اللاذقية تنفض غبار الزلزال.. والمساعدات إلى مستحقيها

تشرين – صفاء إسماعيل – سراب علي:

لليوم الثامن على التوالي، تواصل فرق الإنقاذ المؤلفة من الدفاع المدني ووحدة إطفاء جبلة وباقي المؤسسات مع فريق الإنقاذ والدفاع المدني الإماراتي، عمليات البحث والإنقاذ في منطقة الفيض لإخراج الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض  وانتشال الضحايا.
بالتوازي، تتواصل عملية تأمين العائلات المتضررة في مراكز الإيواء، وتوزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية.

تعاون وتكاتف للفرق التطوعية لخدمة الأهالي المتضررين

ففي مركز الإقامة في مدينة الباسل الرياضية باللاذقية أكدت الفرق التطوعية تعاونها مع بعضها لتقديم أفضل الخدمات للأهالي كما أشار الأهالي للدعم الطبي والنفسي الذي يتلقونه و أطفالهم من قبل المتطوعين.
الدكتورة  أديت إبراهيم من مؤسسة “العرين” الإنسانية قالت في حديثها ل( تشرين ): توافد الأهالي مستمر ويتم استيعابهم واجهنا في البداية بعض الصعوبات، لم يكن هناك توزيع إعانات عادل لهم، والآن تم ضبط عملية التوزيع، و نقدم الطبابة والرعاية الصحية من خلال الكوادر الطبية الموجودة كما يحصل الأطفال وكبار السن على الغذاء المتكامل.
وأشارت إلى وجود أكثر من ٥٠ متطوعاً من مؤسسة العرين في المدينة الرياضية لخدمة الأهالي، وإلى مبادرة الهلال الأحمر اللبناني مع الأطفال بتقديم الألعاب لهم والقيام بأنشطة ترفيهية ومسرحيات، كما تقوم باقي الفرق بأنشطة متنوعة لهم.
ولفتت إبراهيم إلى أن هناك الكثير من الناس المتضررين لم يلجؤوا إلى مراكز الإقامة وتمنت أن يتواصلوا على الأرقام الموجودة في موقع الجمعية للحصول على الرعاية اللازمة.

تعاون الفرق التطوعية
هذا وتواجد شباب وشابات “بصمة شباب سورية” وقدموا استجابة سريعة، وقال الشاب جعفر كمركجي من الفريق: نحاول قدر الإمكان إيصال المساعدات لمن يحتاجها، ونحن موجودون للمساعدة الإسعافية مع الفرق التطوعية الأخرى.

متطوعون: ندعم الأطفال بالأنشطة و المسابقات لتخفيف الصدمات عنهم

وأضاف باسل ابراهيم أمين فرقة القرداحة في اتحاد شبيبة الثورة: توجهنا إلى كل الأماكن المتضررة ونهتم بالأطفال و أنشطتهم ويوجد ٣٠ متطوعاً من الاتحاد في هذا المركز.
وأضاف محمود شبيب نائب عميد الفوج الأول لكشاف سورية في اللاذقية وقائد مجموعة فوج الطوارئ  لمفوضية اللاذقية: وجودنا هنا لتقديم الدعم النفسي للأطفال وإشغالهم  بنشاطات تبعدهم عن الأجواء التي حلت بهم ولدينا ١٠ أشخاص ضمن فوج الطوارئ لمساعدة أي كادر بشري ومساعدة أي جمعية موجودة هنا.

الاهتمام بالشق القانوني
ر غم أن الأولوية للإطعام والإيواء إلا أن الاهتمام بالشق القانوني كان حاضراً ضمن حسابات منظمة الهلال الأحمر حيث بين المحاميان مدحت العليج  ومصطفى رفاعية المستشاران القانونيان في المنظمة اللذان التقتهما تشرين في المركز: نسقنا عملنا كفريق لتغطية المحافظة ريفاً و مدينة لمعرفة احتياجات المواطنين للوثائق القانونية من هويات شخصية ودفتر عائلة وعقود إثبات ملكية للسكن، وهناك أعداد كبيرة من الناس فقدت الوثائق، ومعظمهم منازلهم مهدمة، إضافة لذلك هناك عائلات خرجت من بيتها ولم تحضر الأوراق الثبوتية و نعمل على تسجيل أسمائهم والإسراع بإصدارها بشكل استثنائي و عاجل من دائرة الأحوال المدنية.

فرق طبية إسعافية 
كما أكدت أخصائية الأطفال الدكتورة فاتن شعيرية من الفريق الجوال للأطفال في  جمعية تنظيم الأسرة أنه يتم الاعتناء بالأطفال دون ١٥ سنة، وتقديم أي استشارة طبية أو معالجة إسعافية كما نهتم بمعالجة حالات سوء التغذية للأطفال وتقديم الفيتامينات للحوامل و المرضعات.
وأضافت شعيرية: نقوم بتوجيه عام ودعم نفسي للتشجيع على الإرضاع الوالدي وتوعية النساء والفتيات على موضوع الاستغلال الجنسي وتهدئة من عنده حالات عنف، وصادفنا حالات سلس بولي وحالات تم استدعاء نقلها إلى المشفى  مثل تليف رئوي واحتشاء عضلة قلبية وخلوع وكسور، مشيرة إلى أنه يتم إعداد لائحة باحتياجات الأهالي وتأمينها في اليوم التالي.

الفرق الطبية التطوعية: نعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات الإسعافية في مراكز الإقامة

وقال الدكتور كرم عسكرية سنة سادسة طب بشري في جامعة تشرين العامل ضمن سيارة إسعاف تابعة للحزب القومي السوري المقدمة من لبنان: نعمل تحت إشراف أطباء مختصين على مدار ٢٤ ساعة بشكل مناوبات، نقدم إسعافات أولية وأدوية وخدمات أساسية ومعظم الخدمات التي نقدمها هي للأطفال الذين لديهم حرارة و رشح و إسهال.
وأضاف الدكتور عبادة سلهب سنة سادسة: كما نقدم الاستشارات الطبية للأهالي وللناس ومعالجات إسعافية سريعة وصادفنا حالات إغماء وخلع وجروح تم تحويلها إلى المستشفى.

هؤلاء أهلنا و شعبنا
وقال سائق سيارة الإسعاف ديب يزبك من الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان: جئنا لمساعدة أهلنا في هذه الأزمة نحن في سورية ولبنان وفلسطين واحد،  وهؤلاء أولاد أرضنا و شعبنا، وسيارات الإسعاف التي أرسلها الحزب منتشرة في حلب و جبلة والمناطق المتضررة من الزلزال مجهزة بالأدوية والمعدات والأغطية .
كما وصل المواطن محمود ضاهر من قرية أصيلة في ريف حماة  بسيارته ناقلاً تبرعات الأهالي من قرى (أصيلة والمحروسة ودير ماما و معرين)، قائلاً: مصابنا واحد وهذه التبرعات من خضار و ومكدوس وزيتون وبندورة وألبسة  وأحذية لأهلنا المتضررين هنا.

المتطوعون دعمونا
وقالت (أم عرب) من إدلب والتي تسكن في منطقة الشاطئ  باللاذقية منذ ١٠ سنوات و لديها زوج شهيد وابنها جريح  شلل رباعي: دخلت هنا خوفاً على أولادي وقدموا لنا اللباس وكل يوم يقدمون لنا طعاماً متنوعاً لا يمكنني أن أطبخه في منزلي، وأنا في أمان وحصلت على كل الدعم هنا.
وبعد أن تم وضع إشارة على منزلها الآيل للسقوط في قرية اسطاموا اتجهت السيدة هويدا غانم و زوجها وابنتاها إلى المركز وقالت ل(تشرين): يوم الزلزال خرجنا من منزلنا خائفين وتم وضع إشارة على منزلنا باعتباره غير آمن، وهنا قدموا لناكل الدعم ولكن ينقصنا الحمامات للاستحمام فما زلنا منذ ٦ أيام هنا من دون استحمام.

حمامات متنقلة
بدوره بيّن مدير مدينة الباسل الرياضية في اللاذقية المهندس أيهم كحيلة ل(تشرين ) أنه تم فتح أكثر من صالة في المدينة الرياضية لأن أعداد الأهالي تتزايد حيث بلغ عدد الموجودين حوالي ٢٠٠٠ شخص، وتم فتح الصالة رقم ٢ والبهو المرافق لها والصالة مجهزة للفعاليات الرياضية وليس لهذه الأعداد الكبيرة لهذا أصبح هناك ضغط على المرافق، مشيراً إلى أنه تم الطلب من الجمعيات المحلية و المنظمات الموجودة للمساعدة بتأمين حمامات متنقلة بالسرعة الكلية كحل إسعافي .

المشهد يتكرر
في مراكز الإيواء بمدينة جبلة، التي توزعت بين جوامع ومراكز مؤقتة ودائمة، تصل المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المتضررين عن طريق الهلال الأحمر وجمعية العرين والسورية للتجارة، بالإضافة للمبادرات التي قام بها المجتمع الأهلي منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال  وتضمنت المساعدات ألبسة، بطانيات، أغذية، مواد طبية.

الحزب القومي السوري الاجتماعي في لبنان: جئنا لمساعدة أهلنا ونحن شعب واحد

وفي جولة ل”تشرين” على جامع السلطان إبراهيم وملعب البعث، أكد متضررون أن الوضع بشكل عام جيد، حيث يتم تقديم المساعدات الغذائية والإغاثية الأساسية لهم، مدللين بالبطانيات، ووسائد، فرشات، ألبسة، بالإضافة للمواد الغذائية والأدوية.
لكن أشار متضررون في الوقت ذاته إلى معاناتهم بسبب عدم وجود تدفئة والنقص في حليب الأطفال والحفاضات، مطالبين بمساعدتهم وتأمين الاحتياجات الأساسية، خاصة حليب الأطفال.
وطالب الأهالي المتضررون الإسراع بإرسال اللجان الخاصة عن تقييم المنازل المتصدعة فيما إذا كانت آمنة ويستطيعون العودة إليها أم لا، والتأكيد إذا كانت غير آمنة الإسراع بهدمها حتى لا تتسبب بوقوع المزيد من الضحايا والأضرار  للناس الآمنين.
ومركز إيواء ملعب جبلة البلدي، يضم في صالاته الثلاث 124 عائلة متضررة من الزلزال، وقد تم رفد المركز بكوادر مناوبة على مدار ال24 ساعة وأطباء يتم توزيعهم على فترات للمناوبة، إضافةً إلى سيارتين صحيتين، بالإضافة لمطبخ متنقل يقدم الوجبات الغذائية، كما يتم تقديم المساعدات سواء من الهلال الأحمر  مؤسسة العرين، جمعيات خيرية، متبرعين، مبادرات فردية.

