سورية.. الشمس والسيادة والمضي قدماً

لقراءة رسائل افتتاح الرئيس بشار الأسد محطة توليد الطاقة البديلة من الطاقة الشمسية في عدرا الأسبوع الماضي، لابدّ من وضعها في إطار الاستراتيجية العامة لسورية بعد إنجازها التقدم الكبير في حربها ضد الإر*ه*اب والمؤامرة الغربية، وهي الاستراتيجية القائمة على «المضي قدماً.. استناداً إلى السيادة الكاملة»، وضمن المضي قدماً تحمل تصريحات الرئيس الأسد، ومناسبتها ضمن افتتاح محطة توليد الطاقة الشمسية في عدرا، رسائل تشكل جوهر الاستراتيجية الاقتصادية المعتمدة في هذا الظرف من تاريخ سورية، لذلك كانت مناسبة مهمة بإيضاحها توجهات سورية الاقتصادية للمضي قدماً في طريقها نحو التجدد والارتقاء استناداً إلى السيادة الوطنية والحضارية الكاملة.

لا يحتاج التعبير إلى كثير تدقيق.. معاني الرئيس واضحة.. نبني اقتصادنا بالتعاون بين جميع قوى الإنتاج الخاصة والعامة، ونسلك جميع الطرق المؤدية للإنتاج الوطني.. وضمن هذا التعاون تشكل الدولة المحرك الأساس للاقتصاد باتخاذ وضعية المنتج الأكبر والرائد، وبعملها الداعم والميسر للقطاع الخاص.. إنها الصيغة الاقتصادية القادرة على تفعيل قوى القطاع الخاص كرديف ومكمل للقطاع العام، والتحفيز والتأثير التفاعلي المتبادل بينهما ينعش الاقتصاد إلى أقصى حدود ممكنة مهما كانت الظروف ضاغطة. وهكذا تصبح استراتيجية «التعاون وتحفيز المتبادل» بين الدولة والقطاع الخاص إحدى أهم طرق المضي قدماً بإعادة تدوير عجلة الإنتاج واستعادة القدرة الذاتية على تجاوز المعوقات مهما كانت.

إن دور «الشريك الرائد والمحرك والداعم» للدولة في عملية الإنتاج الاقتصادي السوري يتضمن- كما بيّن الرئيس الأسد- فاعلية الدولة في الدعم وفي التيسير للقطاع الخاص، وكلاهما عمليتان تحفزان وتمدان القطاع الخاص بشحنة قادرة على الإنتاج الأفضل. كما يتضمن دور «الشريك الرائد للدولة» التفاعل مع القطاع الخاص والقوى المجتمعية الاقتصادية للارتقاء الشجاع و المستدام لهذه الاستراتيجية الاقتصادية، لتظل حية وقادرة على الإسهام في «المضي قدماً». وكما يحتاج الارتقاء المستدام إلى شجاعة الدولة يحتاج أيضاً إلى شجاعة الرأسمال الوطني.. وهي شجاعة واحدة في وطنيتها وسوريتها كما أثبت الشعب دائماً.

‏«المضي قدماً» يعني الانعتاق من قيود الحرب والدمار، والانطلاق إلى إعادة الإعمار الشاملة.. إعادة إعمار الحجر والبشر.. إعادة إعمار العقل المعرفي و الوعي الوطني. إعادة إعمار التفاعل الحقيقي بين مكونات المجتمع. إعادة إعمار التعاون الأخوي مع العرب..إعادة التفاعل الحضاري مع الدول الإقليمية والعالمية.. تثمير وتعميق التعاون مع الحلفاء والأصدقاء للارتقاء بهذا التعاون إلى مراتب أعلى وأجدى وأكثر إنتاجية.. المضي قدماً بكل ذلك استناداً إلى تمسكنا بالسيادة الوطنية على كل ذرة من تراب وطننا.. وكل فرد من أبناء شعبنا.. وكل عنصر من ثرواتنا الوطنية.. وكل إشعاع من أشعة شمسنا، وهذا يعني أن المضي قدماً يتضمن ويستند ويتمسك ويقوم على أساس السيادة الكاملة على أرضنا وشعبنا ومؤسساتنا.

من هنا تشكل الاستراتيجية الاقتصادية القائمة على «التحفيز و التعاون» بين الدولة والقوى المجتمعية الاقتصادية أحد أسس الاستراتيجية الوطنية القائمة على «المضي قدماً.. استناداً إلى السيادة الكاملة» التي يطرحها الرئيس الأسد باستمرار، والتي تشكل منهجه وبوصلة العمل الوطني السوري. وربما نجد أن التعبير عن هذه الاستراتيجية في مناسبة تتعلق بالطاقة الشمسية يحمل معاني الاستدامة السورية, كما يحمل أحد أسماء سورية, الشمس, ومنها نستمد الطاقة المستدامة للمضي قدماً..استناداً للسيادة الكاملة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار