صادرات المنظفات انخفضت من 250 ألف طن إلى 10 آلاف.. صناعي يضع مقترحات لعودة الإنتاج إلى ما كان عليه
دمشق- لانا الهادي:
كشف أمين سر القطاع الكيميائي ورئيس لجنة المنظفات والصابون في غرفة صناعة دمشق وريفها محمود المفتي، أن صادرات المنظفات بلغت 10580 طناً خلال العام الماضي، مقابل ما بين 200 إلى 250 ألف طن سنوياً قبل الحرب على سورية.
وعزا المفتي خلال حديثه لـ”تشرين” هذا الانخفاض الكبير في صادرات المنظفات إلى عوامل عدة منها صعوبة استيراد المواد الأولية بشكلها الحالي بسبب القرارات التمويلية، والتي زادت من كلف الإنتاج بحدود 5% من الكلفة العامة للمنتج النهائي، نتيجة شح موارد القطع الأجنبي، وارتفاع سعر حوامل الطاقة من فيول ومازوت وكهرباء عن الأسعار العالمية بنسبة 5% نتيجة العقوبات الجائرة المفروضة على سورية.
بالإضافة إلى المشكلة الكبيرة التي تواجه عمل الصناعات التحويلية اليوم وهي مشكلة النقل، حيث تبلغ تكلفة نقل سيارة محملة بـ 25 طناً من الصناعات التحويلية من دمشق إلى الرياض 5 آلاف دولار، بينما دول الجوار تشحن بـ 600 دولار رغم أنه يتم شحن الكمية ذاتها وهذا ما يشكل عبئاً كبيراً جداً.
ولفت المفتي إلى أن معظم شركات النقل العالمية تعزف عن الشحن إلى الموانئ السورية بسبب تخوفاتها من العقوبات الأمريكية، وهذا ما يسبب التأخير في تفريغ الحاويات، وبالتالي اللجوء إلى دول الجوار كالأردن ولبنان لشحن الصناعات التحويلية، مشيراً إلى أن كل هذه العوامل تضعف القدرة التنافسية للمنتجات السورية.
وطالب المفتي بضرورة العمل على إيجاد طرق بديلة للمحافظة على الصناعات التحويلية وتمكين الصناعيين حيث بيّن أن البعض من الصناعيين لديهم أسواق تصديرية، ويحاولون فتح أسواق لهم في دول الجوار ليحافظوا على علامتهم التجارية، مطالباً أن يكون هناك تشاركية حقيقية بين القطاع العام والخاص في اتخاذ القرارات، الأمر الذي يحقق مصلحة الاقتصاد الوطني.
الطاقة البديلة
وشدد المفتي على ضرورة تخفيض الأسعار الاسترشادية لألواح الطاقة الكهربائية حيث ذكر أن الواط الواحد يكلف 15 سنتاً أمريكياً وبالأسعار العالمية يكلف 9 سنتات، داعياً إلى تقليص مدة تمويل مستلزمات الطاقة قدر المستطاع.
ولفت المفتي الى ضرورة تمكين الصناعي بالسماح له باستيراد ألواح الطاقة ومستلزماتها وذلك من خارج “المنصة”، بشرط أن يكون لديه أحد الأعمال بدول الجوار وسجله التجاري عمره أكثر من 5 سنوات وفعّال، وبذلك يستطيع أن يكتفي بموضوع السجل التجاري واسمه موجود عليه لاستيراد هذه الألواح.
المفتي: 40% من صادرات الأردن من المنظفات تعود للسوريين
معايير الجودة
وأما عن معايير جودة الصناعات التحويلية وخاصة المنظفات، أكد المفتي أن المنظفات السورية كان مشهودأً لها بجودتها في الدول العربية ومطابقتها للمواصفات، ولكن الآن وفي ظل التحديات التي فرضتها الحرب على سورية، تراجعت هذه المعايير نتيجة انتقال مركز صادرات المنظفات من سورية إلى الأردن، مشيراً إلى صادرات المنظفات في الاردن تبلغ 300 ألف طن من بينها 40% من صادرات المنتجين السوريين، كذلك صابون الغار كان يتم تصدير منه ما يقارب 20 ألف طن، لكن مركز صادرات صابون الغار أيضاً انتقل إلى تركيا، لافتاً إلى أن مصنعيه الحلبيين يسعون بشكل دائم للحفاظ على أسواقهم وبشكل رئيسي في العراق.
نقاط قوة
وأكد المفتي أهمية الصناعات التحويلية كونها تشكل معظم الصناعات الوطنية، وأن هذه الصناعات، ولاسيما المنظفات والمحارم الورقية، حققت الكثير من نقاط القوة خلال السنوات الماضية وزادت من وجودها ضمن التراكيب الاقتصادية التي نمت وفق الإمكانات المتوافرة.
واختتم حديثه بضرورة التفكير بجدية وتضافر الجهود لإعادة المنتج إلى الإنتاج داخل سورية، والحفاظ على الصناعيين الذين يعملون ضمن هذه الظروف، وعدم السماح لهم بهجرة ثانية نتيجة ارتفاع التكاليف والمحافظة على أسواقهم الخارجية قدر المستطاع.
أخيراً
لا يمكن المراهنة على تطوير القطاع الصناعي دون تحسين واقع الصناعات التحويلية ولا يمكن إغفال حجمها لما تدره من دخل مستدام ليس فقط على المستوى الصناعي فحسب وإنما على المستوى الاقتصادي باعتبارها أداة مهمة لتسريع عجلة النمو الاقتصادي وترقية الصادرات.