عرض خلاله ٢٩ بحثاً علمياً .. مؤتمر “آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” يختتم أعماله في دمشق

سناء هاشم

اختتمت أمس الإثنين جلسات مؤتمر “آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” في المتحف الوطني بدمشق، حيث تم في إطار فعالياته عرض ٢٩ بحثاً أثرياً، وخصوصاً مع مشاركة كوكبة من الباحثين الآثاريين من إيطاليا وبولندا وهنغاريا والتشيك.
وقدّم هؤلاء الباحثون في المؤتمر الذي نظمته وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة السياحة، أوراقاً بحثية غطّت أهم الاكتشافات والأعمال الأثرية التي قامت بها البعثات الوطنية والأجنبية العاملة في المواقع الأثرية السورية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه النخبة من علماء الآثار قضت عقوداً من أعمارها الطويلة في رحاب حقول التنقيب الأثرية السورية، وبين جدران ممالكها وفي باحات مدنها الغارقة في قدم التاريخ.
جميع علماء الآثار ممّن تحدثت معهم “تشرين” عبّروا عن عشقهم لهذا الوطن وعن سعادتهم باستئناف أعمالهم في مواقع التراث على امتداد الجغرافيا السورية، معتبرين أن هذا اللقاء العلمي استثنائي ومهم، وهو فرصة لتبادل الآراء حول كيفية تقديم الدعم لترميم وإعادة تأهيل المواقع الأثرية التي تضرّرت بفعل الزلازل أو التي طالتها يد الإرهاب.
الباحث الإيطالي البروفيسور باولو ماتييه، “عاشق سورية التاريخ” والذي نال تكريم السيد الرئيس بشار الأسد ومنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، تحدث خلال المؤتمر عن موقع إيبلا والإطار التاريخي لبقاياه وعن أعمال حفظ القطع الأثرية التي كانت موجودة في الموقع والتخريب الذي تعرّض له.
أما الدكتور جورجيو بوتشيلاتي، فتحدث عن موقع تل أوركيش وأعمال الحفظ والتوثيق الرقمي في الموقع.، بدوره استعرض الباحث الأثري كاي كولماير، حالة المعبد الموجود في قلعة حلب وما تعرّض له من أضرار أثّرت على بنيته الإنشائية.
من جهتها، ألقت مارلين كيلي بوتشيلاتي محاضرة عن “الكتاب الرقمي” الذي تعدّه البعثة عن الكسر الفخارية المكتشفة في أوركيش، بينما تحدثت مارينا بوتشي عن أعمال التوثيق الرقمي للبقايا الأثرية في عمريت تمهيداً لإعداد مشروع متحف هواء طلق في عمريت.
من جهته أيضاً، سلّط دايفيد ندالي، خلال مداخلته، الضوء على أعمال التنقيب التي جرت في تل فرزات الواقع في ريف دمشق واستعرض آخر النتائج التي توصلت لها البعثة.
وعن تاريخ التنقيب في موقع تل الشامية، تحدّثت الباحثة ماريكا تيسوكا واستعرضت أعمال التوثيق ثلاثي الأبعاد للبقايا الأثرية والقطع الأثرية المكتشفة فيه، وتلتها محاضرة عن أعمال التنقيب في مدافن تل الشامية وأهم المكتشفات في المدافن والتي قام بإلقائها أحمد ديب.
وتطرّق كريستوف جاكوبياك إلى الحديث عن المباني الدينية والمعابد في تدمر والتي استعرض فيها أهم المعابد في المدينة مثل معبد بل ونبو واللات وشدرفا والعلاقة بين هذه المعابد.
بدوره، الباحث الدكتور بالاج مايجور، قدّم عرضاً عن أعمال البعثة الهنغارية العاملة في قلعة الحصن واستعرض أعمال الترميم التي جرت في القلعة كما تطرق للحديث عن أهم المعلومات المكتشفة خلال أعمال البعثة. وتبع هذا مداخلة للباحث الأثري جولت فاساروس التي استكمل من خلالها الشرح عن أعمال الترميم التي قامت بها البعثة في القلعة منذ العام ٢٠١٧.
واستعرض الباحث الأثري كاي براون خلال مشاركته أعمال التوثيق الثلاثي الأبعاد لمعبد حدد في قلعة حلب، وفي محاضرة مشتركة تحدثت ستيفاني مازوني وكانديدا فيلي عن أعمال الإنقاذ التي نفذتها البعثة في تل آفس خلال الأعوام ٢٠٢١-٢٠٢٢.
أما البروفيسورة تاتيانا بيدرازي والبروفيسور غيانلكو نورني فقد استعرضا في حديث لهما عن مشروع حماية التراث الأثري في منطقة طرطوس، مع الإشارة إلى حالة الحفظ الحالية للمواقع الواقعة في منطقة طرطوس على الساحل السوري إضافة إلى الدراسات الجيولوجية التي أجريت على موقع عمريت بشكل خاص، فيما ركزت الباحثة الأثرية فريدريكو بوتشيلاتي في مداخلة لها على التراث الثقافي وأعمال الحفظ في تل موزان وخاصة الأعمال التي ساهمت بها البعثة منذ ٢٠١١ وحتى اليوم ومنها معارض في أماكن مختلفة وأعمال مجتمعية تنموية للمجتمع المحلي.
وعن مواقع التراث الثقافي وأثر الكوارث الطبيعية عليها وما تعرضت له المواقع الأثرية خلال السنوات الأخيرة من أخطار وكوارث، كانت قد تحدّثت عنه المهندسة لينا قطيفان مديرة مواقع التراث السوري خلال فعاليات المؤتمر.
وتناول عدد من الباحثين السوريين خلال المؤتمر أبحاثاً أثرية عن أهم الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية في مدن اللاذقية وطرطوس وحماة وحلب بسبب الزلزال، وعن إدارة المخاطر الزلزالية التي تتعرض لها المواقع الأثرية والمباني التاريخية والتي تجعلها أقل مقاومة للكوارث الطبيعية وأهم الإجراءات التي يمكن أن تساعد على زيادة مقاومة هذه المباني لها.

وأنهى المؤتمر أعماله بمحاضرة عن اكتشاف لوحة فسيفساء الرستن والتي قام بإلقائها الدكتور همام سعد ، تحدث خلالها عن أهمية مدينة الرستن وفرادة اللوحة المكتشفة فيها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار