قصةُ كلّ عامٍ
نعم هي قصة كل عام، ونقصد هنا المؤتمرات السنوية للجان الفنية والأندية والتنفيذيات واتحادات الألعاب الرياضية التي تأتي مع نهاية كل عام، وباتت بكل صراحة، كالمعلبات المنتهية صلاحيتها والمستهلكة، وأصبحت تكريساً سنوياً ثقيلاً ومملاً لكونها لاتحمل في مضمونها أي شيء يمكنه أن يفيد ويطور رياضتنا سوى «البرستيج والبروظة» وصرف الأموال في غير مكانها.
لكن الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني أن هذه المؤتمرات لم تأت بجديد، ولم تثمر ولم تحقق غاياتها، وأهم مايميزها أنها تستعرص وتنشر مايحلو لها من دون رقابة وكأنها تخرج الزير من البير، فالأحاديث فيها وخلالها لاتخرج عن إطارها الإيجابي، وكأن رياضتنا في برجها العاجي، وإمكاناتها المادية جيدة واستثماراتها ممتازة واستقرارها الفني لامثيل له وألعابها لاتترجل عن منصات التتويج.
أما الحديث عن السلبيات فهو من الكبائر ولايجوز الإفصاح عنه وهو مغيب في قواميس رياضتنا، لكونه لايتناسب مع المرحلة الحالية، أما متابعة القيادات الرياضية لهذه المؤتمرات فهو بمنزلة الضحك على اللحى، ونسأل أنفسنا لماذا تعقد هذه المؤتمرات؟ وما الجديد فيها؟ وهل عقدها بهذه الطريقة فيه فائدة؟ وهل أضحت روتيناً ثابتاً؟ وهل القيادة الرياضية راضية ومقتنعة بها والتي تضع الأندية تحت أعباء مالية هي أولى بصرفها على ألعابها المتراجعة؟ أليس من المفروض أن نكون فاعلين ومساهمين لتطوير مفاصل رياضتنا بدلاً من الدخول في مؤتمرات تشبه حوار الطرشان ومهاترات كلامية واستعراضية؟.
باختصار، لايمكن أن تأتي كل هذه المؤتمرات بجديد، ألا يعلم المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بالمعاناة المالية للأندية الريفية؟
وهو السبب الرئيس في تدهور رياضتنا ودخولها النفق المظلم، أليس من المفروض أن نبحث عن حلول لهذه المشكلات بدلاً من عقد المؤتمرات السنوية التي لم نجنِ منها سوى مضيعة الوقت وهدر المال العام ؟.