«الشمبانزي» يستخدم النباتات للعلاج الذاتي أثناء المرض 

تشرين:

يعد الشمبانزي أكثر الكائنات الحية ذكاء على كوكب الأرض بعد البشر، ويستطيع أن يبتكر أساليب فريدة للتكيف مع البيئة ذات الظروف الصعبة, ويمتلك قدرة مذهلة على حل المشكلات، وأكدت الأبحاث أن الحمض النووي للشمبانزي يتشابه مع الحمض النووي للإنسان بنسبة 98 % .

في السياق، أظهرت دراسة حديثة أن الشمبانزي البري «نوع من القرود» يستخدم النباتات للعلاج الذاتي ضد بعض الأمراض.

وتُظهر الدراسة، التي نشرت في مجلة «PLOS One»، وقادها فريق من جامعة أكسفورد وجامعة نويبراندنبورغ الألمانية، مدى ذكاء هذه الحيوانات وقدرتها على استغلال موارد الطبيعة للعناية بصحتها، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهمنا عن الطب الطبيعي واحتمالات تطوير علاجات جديدة للبشر.

وقد حدد علماء جامعة أكسفورد 13 نوعاً من النبات، لها خصائص قوية في علاج التئام الجروح ومكافحة العدوى، بمساعدة بعض حيوانات الشمبانزي البرية، بعد أن لاحظ فريق البحث أن حيوان الشمبانزي يتغذى على اللحاء والأخشاب الميتة وأوراق النباتات، التي لم تكن جزءاً من نظامه الغذائي الطبيعي، بعد إصابته بالمرض.

وقال العلماء: إن سلوك الشمبانزي هذا يمكن أن يسرّع اكتشاف أدوية جديدة لعلاج الأمراض المزمنة والالتهابات، حيث أظهرت الاختبارات المعملية أن معظم النباتات التي يأكلها الشمبانزي تمنع نمو البكتيريا، بينما يقلل الثلث منها من الالتهاب.

وأضاف العلماء: إن هذه النتائج تشير إلى أن الشمبانزي يبحث عمداً عن النباتات ذات الخصائص الطبية عندما يكون مريضاً أو مصاباً، ما يعكس معرفة فطرية بخصائص هذه النباتات، لافتين إلى أن الشمبانزي يلجأ إلى النباتات ليعالج نفسه طبيعياً عند إصابته ببعض الأمراض، ليظهر ذكاء هذا الحيوان واستغلاله للطبيعة ما قد يساعد في تطوير علاجات جديدة للبشر من النباتات، وفق ما أظهرت دراسة جديدة.

وحسب صحيفة «فرانكفورتر روند شاو» الألمانية التي تناولت هذه الدراسة وكتبت عنها، فقد لاحظ الباحثون في غابة بودونغو في أوغندا وجود شمبانزي مصاب بالإسهال والدودة الشريطية يتوجه إلى موقع معين في الغابة لجمع نبات معين يُدعى شجرة «Alstonia boonei» ومضغه.

وتُستخدم هذه الشجرة منذ زمن طويل في الطب التقليدي، وأكّدت الاختبارات التي أجراها العلماء أنها تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، بينما أدى تناول هذه العشبة إلى تحسن حالة الشمبانزي الصحية بشكل ملحوظ.

وأكد الباحثون أهمية متابعة هذا السلوك لدى الشمبانزي، لأنه قد يساهم في اكتشاف أدوية جديدة للبشر، كما أشاروا إلى ضرورة حماية الغابات التي تُعد بمنزلة “صيدليات طبيعية” وأهمية الحفاظ على الشمبانزي الذي يعيش فيها.

وشملت الدراسة مراقبة مجموعتين من الشمبانزي في غابة بودونغو لمدة أربعة أشهر لكل منهما، وأظهرت النتائج أنّ الشمبانزي يختار النباتات التي تُستخدم أيضاً في الطب التقليدي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض.

وكشفت الدراسة أيضاً أنّ الشمبانزي المصاب بالطفيليات أو الجروح يستهلك نباتات معينة لمكافحة هذه المشكلات، وعلى سبيل المثال تناول شمبانزي مصاب بجروح نبتة تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات ما ساعد على شفائه.

ودعت الدراسة إلى تعزيز جهود حماية هذه البيئات الطبيعية والأنواع الحيوانية التي تسكنها، ما يتيح الفرصة لمزيد من الأبحاث التي يمكن أن تكون مفيدة للبشرية جمعاء.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟ اللجنة القضائية العليا للانتخابات تعلن في مؤتمر صحفي نتائج انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع السفير الروسي في لبنان: لا يمكن لأي بنية مدنية أن تكون هدفًا لنزاع مسلح وروسيا التزمت بذلك ما الغاية والهدف من إقامة معسكر تطوير مهارات كرة السلة للمواهب الواعدة ؟ "لوثة" تنعش سوق الاستطباب الخفي في سورية.. اضطراب تشوه صورة الجسد حالة نفسية تلاحق الجنسين..والنتائج غير حميدة ترامب ومؤيدو بيتكوين.. العملات الرقمية مخزن للقيمة وأداة للتحوط ضد الاضطرابات السياسية لتاريخه.. بعض الفلاحين لم يقبضوا ثمن محصول القمح في منطقة الغاب!.. والمصرف يبيّن: الفلاحون يأملون إعفاءهم من ديونهم السابقة المنازل الخشبية " تريند" فيسبوكي يبحث عن بوّابة للنفاذ إلى البيئة السورية..حلّ رشيق لأزمة السكن بانتظار الدراسة الجادّة رغم أن الموسم ليس معاوماً .. "زراعة اللاذقية" تقدّر إنتاج الزيتون بنحو 48 ألف طن