«الزراعة» أقرت خطة زراعة المحصول وعجزت عن تأمين مستلزماته.. مزارعو الشوندر السكري في أصعب أيامهم.. لا أسمدة ولا محروقات!

تشرين- علي شاهر أحمد:
شبح الفشل يخيم على الحملة الداعية لإعادة إحياء زراعة الشوندر السكري التي توقفت سبع سنوات بسبب الحرب إذ تراجعت المساحات المقرر زراعتها بالشوندر إلى 1400 هكتار بالموسم الحالي بسبب عدم توفر البذار الكافي ورغم تنظيم عقود مع الفلاحين لزراعة 1200 هكتار إلّا أنه لم يزرع منها إلّا 854 هكتاراً ولم يقدم أي دعم للمحصول، حيث يعيش الفلاحون تخبطاً بخصوص تأمين الأسمدة والمحروقات في حين خمدت تصريحات المعنيين في وزارة الزراعة عن دعم المحصول!
وأكد المزارع جميل محبوبة أن وزارة الزراعة تتحمل كامل المسؤولية بخصوص توفير مستلزمات الإنتاج للمساحات المزروعة بالشوندر السكري من أسمدة ومحروقات وليس لديها أي مسوغ للتنصل من التزاماتها فهي جهة رسمية لها مصداقيتها وهي الجهة التي أقرت خطة زراعة المحصول.
مشيراً إلى عدم توفر أي نوع من الأسمدة الآزوتية في السوق بالوقت الحالي والأقسام الزراعية المشرفة على المحصول ليس لديها أي معلومات بخصوص توفير مستلزمات المحصول، حيث وصل سعر لتر المازوت في السوق بالوقت الحالي إلى 8500 ليرة!
وأوضح محبوبة أن وزارة الزراعة خصصت الرصيد المتوفر لديها من الأسمدة الآزوتية كدفعة أولى لمحصول القمح لكونه محصولاً إستراتيجياً له أولوية بتوفير مستلزمات الإنتاج لكن هذا لا يعفي الوزارة من مسؤوليتها عن توفير الأسمدة لمحصول الشوندر حيث تركت الفلاح يتخبط في كيفية تأمين الأسمدة والمحروقات في حين كان بإمكان الفلاحين التخلي عن زراعة الشوندر واستبداله بمحاصيل الجلبان وغيره من المحاصيل التي لا تحتاج أسمدة ومحروقات للري ومردوديتها المالية تقترب أو تزيد على مردوية محصول الشوندر..!

1200 هكتار المساحات المنظمة لزراعتها بالشوندر لم يزرع منها إلّا 854 هكتاراً

وقال المزارع إبراهيم محمد: إن الصيدليات الزراعية متخمة بالأسمدة الورقية والمغذيات النباتية لكن التجارب العملية للفلاحين باستخدام هذه المنتجات أثبتت عدم التزام الكثير من هذه الشركات بنسب المواد الفعالة فيها، والأهم من ذلك أن أغلب هذه المنتجات مركبة من مجموعة من العناصر المغذية في حين إن الاحتياج الأساسي هو عنصر الآزوت اللازم للنمو الخضري ولاسيما أن كل منطقة فيها نقص بعناصر محددة من دون سواها من العناصر ولذلك وفي ظل عدم تمكن وزارة الزراعة من تأمين الأسمدة الآزوتية المطلوبة نحن بحاجة ماسة لتوجيه هذه الشركات لإنتاج الأسمدة المطلوبة المطابقة فعلياً للمواصفات القياسية السورية.
من جهته قال محسن ماجد رئيس الرابطة الفلاحية بالغاب: إن الرابطة سطرت العديد من الكتب منذ شهر أيلول الماضي تطالب فيها بتوفير الأسمدة للمحاصيل الإستراتيجية قبل الوصول إلى مرحلة تهدد الفلاحين بالخسارة بسبب عدم توفر الأسمدة، مشيراً إلى أن دور الرابطة الفلاحية يتمثل بنقل مطالب الفلاحين إلى الجهات المعنية، ولفت ماجد إلى أن توفير الأسمدة هو مسؤولية وزارة الزراعة فهي الجهة التي أقرت الخطة الزراعية ولذلك يجب توجيه الأسئلة عن الحلول إلى وزارة الزراعة.

الرابطة الفلاحية في الغاب: توفير الأسمدة من مسؤولية وزارة الزراعة فهي الجهة التي أقرّت الخطة

المهندس أوفى وسوف المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أشار إلى أن المساحات المنظمة لزراعتها بالشوندر السكري بالموسم الحالي بلغت 1200 هكتار لم يزرع منها إلّا 854 هكتاراً منها 768 هكتاراً مزروعة بالفترة المقرر زراعتها بالعروة الخريفية بين /10 و15/ تشرين الثاني وبقية المساحة زرعت في وقت متأخر بعد 15/ 11، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة وضعت خطة زراعة الشوندر على أمل تأمين الأسمدة المطلوبة قبل موعد احتياج المحصول للأسمدة لكن الوزارة لم تتمكن حتى الآن من تأمين الأسمدة المطلوبة رغم الجهود التي بذلتها بالتعاون مع وزارة الاقتصاد.
وهكذا في موازاة مبررات دوائر الزراعة بخصوص عدم تمكنها من تأمين الأسمدة والمحروقات لزوم محصول الشوندر أسئلة أخرى: ماذا يفعل الفلاح في مواجهة عدم توفر الأسمدة والمحروقات؟ وقد تجاوزت تكلفة دونم الشوندر 400 ألف ليرة حتى مرحلة الإنبات..! في حين ترك باب خلفي للشركات الخاصة المنتجة للأسمدة والمغذيات النباتية لمضاعفة أرباحها، والفلاح ليس لديه ثقة بنسب المواد الفعالة بأغلب منتجاتها ولا تتوفر لديه إمكانات اختبار هذه المنتجات..!

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار