ميزانيّةٌ ضخمةٌ.. ونجومٌ كبار «العربجي» هل سيكون على مستوى التوقّعات؟!
تشرين- ميسون شباني:
«العربجي» نار من رحم الظلم .. عنوان رنان اختارته شركة الغولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفني لترفقه ببوستر العمل البيئي الشامي، مع تصدّر الفنان باسم ياخور بإطلالة تنحو نحو الغرابة قليلاً من جهة الشعر المنسدل على كتفيه، وقميص مشقوق يظهر حنايا صدره العاري، ويشهر سيفاً بيده وخلفه عربة محملة بالبضائع وبدا وجهه غاضباً تعصف بتفاصيله شرور العالم.
الباحث عن التفرّد
باسم ياخور الذي يؤكد في كل لقاء يكون فيه أنه يرفض أن يكون حضوره عابراً في أي عمل بغض النظرعن مساحته، فهو الباحث دائماً عن التفرد والاختلاف، ليس جديداً عليه أن يقدم بصمة مؤثرة في كل دور يصنعه، والمتابع لمسيرته الفنية ولسجله الحافل يكتشف حجم وعمق الاشتغال الذي يقدمه عبر كل شخصية يصوغها ويحييها أمام الشاشة، فتشكيل الشخصية الدرامية يمر بمراحل متعددة لديه قبل أن ينتجها بأداء قوي ومؤثر، فتراه يسبر أغواره في الكشف الدائم عن مساحات لم يستثمرها بعد، ويتماهى، ويذوب في الشخصية التي يجسدها، ويتنقل بين حالاتها ويستحضر أداءها النفسي من مخزون شخوصه الكثيرة، ويشكّل شخصية لاتشبه بمفرداتها ماقدمه سابقاً سواء على صعيد الكوميديا أو الأعمال الاجتماعية أو التاريخية أو أعمال البيئة الشامية.
مخاض متعسّر
العمل الذي أبصر النور أخيراً بعد مخاض متعسّر دام أكثر من عامين، أتى بلمسات المخرج سيف الدين سبيعي بعد تناوب عدد من المخرجين على إنجازه، وشهد اعتذارات متوالية من قبلهم أولها كان من المخرج علي محي الدين علي أول الأسماء ليتم بعدها تداول اسم عامر فهد بعدها الذي ما لبث أن قدم اعتذاره وكان كشف لـ«تشرين» سابقاً أن الاعتذار سببه النص العائد للكاتب عثمان جحى لكونه ليس مسبوكاً بشكل جيد، واشترط فهد لينجز العمل أن يحمل تكنيكاً مختلفاً يميزه عن بقية الأعمال الشامية التي تعجّ بها المحطات، وأن التفرّد والاختلاف يجب أن يكونا جوهر العمل، ثم ما لبثت شركة الإنتاج أن عهدت بالنص إلى مدلل الشركة المخرج تامر اسحاق الذي انسحب لانشغاله بتصوير مسلسله «جوقة عزيزة» وبعدها مسلسل «زقاق الجن» مع شركة الغولدن لاين المالكة للمشروع نفسه ، ليذهب النص بعده إلى المخرج ناجي طعمة، ثم بعد كل هذه الاعتذارات يطالعنا مؤخراً عبر حسابه الشخصي على الإنستغرام باعتذارعن إخراج مسلسل «العربجي» وانسحاب هادئ لايحمل أي تفاصيل وأي إشكالات أو ضغينة مع الشركة المنتجة.
إصرار على المسلسل !!
ليعود في النهاية الفنان باسم ياخور ممسكاً فصول الحكاية وإعادة تصنيع الورق أكثر من مرة على حد تعبيره، ومحاولة الوصول إلى صيغة درامية وبناء حكائي يرضي جميع الأطراف الملزمة بتنفيذ الرؤية الفنية، وكان قد صرح عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك بأنه وجد الكثير من التفاصيل الممتعة والجميلة والجاذبة في مسلسل «العربجي» ، وأكد أنه حين قرأ النص شعر بمتعة كبيرة.
عمل ملحمي
بنية العمل السردية قائمة على الجذب والتشويق والمتعة البصرية عبر حكاية ملحمية تدور أحداثها عام 1825 من دون إشارة واضحة للزمن ومن دون أي دلالة لتوثيق الحكاية، وننتقل عبر الزمن إلى إحدى حارات الشام العتيقة تسمى بـ«النشواتية» نسبة لإحدى العائلات التي تسكنها، لكن الخلاف يدّب بين أبناء العموم، ويتصاعد الخط الدرامي والمواجهة، ويدخل عبدو العربجي على خط الخلافات بينهم ليبدأ رحلته من العذاب والقهر، من جهة حبه لفتاة ترفضه ومحاولته الجادة لاقناعها بحجم ما يملكه تجاهها من عواطف، ومن جهة أخرى، وجوده الرئيس في خلافات أبناء العمومة لينتفض في وجه كل من ظلمه ويثأر لكرامته التي حاولوا المساس بها.
العمل يضم عدداً من النجوم منهم : الفنان سلوم حداد ،نادين خوري، ديمة قندلفت، ميلاد يوسف، محمد قنوع، جمال العلي، علي كريم ، روعة ياسين ،هدى شعراوي، وائل زيدان ، تولين البكري.. وغيرهم.