سورية وقمتا «بريكس» الحالية و«بريكس بلاس» القادمة؟!
ختمت مجموعة الـ(بريكس) قمتها الخامسة عشرة بحلتها الجديدة في جنوب إفريقيا وتحديداً في عاصمتها جوهانسبورغ والقمة استمرت ثلاثة /3/ أيام من تاريخ 22/8/2023 وتحت عنوان (بريكس وإفريقيا شراكة من أجل النمو المتسارع المشترك والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة)، وصدر البيان الختامي للقمة بتاريخ 24/8/2023 وبأكمله ينسجم مع الموقف السوري، حيث أكد البيان دعوة دول جديدة للانضمام وهي ست /6/ دول: جمهورية مصر العربية والأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهذه الدول ستبدأ عملها كأعضاء كاملة العضوية من تاريخ 1/1/2024، وهذا يعني أن القمة القادمة التي ستعقد في روسيا في مدينة (قازان) سيكون عدد الأعضاء إحدى عشرة/11/ دولة، ما يتطلب ضرورة تغيير اسم (البريكس) ومن هنا سأطلق عليها حالياً ( بريكس بلاس +) كما حصل عند توسع منظمة (أوبك) لتصبح (أوبك بلاس +)، وهذا التوسع سيؤدي إلى زيادة فعالية (بريكس+) على الساحة العالمية وعلى أسس التعاون وتعزيز السلم والأمن العالمي ومكافحة الإرهاب بكل أنواعه وتجفيف منابعه وتقليل بؤر التوتر في العالم واللجوء لحل المشاكل العالمية بالطرق والوسائل السلمية والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفعيل التعددية القطبية وتطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن واحترام حقوق الإنسان وتفعيل دور النساء في المجال الاقتصادي والتوجه نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين الحوكمة العالمية وتجنب المعايير المزدوجة ووضع خطط لمواجهة الأزمات العالمية وتحقيق الأمن الغذائي العالمي وزيادة الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية وخاصة الزراعة من أجل تحقيق النمو المستدام والرعاية الصحية ومعالجة أزمة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا والتبادل بالعملات المحلية، وخاصة أن دول البريكس تنتج أكثر من /35%/ من الغذاء العالمي وهذا سيساهم في تقليل معدلات الجوع العالمية وتحسين التغذية والنظم الغذائية وتنفيذ سياسات زراعية مرنة ونظام تجاري زراعي متطور وعادل وانسياب الاستثمارات وإقامة المشاريع الاستثمارية على مبدأ (رابح – رابح) وعلى مبدأ العدالة والمساواة، ودعم الدول النامية والاقتصاديات الناشئة وزيادة تمثيلها في المنظمات الدولية وتفعيل دورها في الأسواق العالمية والتوجه نحو تحقيق التكامل بين الدول الإفريقية من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتفعيل السياحة وزيادة التدفقات الاستثمارية السياحية وخاصة (السياحة الخضراء)، وعمدت البريكس إلى تقديم مساعدة لدولة جنوب إفريقيا من خلال إطلاق عملية سندات الخزينة من بنك بريكس التنموي بعملتها (الراند) لتفعيل الاستثمارات وخاصة في مشاريع البنية التحتية، وتفعيل عمل مجموعة العشرين G20 وهنا نشير إلى أن مجموعة العشرين تضم دولاً تنتج أكثر من /85%/ من الإنتاج العالمي، وستعقد القمم الثلاث القادمة للسنوات من /2023وحتى 2025/ في ثلاث دول مؤسسة للبريكس وهي الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وهذا سيعطي مجموعة البريكس إمكانية التوسع أفقياً وعمودياً،ولا سيما مع إدانتها للممارسات القهرية المعتمدة من خلال تطبيق الإرهاب الاقتصادي من عقوبات وحصار لكل من يخالف السياسة الغربية. كما دعا البيان الختامي للبريكس إلى إقامة شبكة (أمان عالمية) من باب التعاون وليس التناقض ودعا إلى التعاون مع مؤسسات (بريتون وودز) وهي [صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية] لكن على أساس المساواة وأن يكون للأسواق الناشئة والبلدان النامية دور أكبر على الصعيدين الاقتصادي و القيادي لها في بنية هذه المنظمات، ونحن في سورية نمتلك علاقات قوية مع أغلب دول (بريكس +بلاس) فهل نزيد من الإجراءات للانضمام إلى قمة (بريكس + بلاس) القادمة التي ستعقد في دولة روسيا الصديقة، ما يتيح لنا تطوير وتفعيل اقتصادنا الوطني والاقتراض من بنك البريكس التنموي لإعادة الإعمار وإقامة شراكات اقتصادية وتجارية مع مجموعة بريكس بلاس، وأن تكون سورية في القمة القادمة من الدول الفاعلة في المجموعة وتحظى بالعضوية ولا سيما مع دعم دول المجموعة الخمس المؤسسة لسورية والدول التي انضمت للمجموعة، وتؤكد الدراسات والوقائع الاقتصادية أن مجموعة البريكس تشكل حالياً بحدود /31%/ من قيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتخطط للوصول إلى نسبة /54%/ سنة /2040 ، وتشكل حالياً /17%/ من التجارة العالمية و/42%/ من عدد سكان العالم و/27%/ من مساحة اليابسة، و مع توسعها سترتفع مساهمتها في كل هذه المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرها، وكل العوامل المساعدة لنا للانضمام متوافرة فلماذا نتأخر ولماذا لا نستغل علاقاتنا السياسية لتفعيل دورنا الاقتصادي داخلياً وخارجياً لتجاوز (الأعناق الزجاجية) أي الاختناقات الاقتصادية؟!