لِمَ لمْ يكذبوا؟

تعوّد العالم منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على كمّ الكذب الذي ساقه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة ضد روسيا الاتحادية، فيما يتعلق بـ«شيطنتها» في كل المجالات، وعلى وجه الخصوص الجانب الإنساني واستهداف المدنيين، حتى وجد المتابع أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لم تستهدف عسكرياً أوكرانياً واحداً ولا منشأة عسكرية، بل تستهدف المدنيين والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس وكل ما يتعلق بحياة الأوكرانيين فقط.
وليدعم الغرب كذبه وافتراءه وتضليله الإعلامي، عمد منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية إلى حجب الأقنية الإعلامية الروسية، كما فعل خلال فترة الحرب على سورية، على مدى عشر سنوات مضت، لأنه يعلم أن كذبه لن ينطلي على الرأي العام العالمي، إذا كان هناك رأي وصورة وشاهد آخر يدحض خداعه وأضاليله.
المفارقة، أنهم بالأمس فقط لم يكذبوا عندما سقط الصاروخ الأوكراني على الأراضي البولندية، ولم يجاروا المخادع زيلينسكي عندما حاول اتهام روسيا بإطلاق الصاروخ، ولكن لِمَ لم يكذبوا هذه المرة؟!
في الحقيقة لم يكذبوا، لأنهم كانوا أمام خيارين أحلامها مرُّ:
الخيار الأول: إذا كذبوا فإنهم سيضطرون لتفعيل المادة الرابعة من قانون حلف شمال الأطلسي، لأنه في سقوط الصاروخ عدوان على دولة من دول الحلف، وهو ما لا يريدون فعله، لأن خطتهم هي استنزاف روسيا من دون الدخول معها في حرب ستكون عواقبها وخيمة عليهم.
أما الخيار الثاني، فإنهم إن كذبوا ولم يردوا فإن هيبتهم المصطنعة سوف تذهب أدراج الرياح، وأنهم يكذبون عندما يقولون: سنردّ على أي عدوان روسي.
في المحصلة: بالأمس فقط لم يكذب الأوروبيون والولايات المتحدة الأمريكية بشأن روسيا، لا لأنهم أرادوا أن يقولوا الحقيقة أو استفاق ضميرهم فجأة، بل لأنهم لم يستطيعوا أن يكذبوا وفقط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه