كتب جامعية بـ 900 مليون ليرة في المستودعات تنتظر التسويق !!

أيمن فلحوط
قرابة 900 مليون ليرة قيمة الكتب الراكدة في المستودعات التابعة لكليات جامعة دمشق، واستمرار وضعها على هذا النحو يسبب خسائر مالية كبيرة للمال العام، ولمديرية الكتب والمطبوعات في جامعة دمشق، فينعكس ذلك على تأمين مستلزمات العمل، وتأمين الورق اللازم لطباعة الكتب الجديدة، لكون المديرية، وفقاً لمديرها الدكتور منهل أحمد في حديثه لـ«تشرين»، ذات طابع اقتصادي تقوم باستخدام مواردها في تمويل خططها الاستثمارية، وتغطية نفقاتها الجارية وسائر مستلزمات نشاطها، وفي حال لم توفق في ذلك فإن عملها سيتوقف.
تتكون موارد المديرية حسب القانون رقم 39 الصادر في 7/6/2001 من أثمان بيع الكتب والمطبوعات، وهنا تكمن مشكلتها تجاه الكتاب الجامعي حسب الدكتور منهل أحمد في ضعف مبيعات الكتاب، وليس في وجوده في المستودعات التابعة للمديرية، إذ بلغت المبيعات في العام المنصرم فقط 177 مليون ليرة، علماً أن تكلفة الكتاب تتعدى الـ10 آلاف ليرة، ومبيعه تشجيعاً للطلبة يتراوح بين 3000 و5000 ليرة، أي بنصف التكلفة، وقمنا بتسديد 700 مليون ليرة قيمة الورق الذي تم استجراره، بمساعدة جامعة دمشق و وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والمالية.
ولفت الدكتور منهل لتوافر الكتاب الجامعي بدلالة طباعة 203 عناوين في العام الماضي لكليات جامعة دمشق وفروعها في السويداء ودرعا والقنيطرة، مع تغطية جميع طلبات الطباعة التي ترد من الكليات لإعادة طباعة بعض الكتب، وتتم إعادة توزيعها على مستودعات تلك الكليات، وبتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور محمد أسامة الجبان نتواصل مع عميدي الكليات ونوابهم والمدرسين لمعرفة وضع الكتاب الجامعي في جميع الكليات، وفي العام الحالي نحن بصدد طباعة 71 عنواناً جديداً للتعليم النظامي، و35 للتعليم المفتوح، كما تمت طباعة 12 كتاباً جديداً خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام.
وأشار مدير الكتب والمطبوعات لتأخر وصول الورق إلى المديرية لمدة سنتين، حتى الشهر العاشر من العام المنصرم، فأضحى هناك ضغط كبير وتراكم في العمل، لتأتي مواعيد الامتحانات وهناك بعض الكتب لم تنجز حينها، فضاعفنا العمل لاستدراك ذلك، لتبقى مشكلتنا الأساسية في التسويق.
وبرأيي الشخصي تتعلق بأستاذ المادة، إذ إنه يمكن أن يشجع على اقتناء الكتاب الجامعي، وهذا نطبع منه أكثر من مرة، أو لا يبالي كما وجدنا خلال جولاتنا على مستودعات بعض الكليات بأن هناك كتباً مطبوعة من خمس سنوات، ومن بين 500 نسخة مثلاً لم يتم بيع سوى 10-15 نسخة فقط، مع إن أسعارها أرخص بكثير من أسعار النوط أو الملخصات التي تباع في الأكشاك، سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه.
وضرب الدكتور أحمد العديد من الأمثلة على عدم الاهتمام من قبل بعض الكليات بالكتاب الجامعي مثل كلية الهندسة المعلوماتية التي لها مقرر واحد فقط من بين كل المقررات المعطاة في الكلية التي تمت طباعته، أما الكليات العلمية فنسبة المبيعات فيها ضعيفة جداً، وكذلك في نطاق التعليم المفتوح، إذ تتجاوز قيمة الكتب عديمة الحركة هنا الـ300 مليون ليرة، ومستغرباً في هذا المجال كيف تم التخلي عن إلزام الطالب في التعليم المفتوح بشراء الكتاب الجامعي، بعد أن كان مرتبطاً مع الرسوم المترتبة عليه أثناء التسجيل، بينما حركة البيع أفضل في كليات الحقوق والعلوم والشريعة، بعكس الهندسات ذات حركة البيع المتدنية.
أما على صعيد كتب السنة التحضيرية فحلت المشكلة بتأمين مخزون للفصل الأول من العام القادم، وكذلك احتياجاتهم هذا العام بكتب أنيقة وملونة.
وعزا د. أحمد عزوف الطلبة عن شراء الكتاب الجامعي عدا عن تأثير أساتذة بعض المقررات على ذلك، إلى اعتماد الطلبة على أسئلة الدورات السابقة، والملخصات والنوط التي تباع في الأكشاك، مع إنها غير معتمدة أصولاً من قبل المديرية أو الجامعة، ومخالفة للقانون 39 وخاصة في المادة 5 منه التي تنص على : يلزم كل من يقوم بالتدريس في الجامعات والمعاهد العليا، مهما كانت صفته، باعتماد كتاب لتغطية المقرر الذي يدرسه، كما لوحظ أن بعض المدرسين يقومون بنشر الكتب بصيغة pdf على المواقع الإلكترونية، أو تقديمها للطلاب وهذا مخالف للمادة 14 من القانون 39 التي تنص على: لا يجوز لأي كان، بمن فيهم المؤلفون الذين استحقوا جائزة التأليف، طبع أي كتاب من الكتب والمراجع الجامعية المشمولة بأحكام هذا القانون، أو نشره أو بيعه أو عرضه للبيع كاملاً أو مجزأً بصورة مخالفة لأحكامه، ويعاقب المخالفون بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 72 من قانون العقوبات.
ويقترح مدير الكتب والمطبوعات توجيه عميدي الكليات لمتابعة موضوع الكتاب الجامعي باعتماده للتدريس وتشجيع الطلاب على اقتنائه، وعدم توجههم للنوط والمحاضرات، وتشكيل لجنة في كل كلية مهمتها متابعة مدرسي المقررات والتأكيد عليهم باعتماد الكتاب المقرر للتدريس، وأن تشكل لجان مهمتها متابعة الأكشاك التي تسوق النوط والمحاضرات.

بدورهما عميدا كلية الهندسة المدنية د.هاجم الوادي وكلية الهندسة الميكانيكية والـكهربائية الدكتور مصطفى الموالدي اتفقا على أهمية الكتاب الجامعي، مشيرين لتوجيه المدرسين للاعتماد على الكتاب والابتعاد عن الملخصات والنوط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار