تحية من الأدباء في فرع دمشق لاتحاد الكتّاب إلى الشهداء في عيدهم….
دمشق- لمى بدران:
في الحروب تنزف دماء الشهداء حتى الموت، وتنزف أقلام الأدباء حتى انتصار الكلمة، وبالتأكيد الكلمة الصادقة الحرّة الحقّة صارخة، وقد تكون قاتلة عندما تلامس حدود المعرفة للوطن بما له وما عليه، وبهذا الخصوص اجتمع ثلّة من الأدباء المبدعين ظهر اليوم في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بمناسبة عيد الشهداء وأحيوا مهرجاناً أدبياً تحت عنوان “تحية إلى الشهداء”.
رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب ابراهيم زعرور أكّد على أهمية عيد الشهداء، الشهداء الذين رسموا ملامح الوطن منذ أكثر من مئة وعشرين عاماً، منذ أيام الشهيد يوسف العظمة ومروراً بكل قوافل الشهداء إلى اليوم، والقافلة تتلو القافلة من أجل أن يبقى الوطن عزيزاً وكريماً، وبخصوص دور الأدباء في مثل هذه المناسبات يقول ل”تشرين”: اتحاد الكتاب العرب معني بأن يقدّم ويشارك ويبتكر ويبدع لهذه المناسبة الوطنية، وهل هناك أولى من الشاعر أو الأديب أو الباحث أو القارئ أو العاشق بأن يعزف لحن الشهيد؟.
كان من المشاركين الأديب أسامة حمود الذي يرى أن ما يقدمونه كأدباء بكلماتهم على المنبر هو أقل ما يمكن أن يُفعل تعبيراً عن التضحيات الكبرى التي قدّمها الشهداء زوداً عن حياض الوطن، ولكي نحيا نحن ويحيا الياسمين في بلادنا، والممتع برأيه بأن سوية المشاركات كانت عالية لأن كل الشعراء قدّموا خلاصة ما لديهم في هذا الموضوع الذي يستحق أن نجترح كل ما بدواخلنا لأجله، وعن وجهة نظره تجاه واقع النصوص الإبداعية التي تحمل القضايا الوطنية يقول لنا: أَعتقد بأن هناك سفراً واسعاً من الأدب بكل أصنافه تحدّثت عن هذه القيم الكبرى ونقول دائماً بأننا مهما قلنا في هذا الاتجاه لن نعطي الشهداء حقّهم، لأنهم يجسدون قيمة أسمى من أن تقال.
ويعتلي المنبر الشاعر فارس دعدوش ليحكي من خلال قصائده وجع الشهيد ووجعه أيضاً كونه ابن شهيد وأخو شهيد أيضاً، ومما يقرأه قصيدة بعنوان “يقول الشهيد”:
تضيق نوافذ الرؤيا فتتسع العبارات
وكيف لعين مشتاق بأن ترنو وتكفيها مجازات
أنا أشتاق يا أمي ولا أدري لأي مسافة في الشوق تسرقني البدايات
أنا أشتاق يا أمي وكل أحبتي ماتوا
بهذه المناسبة تحدث أيضاً أحد المشاركين وهو الأديب محمود حامد فيقول: ما قُدِّمَ اليوم هو ليس كتابة بل هو نزف البلد ونزف فلسطين، النزف هو نبع الأرض وخضارها وزرارها الذي يمثّل سورية وفلسطين معاً وهما الخندق الأول على امتداد الحياة والتراب، ومما شارك فيه شعراً عنوانه زينب الفلسطينية وهي لوحة موجودة في إيران:
كم كان حلماً أن أضمك يا أبي في العيد
أخطف قبلةً أحلى من الريحان منك
وأنت تخطف قبلتين
أن أحتويك بساعدين يتمايلان كوردتين على الضفاف
كم كان حلماً أن أجابه باسمك الدنيا
وأمشي خلف نعلك لا أخاف
لكنهم خطفوك مني يا أبي
وردوني إليك بلا يدين
بدورها توضّح عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الأديبة فلك حصرية والمشاركة أيضاً في المهرجان عن قصتها القصيرة والتي كانت بعنوان “طائر الفينيق”، حيث عكست فيها حزنها بسبب مجموعة من صور الشهداء ما زالت في ذهنها، تلك الصور التي زُيّنت بها الجدران في دمشق القديمة لشباب هم براعم لم تتفتح بعد، لتحوّلهم إلى كلمات تجسّد حزنها عليهم وتخلّدهم عبرها ذات الوقت.
كذلك يحمل الشاعر غدير إسماعيل في قلبه وصوته كلمات الشهداء فيتلو ضمن قصائده قصيدة عن الشهيد تقول:
يا بعل هذي الأرض كل حقيقة إلا كزيف
كالحجاب على الحسان
يا فرع فينيق العتيق ترمدت
أحلامنا لولاك
ماتت من هوان
يامن صرخت بألف فعل صامت
وصرت يُغنيك اليقين من العيان
أدار الجلسة الأديب جهاد بكفلوني، واختُتمت دون أن ينتهِ ما في القلوب من اعتزاز وفخر بدماء الشهداء وتضحياتهم التي لا تُقدّر بثمن.