ما حقيقة الاكتشاف الأثري بـ “تل المرا” في ريف حلب؟
تشرين – مصطفى رستم:
ضجت مواقع إخبارية ووسائل تواصل سورية بالحديث عن اكتشاف أثري مهم في ريف حلب الشرقي يعود للعصر البرونزي المبكر، ويتضمن الكشف عن مقابر تحتوي أسطوانات طينية تشير إلى أنها أقدم كتابة أبجدية في تاريخ البشرية.
وبالتواصل مع مدير التنقيب والبعثات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور همام سعد بين أن الاكتشاف قديم ويعود إلى 2004 في منطقة تل المرا الواقعة على حوض الفرات وهو من المواقع المهمة بين حلب ومسكنة، واللقى أثرية محفوظة منذ اكتشافها بمكان مخصص لحفظ اللقى الأثرية.
وأضاف الدكتور سعد في مستهل حديثه لـ “تشرين” عن حقيقة هذا الاكتشاف بأنه كشف قديم، وأشار أن الموقع شهد حضوراً وعملاً لبعثة بلجيكية قبل العام 1994 ومن بعدها تابعت العمل بعثة أميركية حتى العام 2010 وما تم تداوله يعود لنشره من قبل رئيس البعثة الأميركية في العام ذاته يتحدث عما يشبه أصابع اليد على الأسطوانات الطينية المكتشفة، ويوجد رموز كتابات تصويرية لذراع والباحث حلل وافترض إلى أن الذراع تشير إلى كلمة اليد.
وتابع مدير التنقيب بالمديرية العامة للأثار: “هناك من أخذ الخبر بالحديث عن أنه أبجدية والباحث أكد في كتابه أن ما يقوله فرضية ويترك المجال للمختصين للبت في ذلك”.
وكانت وسائل إعلام أجنبية ذكرت اكتشاف جلين شوارتز الأستاذ علم الأثار في جامعة جونز هوبكنز للقى مؤلفة من أسطوانات طينية في موقع تل المرا وتشير إلى وجود أقدم أبجدية تعود إلى العام 2400 قبل الميلاد، وهذا ما يسبق أقدم أبجدية معروفة بحوالي 500 عام..
ويجزم الدكتور سعد أن سورية غنية بالأثار وهي مهد الحضارات ولعل الرموز التصويرية التي تم الكشف عنها في موقع تل المرا قديم حتى أقدم من المصرية، لكن الاكتشاف قديم وكل ما يتم تداوله عبارة عن فرضية لم يتم البت بها من قبل أصحاب الاختصاص.
من جهة مقابلة، نفت مديرية الأثار والمتاحف ما تداولته وسائل الإعلام المحلية والعربية حول اكتشاف أبجدية جديدة في الموقع بريف حلب الجنوبي الشرقي، وجاء في بيان صحفي لها عن أن الأمر لا يتعدى فرضية لعالم الأثار.