تنصيب مطران جديد لأبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك
تشرين – خليل اقطيني:
وسط حضور شعبي من مختلف الشرائح الاجتماعية في الحسكة، ترأس مساء اليوم بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي في العالم صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان احتفالاً دينياً في أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك بتنصيب نيافة المطران الجديد للأبرشية مار يعقوب جوزيف شمعي.
وعلى هامش الاحتفال صرّح صاحب الغبطة يونان لـ«تشرين» قائلاً: «نجدد رجاءنا بنهضة بلدنا الحبيب سورية كي تجمع جميع أبنائها بروح الوطنية الصادقة والنزيهة والتي هي عربون محبتنا لهذا البلد الغالي».
وتمنى صاحب الغبطة لشعب سورية الحبيبة كاملاً العافية والازدهار والسؤدد بطريق السلام والعدل بنعمته تعالى، مشدداً على أنه «آن الأوان أن تنتهي معاناة الشعب السوري سواء من الإرهاب أو من العقوبات الجائرة المفروضة عليه».
وأكد صاحب الغبطة أنه «يستغل كل فرصة، ويستثمر كل زيارة يقوم بها إلى أي بلد من بلدان العالم، لشرح معاناة الشعب السوري، والمطالبة بوضع حد للحرب الكونية التي تُشَن عليه من جهة، والعمل على رفع العقوبات المفروضة عليه بجميع أشكالها من جهة ثانية».
وبعد أن ترحم على أرواح الشهداء توجه نيافة المطران الجديد مار يعقوب جوزيف شمعي «بالشكر للعناية الإلهية التي جعلته خادماً لأبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك وشرائح هذا المجتمع الجزراوي الذي يشكل نسيجاً رائعاً مزيناً بالمحبة والأخوة»، واعداً أن «يسعى بكل جهده ليكون راعياً أميناً يسهر على إيمان وأماني أبناء الجزيرة الأحبة، في ظل هذه الظروف الأمنية والاقتصادية والمعيشية القاهرة».
وتوجه شمعي بالدعاء إلى الله أن يحمي سورية وأهلها الطيبين من كل شر وكل مكروه، وأن يخلصهم من المحنة المفروضة عليهم في أسرع وقت.
أما نيافة المطران مار موريس عمسيح مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس فقال: «إن هذا الحفل هو عمل رسولي لتثبيت الإيمان وتثبيت المؤمنين في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا منطقة الجزيرة وسورية الحبيبة الجريحة»، مبيناً أن تثبيت المؤمنين في هذه الأوقات يتم لكي يتجذروا في أرض الآباء والأجداد ويسيروا إلى الأمام حتى يشافي الرب سورية من كل الأوجاع والآلام التي تعاني منها بسبب الإرهاب والحصار والعقوبات من شذوذ الآفاق والدول الراعية لهم.
وتوجه نيافته بالسؤال إلى الله أن يبارك للمطران الجديد ولكل من يخدم هذا البلد ليعيش أهله بأمان وسلام واطمئنان.
وبعد انتهاء مراسم الاحتفال بالتنصيب تلقى المطران الجديد مار يعقوب جوزيف شمعي التهاني من الحضور في ديوان المطرانية.
من هو المطران الجديد مار يعقوب جوزيف شمعي؟
ولد وتربى نيافة المطران الجديد لأبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك ماريعقوب جوزيف شمعي في كنف عائلة تقيّة في زحلة في لبنان.
وعندما أصبح شاباً يافعاً دخل إكليلية دير سيدة النجاة في لبنان، حيث نهل التنشئة الكنسية السريانية واكتسب العلوم الكهنوتية في جامعة الروح القدس في الكسليك، لينال الرسامة الكهنوتية من غبطة البطريرك مار أغناطيوس أنطون الثاني حايك في الحادي والعشرين من حزيران عام 1987 في كنيسة سيدة النجاة.
وتقلّد منذ ذلك التاريخ عدة مهام كهنوتية، منها: مديراً للإكليكية الكبرى في دير الشرف ومديراً لمدرسة دير الشرف. وكاهناً لرعية مار أفرام والقديسة تيريز في زحلة، وكاهناً لرعية سيدة البشارة في بيروت.
وعينه غبطة البطريرك الكاردينال مار أغنياطوس موسى الأول داوود قيماً على أبرشية بيروت البطريركية، ومحامياً عن العدل ثم رئيساً للقلم وأميناً للصندوق للمحكمة الكنسية للسريان الكاثوليك في لبنان.
وتم تعيينه كاهناً لرعية مار أنطونيوس الكبير في جونية، ثم كاهناً لرعية مار بهنان وسارة في الفنار.
وبتاريخ 2019/10/17 تم تعيينه مدبراً بطريركياً لأبرشية الحسكة ونصيبين على إثر تقاعد راعيها مار يعقوب بهنان هندو.
وانتخب من قبل سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية المنعقد في دير سيدة النجاة البطريركي في لبنان من 12 حتى 18 أيلول 2021 مطراناً لرئيس أساقفة أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك وثبت قداسة البابا فرنسيس هذا الانتخاب في 12 أيار 2022 .