الزوجة التي تعيش مع زوجها على الحلوة والمرة اعلم أن وراءها أسرة عظيمة
د. رحيم هادي الشمخي:
الزواج سعادة في هذه الدنيا، والسعادة قيمة الحياة التي تعيشها الأسرة والمجتمع، حيث ألق التعاون بين الزوج والزوجة لتربية الأولاد، وبناء بيت سعيد يرفل بالمحبة والدفء والحنان، من أجل ألّا تخرج السعادة منه في يوم من الأيام .
كل شيء جميل في بيت السعادة، مهما كانت ظروف الحياة صعبة أو سهلة، فالزوج والزوجة يتقاسمان هموم الحياة في هذه الدنيا التي ما عادت ترحم أحداً في مسيرة متطلبات الحياة، ومع الأسف الشديد هناك خروقات حدثت في بناء العائلة والأسرة والمجتمع أسبابها كثيرة ومتشعبة منها:
– الفقر المدقع وزيادة أسعار البضائع، والبطالة المقنعة، أدىت إلى التفكك الأسري، لأن حاجات العائلة الأساسية في المأكل والملبس والمشرب لم تحقق نتيجة لخدمة الناس، وذلك لنقص سبل العيش وانحطاط التعليم، مع غياب معالجة المتطلبات الأساسية للأسرة في الوقت الحالي، وهو وقت صعب لظروف خاصة خارجة عن الإرادة.
كما أن عزوف كثير من الطلاب والتلاميذ عن المدارس، أوجد هوة كبيرة في الحمل الثقيل الذي تتطلبه الأسرة، وبصورة خاصة الزوج والزوجة .
ومن هنا كان لموقف الزوجة، وهي تساند زوجها في تربية الأطفال والاقتناع بما هو موجود، في البيت من طعام وملابس، وكذلك القناعة في تقليص الزيارات والسفرات، ما يجعل لهذه القناعة مردوداً يومياً على ميزانية الأسرة، وترشيد كل سبل العيش الرغيد, ولنا أسوة بالزوجة الفاضلة التي تشعر بآلام زوجها فقد قالت العرب سابقاً:
(كُلْ بصل وخبز، ونم على فراش حصير).
لكي تعيش شريفاً ولا تطلب رزقك إلّا من عند الله.
ولا ننسى أن الزوجة التي تخرج من بيت أسري معروف نظيف وشريف، وقد تربت على أهدافه ومبادئه النبيلة، لا يهمها إلّا أن تعيش مع زوجها على الهواء والماء، وهكذا فالزوجة التي تعيش مع زوجها على الحلوة والمرة, اعلم أن وراءها أسرة عظيمة.