“الميلاد بين الأيقونة والنّص”.. فيّاض: “الكلمة صارت جسداً وحلّ بيننا..”
تشرين- رنا بغدان:
إنّه الميلاد.. فرتّلي للرب أيتها الأرض كلها ويا شعوب سبحوه بابتهاج، ويا أيتها المغارة تهيأي، فالبتول قد آن لها أن تلد، ويا بيت لحم اطربي وابتهجي إذ منك أشرق المسيح، وافرحي أيتها المسكونة إذا سمعت ومجّدي مع الملائكة والرعاة، الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً وأنشدي “المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة”.. من هنا دعا مجلس رعية كاتدرائية القديس جاورجيوس في اللاذقية ببركة راعي الأبرشية المطران أثناسيوس فهد ميتروبوليت اللاذقية وتوابعها لحضور محاضرة بعنوان “الكلمة صارت جسداً وحلّ بيننا.. الميلاد بين الأيقونة والنّص” ألقاها المتقدم في الكهنة الدكتور اسبيريدون فيّاض.
وفي تصريح خاص لـ”تشرين” تحدّث الأب الدكتور فيّاض عن هذه المحاضرة ومحاورها فقال: تتناول المحاضرة في أول محاورها سؤالاً مهماً وهو: لماذا الكلمة صارت جسداً؟ ولماذا صار يسوع إنساناً وحلّ بيننا؟.. من هنا لابد لنا أن نتكلم عن الخلق ووضع الإنسان قبل السقوط، وكيف صار السقوط والطرد والعقوبة والوعد بالخلاص “من نسلك سيأتي من يسحق رأس الحية”، وكيف أن الله هيأ البشرية لتحقيق هذا الوعد من خلال الأنبياء ورجال العهد القديم المذكورين، وكيف ربط ذكرهم مع الكتاب المقدس فبعد أن كلم الله الآباء قديماً بالأنبياء بطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة بالمسيح الذي جعله وارثاً لكل الأشياء.
ثم استعرضنا في المحاضرة بعض النبوءات التي تنبأ بها القديسون الأنبياء وذلك لتأكيد أن هذا كان ضمن التدبير الخلاصي لله لتحقيق الوعد بخلاص الإنسان.. لنصل إلى بشارة السيدة العذراء ونتحدث بعد البشارة عن: “ولما حان ملء الزمان”، أي ميلاد السيد المسيح لنستعرض الميلاد كما هو في الأناجيل المقدسة، ومن ثمّ الميلاد والأحداث المترافقة معه من خلال بعض الكتب الدينية الأخرى التي تتناول الهروب إلى مصر وتحطيم الأصنام، واللصوص والعصابة وديماس اللص التائب ويسوع المتجسد.. حتى إكمال مسيرة الترتيب الخلاصي وصولاً إلى ما بعد الميلاد، أي الفداء والصلب والموت والنزول إلى الجحيم والجلوس .. كل هذا من أجل أن يشعر الإنسان بالنعمة الإلهية المنسكبة علينا.
يذكر أن الأب سمير “اسبيريدون” ميشيل فيّاض من مواليد اللاذقية وحائز درجة الدكتوراه في علم الآثار المسيحية- قسم الفن البيزنطي من كلية اللاهوت في جامعة أرسطو اليونانية – تسالونيك، وقد نال درجة الماجستير في اللاهوت اختصاص رعائيات وإجازة في اللاهوت من جامعة البلمند في لبنان، وحائز أيضا شهادة مساعد مجاز في العلوم الزراعية من جامعة تشرين السورية، وهو خبير ضمن سورية ولبنان والمهجر في أصول الفنّ والرسم البيزنطي وفنّ ترميم الأيقونات البيزنطية واللوحات القديمة من تسالونيك في اليونان منذ عام 1989، ومعتمد في المديرية العامة للآثار والمتاحف في اللاذقية منذ عام 2008, وقد أسس محترفاً خاصاً للرسم البيزنطي تحت اسم ”مركز القديس لوقا الإنجيلي لتعليم الرسم البيزنطي ولترميم الأيقونات” منذ عام 2000 في اللاذقية، وقد عمل أستاذاً محاضراً لعدد من السنوات في جامعة تشرين في كليتي الهندسة المعمارية والفنون الجميلة، وهو عضو مشارك في كتابة “الموسوعة التاريخية والأثرية للساحل السوري” من وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب، وله عدد من الكتب والمؤلفات ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات والمعارض، وعدة مقالات ومقابلات تلفزيونية وإذاعية وصحفية.