معادلة غير متوازنة…!

في زحمة إعلان المصارف عن قروض لـ”أخواتنا” محدودي الدخل، غير المتناسبة قطعاً مع الراتب الشهري، الذي لا يغطي قيمة السداد شهرياً، تفخر بإضافة قروض الطاقات المتجددة إلى قائمتها الإقراضية وسط الإعلان عن تسهيلات وشروط ميسرة للراغبين في ظل واقع كهربائي يزداد تأزماً في أوقات الشتاء الباردة، في قطع لبصيص أمل بالاتكال على الكهرباء لتدفئة البيوت الباردة، لعل هذه القروض تخفف تدريجياً الضغط على الشبكة المتضررة عند الاعتماد بصورة أوسع على الطاقات المتجددة والتوجه صوب الاستثمار المجدي في هذا القطاع الحيوي الغنية بلادنا بموارده.
الغريب في ملف الطاقات المتجددة، إحجام أهل “البزنس” عن التقدم للحصول على قروضها، وعدم الرغبة أساساً في تركيبها بسبب تكلفتها الكبيرة، وتفضيل الاعتماد على الكهرباء التقليدية، التي يشكون انقطاعاتها المستمرة وفاتورتها المرتفعة، بينما نشهد إقبالاً من الفلاحين على هذه القروض وتركيبها هرباً من تقنين جائر فرض على أهالي الأرياف ويهدد القطاع الزراعي بكل مواسمه، وخاصة مع غلاء المحروقات الكبير وعدم حصول الفلاحين على مستحقاتهم المدعومة، بالتالي هذه المعادلة غير المتوازنة تطرح تساؤلات كثيرة حول أسباب امتناع من يملك المال عن المساهمة بتعميم الطاقات المتجددة وتوسيع نطاق الاستثمار فيها، وطرق أصحاب المال القليل أبواب المصارف للحصول على قروض الطاقات المتجددة، التي لا شك أن ملفها لا يزال يعتريه الكثير من التساؤلات وتحديداً فيما يخص استيراد منتجات رديئة بحيث يتعرض المواطن أياً كان مجال عمله للغبن والظلم لكونه “سيكب” المال الذي دفعه لقاء شراء تجهيزاتها عند تعطلها بعد فترة قصيرة، ولماذا لا تلزم الفعاليات الاقتصادية بالاعتماد على الطاقات المتجددة عبر تقديم تسهيلات جاذبة، ففي مدينة حلب مثلاً يضطر بعض التجار والصناعيين إلى الاعتماد على الأمبير بتكلفته المرهقة، بينما يمكن تخفيف الأعباء عند الاشتراك بتركيب منظومة كهربائية مصغرة تعتمد على الطاقات المتجددة، التي ستكون استثماراً مجدياً على المدى البعيد حتى لو بدت تكلفتها عالية وخاصة مع رفع الدعم عن الكهرباء الصناعية.
تفعيل قروض الطاقات المتجددة وتوسيع استخدامها لتشمل جميع القطاعات بمن فيهم محدودو الدخل، يحتاج إلى حزمة تسهيلات مشجعة من دون الدخول في متاهات التعقيدات والضمانات المنفرة، لاسيما أن ذلك يسهم بضرب عدة عصافير بحجر واحد، كتخفيف الضغط على الشبكة وتحريك عجلة الإنتاج وتشغيل كتلة الأموال الضخمة القابعة في خزائن المصارف، بالتالي الكرة اليوم في ملعب وزارتي المالية والكهرباء عبر إصدار قوانين مرنة تشجع الاستثمار بالطاقات المتجددة مع تخفيف شروط الراغبين بالاستفادة من صندوق دعمها، وإطلاق المصارف قروضاً ميسرة جاذبة للمقترضين، الذين سيقبلون حتماً  عند مواءمتها لجيوبهم هرباً من تقنين قاسٍ وبرد لا يرحم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه