بمبادرة شبابية تطوعية “بابا نويل” يطرق أبواباً لم يطرقها أحد
تشرين- سراب علي:
كما كل عام ينشر عدد من الشباب في مدينة اللاذقية الفرح في قلوب الأطفال، من أبناء الشهداء والجرحى والفقراء، حيث يجولون عدة مناطق بلباس بابا نويل، والشخصيات الكرتونية المحببة إلى قلوب الأطفال.
فرح الأطفال الممزوج بالسعادة والبكاء من شدة الفرح، لما قدم لهم في هذه المبادرة، كان كفيلاً بإخبارنا بكمية الفرح في قلوبهم، الذي عجزوا عن وصفه إلا أن ابتساماتهم البريئة عبرت عن فرح كبير.
غايتنا إسعادهم
صاحب المبادرة الشاب علاء كفر قطاري قال في حديثه ل “تشرين “: منذ سنوات نقوم بهذه المبادرة، هدفنا أن نزرع الفرح في قلوب الأطفال بالمناطق الشعبية، الذين لا يزورهم بابا نويل ولا يدق أبواب بيوتهم أحد في هذه الظروف الصعبة، وكذلك أبناء الشهداء الذين ينتظروننا كل عام، ليأخذوا الهدايا التي تفرحهم، فالكثير منهم كان آباؤهم يقدمون لهم الهدايا قبل استشهادهم.
الهدف هو زرع الفرح في قلوب الأطفال بالمناطق الشعبية
وأضاف: هذا أقل ما يمكن أن نفعله من أجلهم، هو رسم الفرحة على وجوههم بغياب آبائهم الذين ضحوا كرمى للوطن، مشيرا إلى أنه تمت زيارة عدة مناطق في مدينة اللاذقية، مثل الدعتور وبعض مناطق الرمل، واستطاعوا الوصول ضمن طاقتهم وقدراتهم إلى قلوب الكثير من الأطفال وإسعادهم بأي طريقة.
سعداء بعملنا
لم تمنعه دراسته وتحضيره للامتحان في الشهادة الثانوية من الحضور لإسعاد الأطفال.. إنه الشاب يونس طربوش شقيق الشهيد خضر طربوش، والذي كان يرتدي زي بابا نويل في بعض الأحيان، أو لباس إحدى الشخصيات الكرتونية، فقال في حديثه ل ” تشرين”: نحن سعداء بما نقوم به ، وعملنا تطوعي إنساني، وغايتنا أن نكون بالقرب من الأطفال و إسعادهم، وتكاتفت أيادينا في هذه المبادرة مع أصحاب الخير، لنقول للأطفال وذويهم: نحن بجانبكم، رغم إمكانياتنا البسيطة المتواضعة، ورغم الوقت القصير الذي قضيناه معهم ورقصنا بجانبهم، إلا أننا استطعنا أن نرى الابتسامة على وجوههم البريئة.
ما قدمناه لأطفال ذوي الشهداء قليل جداً مقابل ما قدمه آباؤهم للوطن
أقل ما يمكن
بدوره أضاف نوار اليوسف، صاحب محال اليوسف للتجارة، والذي بادر بتقديم العديد من الهدايا للأطفال وذويهم، ومنها سلل غذائية وغيرها من الهدايا المحببة على قلوب الأطفال، في حديثه ل “تشرين”: ما قدمناه لأطفال ذوي الشهداء ضمن إمكانياتنا المتواضعة هو قليل جداً مقابل ما قدمه آباؤهم للوطن، وهذا أقل واجب نقوم به تجاههم.. ونحن جميعا نحتاج إلى جبر الخواطر في هذه الظروف الصعبة، التي حرمتنا من الفرح الحقيقي، وحرمت الأطفال من فرحتهم وابتسامتهم البريئة، مؤكداً على ضرورة القيام بالعديد من المبادرات، لمن يستطيع إدخال الفرح لقلوب الأطفال وذويهم في هذه الأوقات، كل حسب إمكاناته واستطاعته.