تأثير كارثة الزلزال على الصغار يفوق كثيراً تأثيرها على الكبار.. اختصاصية نفسية: مهمتنا الاستماع لهم لتفكيك كل مشكلة على حدة
تشرين- أيمن فلحوط:
ما هي أفضل الطرق للتعامل مع الأبناء، ليس فقط على مستوى الدعم المادي والطبابة البيولوجية، بل أيضاً الجانب النفسي في الكوارث المدمرة كالزلازل التي اجتاحت مدننا ومساكننا ودمرت بيوتنا.
هل سنستطيع ترميم تلك القلوب التي نجت من الكارثة، وكم من الوقت سنحتاج لذلك، وكيف لنا أن نعالج تلك القلوب المنكسرة من الآثار النفسية التي تسببت بها تلك الكارثة المؤلمة؟
تجيب عن ذلك اختصاصية علم النفس الدكتورة روله الصيداوي، مسؤولة الصحة النفسية في جامعات الحكمة العالمية، مبينة أن هناك أملاً، وعلينا أن نبدأ مشروع البناء النفسي، ونحن نعلم أن التأهيل النفسي مهم جداً، ليس فقط للأبناء، بل لجميع الناجين من كارثة الزلزال المدمر، لعلّنا نستطيع أن نرفع أنقاض الخوف عن هؤلاء الأطفال، ونزيل التشوهات النفسية عنهم، والمعروف أن الكوارث تترك تشوهات نفسية في الطفل، أكثر من البالغين، لأن المستقبل لهؤلاء الأطفال سيكون سوداوياً، رغم أنهم معروفون برغبتهم أن يكونوا كباراً، ولديهم أحلام، ولكن بعد هذه الكارثة لا يملكون أي طموح نحو المستقبل، بل فقدوا الثقة في العالم وأمنه، وفي قدرة البالغين على حمايتهم، وكما يقول علماء الطب النفسي إنّ تأثير الكارثة على الصغار يفوق كثيراً تأثيرها على الكبار، والأطفال في السن الصغيرة يتأثرون بالكارثة أكثر من الآخرين، لعدم اكتمال نموهم النفسي وطريقة تفكيرهم.
وهذا يقتضي منا أن نولي العناية بالصحة النفسية لهم، ومهمتنا كمتخصصين في الطب والعلاج النفسي أن نستمع للأطفال والمراهقين ونتيح لهم الفرصة للتعبير عما في نفوسهم، ليتم تفكيك كل مشكلة على حدة، ولا ننسى الدور المهم للإعلاميين، ولاعبي الكرة والرياضيين والفنانين، لأن هؤلاء الأطفال المتضررين كانت لهم هوايات، ويعرفون اللاعبين والفنانين، ويمكن بمجرد رؤيتهم لهم أن يخفف عنهم ما جرى، فيبدأ النور يتسلل إلى نفوسهم، بأن هناك أملاً، وأنه سيبدأ فجر جديد لهم وربما يكون سبباً لعودتهم إلى حياتهم الطبيعية. فلنحتضنهم ولنكن ملاذاً آمناً لهم ولنؤكد لهم أنهم أصبحوا في أمان.