الأكاديمية العلمية الرياضية
اعتمدت الدول المتحضرة رياضياً استراتيجية انتقاء الموهوبين رياضياً من الفئات العمرية الصغيرة للذكور والإناث وتخصيصهم بنوع الألعاب حسب فيزيولوجية الجسم والنشاط الذهني، وما يتمتع به الطفل من مواهب خاصة والميزات الوراثية.
وبعد الانتقاء والفرز تبدأ عملية التأهيل والتدريب ومن ثم التطوير، ويستمر التطوير تخصصياً باللعبة حتى الوصول إلى عمر الفئة الأولى من الناشئين لتبدأ عملية الاشتراك بالبطولات والمنافسات المحلية التي تكشف عن ميزات ومواهب جديدة للاعب.
وبعد انتهاء مشاركات هذه الفئة يتم توجيه إمكانات هذا اللاعب نحو تطبيق الاستراتيجية المخصصة للمنتخبات الوطنية جماعياً ومن ثم إفرادياً بالنسبة للألعاب الفردية والقتالية والقوة.
ويزداد التركيز النوعي والرقمي كلما اتجه اللاعب عمرياً نحو فئة الشباب ليكون جاهزاً للالتحاق بمنتخبات الأندية ومنتخبات الرجال الوطنية.
اما الطريقة النوعية لتطبيق كل هذه المراحل فتبدأ من المدارس العلمية للفئة العمرية التحضيرية للصف العلمي الأول، حيث تتم الاستفادة من حصة التربية الرياضية بنقل كامل الموجود العددي لهؤلاء الصغار إلى ساحات رياضية خاصة بالمدرسة أو الحي السكني بوجود مدربين ومدرسين مختصين بالألعاب، حيث يتم إجراء الاختبارات الجسدية والعضلية لكشف الموهبة ونقاط التميز، وعلى أساس ذلك يصدر تقرير النتيجة بأن هذا اللاعب صالح لممارسة ألعاب القوة أو الجري أو الكرات، ومن هنا تبدأ عمليات التطوير النوعي نحو الألعاب التي بدأنا سطورنا بها.
وللوصول إلى الوضع المتكامل لنجاح هذه الطرق اتجهت الدول المتحضرة لإحداث تجمعات رسمية تضم أبنية التأهيل العلمي حتى سن المرحلة الجامعية، وتضم أبنية الملاعب والصالات الرياضية، إضافة إلى أبنية السكن الطلابي بحيث يتم تفرغ اللاعب بالكامل للرياضة والتأهيل العلمي.. وهذه التجمعات مضافة إليها خطط كشف المواهب والتطوير الرياضي التخصصي ومناهج التعليم العلمي، هي الأكاديمية الرياضية العلمية ، فهل يأتي الزمن الذي نراها فيه مطبقة في بلادنا؟