أمنيات للعام الجديد
ساعات قليلة تفصلنا عن العام الجديد، نأمل بعدها أن نطوي صفحات الماضي المؤلمة، متطلعين إلى غد مشرق ينعم فيه أبناء الوطن بالسلم والأمان، وتجاوز مختلف الصعاب، التي مرت علينا حتى الآن بفعل الحرب على سورية تارة، وبفعل الفساد وجشع بعض التجار أيضاً، ولهيب الأسعار الكاوية، وخاصة تجاه لقمة العيش التي يكابدها المواطن.
فلنطو صفحات الماضي، على أمل أن تعود البسمة والمحبة إلى قلوب جميع السوريين.. ولنعمل على التسامح والتفاؤل بغد مشرق يصنعه الغيارى على الوطن، كما فعله الأبطال الميامين في ساحات الوغى، وهم يبذلون الدم رخيصاً وفداء لترابه الغالي، فبوركت جهود أبطالنا الميامين في الجيش العربي السوري، الصامدين في وجه أعتى القوى الاستعمارية، التي ما انفكت تحاول النيل من صمودنا، بأبشع الأساليب القذرة، المتمثلة في حرب الجوع، التي تمارسها حالياً في هذه الأيام القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وربيبتها الكيان الصهيوني، والقوى المتحالفة معهما ممن ينتمون للعروبة بالاسم فقط، وهي أبشع أنواع الحروب إطلاقاً.
لتكن انطلاقة بداية العام الجديد الالتزام بتعميم وزارة الداخلية حول عدم إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات في الأعياد، لأن من واجبها كما أشار تعميمها “الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، ومنع كل ما يعكر سكينتهم خلال أيام العيد”.
إن هذه الأولوية مع الساعات الأولى من العام الجديد، تعكس مدى النجاح في لجم “أبطال” الرصاص في تلك الساعات ممن اعتادوا على ذلك، متناسين أنهم بأفعالهم الشنيعة في السنوات السابقة، تسببوا بالأذية الجسدية وبالممتلكات للعديد من الأسر.
لذلك يفترض الآن تشديد العقوبات الرادعة بحق كل مخالف، مهما كانت صفته، ليكون عبرة لغيره من المستهترين بمشاعر الناس، فالبطولة لا تكون بإطلاق الرصاص، ولا تعكس ميدان الفرح الحقيقي الذي ننشده ونتطلع إليه، لأن الفاعل مريض نفسي بحاجة للعلاج.
ومن المهم أن يمارس المجتمع بكل فعالياته دوره الإيجابي بقمع هذه الظاهرة المقلقة والخطرة على الأوجه كلها، بالتوعية ونبذ الفاعلين، والإبلاغ عنهم للجهات المختصة، كي لا يكرروا أفعالهم المؤذية تلك.
أمنياتنا في العام الجديد لا تقف عند حدود تجاوز تلك الحالة، بل نتطلع لتجاوز مختلف أشكال المعاناة التي كانت سبباً من أسباب الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها معظم الأسر السورية حالياً، وهو ما يتطلب تضافر الجهود لطرد كل أشكال الاحتلال من الأراضي السورية، هذا من جهة، ومحاربة الفاسدين والمفسدين من جهة أخرى، لأن هناك أشياء أيضاً غير مرتبطة بالمحتل، وتتعلق بفساد ينبغي العمل بكل السبل على تجفيف منابعه، بما يخدم العملية الإنتاجية ويساهم في تطويرها وتعافيها، لينعكس ذلك على احتياجات المواطنين في مناحي الحياة كلها.. فلنعمل على تحقيق ذلك، كل حسب مقدرته بما يمتلك من فكر وعلم وأخلاق، فالأمم تسمو وترتقي بها.