السورية للتجارة إلى الريف
أكدت مديرة فرع السورية للتجارة المهندسة رنا جلول ل”تشرين” أن السورية للتجارة التي وزعت المساعدات على المتضررين بعد ساعات من وقوع الزلزال، توجهت حالياً لاستهداف المتضررين في الأرياف، وذلك على إيقاع استهداف العائلات المتضررة في المدن من قبل المؤسسات والجمعيات والهلال الأحمر.
وبينت جلول أنه يتم الوصول للمتضررين المقيمين في الأرياف من خلال التواصل مع رؤساء الوحدات الإدارية ومخاتير القرى، حيث يتم إيصال المساعدات إليهم في القرى.
واشارت جلول إلى قيام السورية للتجارة منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال بتوزيع المواد الغذائية والبطانيات والألبسة والخضر والفواكة على مراكز الإيواء.

توزيع المساعدات بالتساوي
بدوره، بين مدير أوقاف جبلة حمدي دنورة ل”تشرين” أنه يبلغ عدد المتضررين الموجودين في جوامع المدينة 3600 متضرر موزعين على كل من جامع السلطان إبراهيم، أبي بكر، الإيمان، الأمين، عز الدين القسام، الفيض، المنصوري، الرحمن، علي أديب، الغزالي، مؤكداً أنه منذ فجر الإثنين غداة وقوع الزلزال تم فتح الجوامع لاستقبال العائلات المتضررة.

نقل المتضررين في جبلة إلى مراكز إيواء دائمة.. والسورية للتجارة تستهدف الريف

وأشار دنورة إلى أنه سيتم نقل جميع المتضررين إلى أربعة مراكز إيواء تم تجهيزها في المدينة، مبيناً أنه سيتم التأكد من أن جميع العائلات المتضررة قد خسرت منازلها سواء تهدمت أو تصدعت، وذلك عن طريق المخاتير.
وحول توزيع المساعدات في الجوامع ودور مديرية الأوقاف، قال دنورة: يقوم الهلال الأحمر الذي يتسلّم المساعدات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة، ومؤسسة العرين بتوزيع المساعدات الإغاثية والإنسانية والأدوية على المتضررين، فيما يقتصر دور إمام كل جامع على عملية الإشراف، وأضاف: في حال تم تقديم إعانات فردية وتم الطلب من إمام الجامع توزيعها، فإنه يقوم بالتوزيع على المتضررين تباعاً وبالتساوي.
ولفت دنورة إلى أنه يتم الاستماع إلى مطالبات العائلات المتضررة وملاحظة ما ينقصهم، ونحن بدورنا نقوم بنقلها للمحافظة، مشيراً إلى حليب الأطفال والأدوية والحفاضات.

مراكز إيواء دائمة 
من جهته، قال رئيس مجلس مدينة جبلة المهندس أحمد قناديل ل”تشرين”: تم تجهيز أربعة مراكز إيواء في المدينة، الجهاد، العزة، الوحدة، الفيض، وسيتم نقل العائلات المتضررة إليها، مؤكداً أن البلدية تقوم بعملها من خلال تأمين المياه والنظافة وجميع الخدمات اللازم توفرها.
وأشار قناديل إلى تضرر 25 كتلة بناء في المدينة، والتي تحتاج إلى تضافر جهود الجميع، مبيناً أن لجان السلامة تعمل على الكشف على الأبنية المتصدعة لتقييم الوضع لفني لها وتقدير إذا كان بإمكان الأهالي العودة إليها أم لا.

مطابخ ميدانية
لايزال المجتمع الأهلي يقوم بدوره الفعال منذ بداية الزلزال، وذلك من خلال المبادرات الأهلية لدعم المتضررين، حيث تم فتح مطبخين ميدانيين في مدينة جبلة، في شارع الشبيبة والفوار، حيث يتم إعداد الوجبات الغذائية وتوزيعها على العائلات المتضررة.
وقامت جمعية التماسك الاجتماعي بتجهيز مطبخ ميداني في شارع الشبيبة، وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية إبراهيم إبراهيم: يتم إعداد وجبات أساسية وتقديمها للمتضررين من الزلزال وإلى فرق الإنقاذ المستمرة في عمليات البحث ورفع الأنقاض، مؤكداً أنه في المحن يجب أن نقف يداً بيد لنخفف من وقع الكارثة ومساعدة المتضررين.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار