إلى مليون ونصف المليون
في غضون ذلك عملت هذه المزارع الريفية على توفير مستلزمات العائلات التي باتت تتوافد بكثافة طلباً للمتعة والاستجمام.
وكشف أحد متعهدي هذه المزارع، أطلق على نفسه( أبو جابر) عن أرقام الحجوزات لمزارع وفيلات فاخرة بداية من نصف مليون إلى مليون ونصف المليون، ومع انقضاء الصيف أخذ أصحاب هذه المزارع بتخفيض الأسعار ، وتابع: “نحاول توفير كل ما يطلبه الزبائن، فأحواض السباحة معقمة ونظيفة وتتوفر الكهرباء على مدار 24 ساعة مع كامل مستلزمات الرحلات، والكراسي والطاولات لاستقبال مئة شخص في المزرعة الواسعة إضافة إلى أماكن الإقامة”.
بالمقابل يرى المقبلون على الاستجمام بهذه المزارع وبالذات القريبة من المدينة وأبرزها بلدة “النيرب” أنها فسحة لعائلات تتوق إلى إرواء ظمأ سنوات طويلة بالتمتع بالسباحة والاستجمام على شواطئ البحر بعد غلاء يتفاقم في الحجوزات الفندقية و”الشاليهات” ، علاوة على ارتفاع أسعار الوقود لأضعاف جعلت من تحريك المركبة يقتصر على المسافات القصيرة والضرورية، رافق كل ذلك ارتفاع في أسعار تذاكر حافلات السفر، وأماكن الإقامة التي تطلب أرقاماً خارج مقدرة العائلة على تحملها.
ويروي صفوان مقصود أب لعائلة مكونة من أربعة أشخاص وأمهم أن الحل المثالي بالنسبة لقدراته المادية هي استئجار مزرعة يتوفر فيها حوض سباحة بالاشتراك مع أفراد عائلته، بأسعار مناسبة، وأضاف: “هذه المزارع قد حلّت معضلة الوصول إلى الشواطئ، فالتكلفة قد تصل إلى ما يزيد على خمسة ملايين ليرة ولهذا يمكن تلبية رغبة عائلتي بالتنزه بمبلغ مناسب لاسيما أننا نتقاسم أجور ونفقات المزرعة، وحتى الرحلة بأكملها مع عدد من أفراد أهلي وإخوتي وعائلاتهم”.
إزاء ذلك لم تقدم المزارع الريفية حلاً لهواة السباحة وطالبي الاستجمام في فصل الصيف بل أيضاً باتت تقام بها المناسبات الاجتماعية كحفلات الافراح وليالي السهر والطرب الحلبي الأصيل في مسعاً لا يتوقف إلى عودة أجواء المتعة إلى مدينة خرجت من الحرب منهكة.