مدير عام «الأعلاف» يدعو إلى تأمين الطاقة للمعامل كما المشافي
تشرين- يسرى ديب:
دعا مدير مؤسسة الأعلاف في وزارة الزراعة عبد الكريم شباط إلى التعامل مع معامل تصنيع الأعلاف كما المشافي من حيث تأمين الوقود لها، لتشغيلها بالطاقة القصوى.
وبيّن شباط أن هذا الرأي ليس اعتباطياً، لأن حل مشكلة هذه المعامل سيحل سلسلة من المشكلات اليومية في حياة الناس الناتجة عن ارتفاع الأسعار، لأن هذه المعامل تنتج مادة الجاهز حلوب بأسعار اقتصادية ومواصفات مدروسة، وهذا سيكون له أثر إيجابي على القطيع، وأسعار منتجاته في السوق المحلية.
وفرت الملايين
بقايا الذرة أمّنت مجموعاً خضرياً كبيراً يقدر بنحو 1.5 مليون طن
وقال شباط لـ”تشرين”: إن موسم الذرة الصفراء لهذا العام تطور بشكل كبير، حيث وصلت الكمية المنتجة إلى 450 ألف طن من مادة الذرة كحبوب، إضافة لتوفر مجموع خضري كبير يقدر بنحو 1.5 مليون طن من بقايا نبات الذرة، لاستخدامها في تغذية الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها وقد وفرت مبالغ كبيرة.
وقال شباط إنه كان لهذا الإنتاج أثر جيد على مدى توافر مادة الذرة كحبوب، وتأمينها لقطاع الدواجن، والحد من استيرادها، حيث وفرت هذه الكمية على خزينة الدولة ما يقارب 200 مليون دولار، كانت ستصرف على الاستيراد، إضافة إلى ما لا يقل عن 300 مليون دولار من الإنتاج الخضري لمخلفات الذرة.
وأشار إلى أن توافر هذه المادة حال دون وجود الكثير من المشكلات للمربين خاصة في قطاع الدواجن، وحدد سعر المادة في السوق بما لا يتجاوز 1500 ليرة.
ولفت شباط إلى أن كميات الإنتاج شكلت سابقة من حيث طول النبات الذي وصل إلى نحو 2.70 سم، ومن حيث إنتاجية الدونم التي وصلت من 800 إلى 1.200 طن، بينما لم تتجاوز تاريخياً 300 – 400 طن في أحسن الأحوال.
نقص المجففات
وقال شباط: إن العقبة، التي واجهت إنتاج هذه الكميات، هي موضوع نقص المجففات، حيث إن هذه الكميات تحتاج إلى عشرات المجففات.
وركز شباط على ضرورة تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال للموسم القادم، وتشجيعه على إنشاء مجفف على مستوى كل قرية أو منطقة من مناطق زراعة الذرة وتقديم كل التسهيلات لإنجاز ذلك.
وبيّن أن القطاع العام لم يتمكن من معالجة هذه المشكلة بسبب الحصار الاقتصادي، وأن القطاع الخاص لم يُقبل على الاستثمار في هذا المجال، بسبب فروقات الأسعار التي تتغير مع سعر الصرف.
ودعا القطاع الخاص إلى الاستثمار في إنشاء مجففات على مستوى المنطقة لكون الكميات كبيرة وتحتاج إلى عشرات المجففات.
موسم الذرة لهذا العام وفّر 500 مليون دولار من القطع
وعن أسباب عدم رضا بعض الفلاحين عن طريقة استجرار محصول الذرة والتسعير، أكد شباط أن الوزارة التزمت باستلام محصول الذرة بالسعر المحدد البالغ 2000 ليرة، حيث تم دفع 1800 ليرة من المؤسسة و200 ليرة لكل كيلو من صندوق الإنتاج الزراعي.
لم تنخفض
وعن أسباب عدم انخفاض أسعار منتجات الثروة الحيوانية من حليب وبيض رغم توفر الأعلاف قال شباط: إن هذا الأمر لا يتعلق بهم وأنه مرتبط بسعر الصرف، ولكنه أكد أنه لا يمكن تجاهل المشكلات التي يعانيها المربون، وأن هنالك نقصاً في المتاح من هذه المواد بعد تراجع عدد الأبقار من 1.1 مليون رأس إلى 870 ألف رأس حالياً، بينما تشير الإحصاءات إلى أن عدد الأغنام لم يتراجع كثيراً وما زال نحو 16 مليون رأس.
وأشار إلى أن المبالغ التي يدفعها المربي على 500 رأس مثلاً ارتفعت من 500 ألف ليرة إلى 5 ملايين ليرة لتأمين الأعلاف فقط، وهذا مبلغ كبير لم يتمكن بعض المربين من تأمينه، فاضطروا لبيع ما لديهم أو تخفيض القطيع الذي يملكونه.
دور مستمر
وعن دور المؤسسة في تأمين الأعلاف وعدم ترك المربين لتجار الأعلاف والمحتكرين قال شباط: إن دور المؤسسة في الأساس هو التدخل الإيجابي في الأزمات، وعندما يندر توافر المادة تقوم المؤسسة بهذا الدور، فهي تؤمن كل حاجيات الجهات العامة من الأعلاف سواء مؤسسة الأبقار أم الدواجن أو الإنتاجية، والإنتاجية العسكرية.
125 مليار ليرة قيمة دعم الأعلاف لهذا الموسم
وأشار شباط إلى أن مخزون المؤسسة أمّن لهذا الموسم 400 ألف طن من الأعلاف بقيمة 420 ألف مليار ليرة، وزعت منها 372 ألف طن بمبلغ تجاوز 430 مليار ليرة من مختلف المواد (نخالة، ذرة جاهز حلوب، كسبة الصويا، شعير) وأن الإنتاج من مادة جاهز حلوب وصل إلى 40 ألف طن، كما أن المؤسسة تقدم الأعلاف بأسعار مدعومة، فمن أصل قيمة المبيعات البالغة 450 مليار ليرة، هنالك ما لا يقل عن 125 مليار ليرة هي على شكل دعم.