ماركات “ستوك”

لم يعد للجودة أي اعتبار في تصنيع بعض المنتجات إن لم يكن أغلبها، والمواطن يتلمس ذلك بشكل جلي لدى استهلاكها ويتلوى حرقةً من ذهاب تكاليفها الباهظة سدىً.

جارنا المعلم، هزيل الدخل كحالنا، بدأ حنقاً عندما تحدث عن الصابون الجاف الموجود من بعض الماركات في الأسواق، حيث إن القطعة وفور استعمالها تذوب وتتفتت وتتساقط أجزاؤها لتذهب هدراً بمجارير الصرف الصحي، على الرغم من أن سعرها عالٍ ومغلفة ومن ماركات مشهورة، واستطرد متحدثاً عن المنظفات الخاصة بجلي الأواني المنزلية وغسيل الملابس، لافتاً إلى أن زوجته لا تخفي غضبها من سوء تلك المنظفات لضعف فعاليتها، واضطرارها أحياناً لتكرار الجلي والغسيل لبلوغ الحد المقبول من النظافة.

الحديث أثار فضول الحضور، فداخل آخر حول تدني جودة الأحذية وعدم خدمتنا لفترة معقولة، فجلد بعضها يتشقق بسرعة بينما الأرضيات تنثقب أو تنكسر بعد الاستخدام لفترة قصيرة، لكون المادة الداخلة في تكوين الأرضية على الأغلب من البلاستيك المدور وليست من الحبيبات التي تصنع لهذه الغاية، أيضاً يلاحظ تفسخ الأرضية عن وجه الحذاء بسرعة وذلك إما بسبب التخزين الطويل أو لأن المادة اللاصقة بينهما غير فعالة، وأحياناً قد يتحسس المرء بقدميه تشظي مسامير أو (خرزات) معدنية مؤذية، ما يضطره للإصلاح ويصبح الحذاء بعده مشوهاً، وقد لا ينفع معه الإصلاح أصلاً ويغدو مصيره القمامة.

وتطرق آخرون لحال الملابس، فبغض النظر عن نوع القماش فهو أصناف ودرجات، يلاحظ سوء في تصنيعها، فالخيط يهترئ بسرعة لتنفرط القطعة بأقل ضغط في أحد أطرافها، كذلك المطاط المستخدم في بعضها وخاصة للملابس الداخلية لا يتحمل (غلية واحدة) فيتراخى ويحتاج إلى استبدال خلال فترة قصيرة، ويلاحظ غياب الاتقان والدقة عن عملية التفصيل والدرز لتظهر بعض الملابس مواربة غير متناسقة، وهو ما يعد تجاهلاً لذوق المستهلك واستهتاراً بأهمية تقديم قطعة عملية تليق بالبشر.

ما تقدم؛ قد يوصف أمثلة بسيطة عن حال المنتجات المعروضة في أسواقنا، لكن ضيق حال الفقراء يجعل منها مشكلات كبيرة لغلاء ثمنها وعدم قدرة الكثيرين على تحمل تبعات تدني جودتها وتكرار استبدالها، علماً أن اللامبالاة تجاه الالتزام بمعايير جودتها تساق على الكثير غيرها وعلى رأسها المواد الغذائية المصنعة، ما يؤشر بالمجمل إلى حالة فلتان بسبب غياب الرقابة عن بعض الصناعات التي لم تعد تكترث بأي مواصفات وهمها الربح الفاحش ولا شيء سواه.

المطلوب وبإلحاح: رقابة لصيقة تلزم المنشآت الصناعية بتطبيق المواصفات القياسية المعتمدة لضمان جودة المنتجات، وتقديمها للمستهلك وفقاً لبطاقة البيان المرفقة بعبواتها، كذلك ضرورة رصد الورشات التي تعمل في الظلام وتنتج منظفات وألبسة وأحذية وغيرها بمواصفات رديئة، وتطرحها في الأسواق بشكل سائب (فرط) أو قد تغش باستخدام ملصقات مزورة لماركات مشهورة على عبواتها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه